أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - مأساة المسيحيين السوريين















المزيد.....

مأساة المسيحيين السوريين


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مأساة المسيحيين السوريين
مجدى خليل
بدأت الانتفاضة السورية كإحتجاجات سلمية ضد نظام ديكتاتورى يقمع شعبه منذ اربعة عقود، ولكن بعد 6 شهور فقط تخلت عن سلميتها بفعل تدخلات خارجية تصور من قاموا بها أنها ستسرع بسقوط النظام،وما لبثت أن تحولت المسألة السورية إلى حرب دولية معقدة تتداخل فيها مصالح العديد من الدول، ولكن ابرز سمة يمكن بها وصف ما يحدث بأنها حرب المحاور الشيعية والسنية والاخوانية، فالمحور الاخوانى بقيادة تركيا ومعها قطر تصوروا أن عسكرة الحرب سيسرع من سيطرة الاخوان على سوريا ومن ثم بناء حلم الخلافة الإسلامية الاخوانية، ولكن المحور السنى المحافظ بقيادة السعودية دفع بالآلاف من العناصر السلفية الجهادية حتى لا تقع سوريا فى يد الاخوان المعادين لأنظمة الخليج العائلية المحافظة،بدورها ادركت إيران أن كل ما يحدث سيصب فى القضاء على الهلال الشيعى ومحاصرة حزب الله فى لبنان ولهذا تدخلت بقوة ومعها مقاتلين حزب الله من آجل الحفاظ على نظام الأسد العلوى. هنا بدا المشهد وكأنه صراع الجهاديين فى افغانستان فى ثمانينات القرن الماضى.
رتبت كل الأقليات فى سوريا اوراقها فى حالة سقوط نظام الأسد إلا الأقلية المسيحية لأنها لا توجد دولة اقليمية ترعاها كما هو الحال عند الأقليات الأخرى، ولا يوجد طموح أو تخطيط عند المسيحيين لتشكيل دولة تضمهم مثل غيرهم من الأقليات.
بلغ عدد المسيحيين فى سوريا فى عام 1900 حوالى 40% من تعداد سوريا انخفضوا نتيجة الهجرة الكثيفة إلى امريكا الجنوبية والشمالية إلى حوالى 20% من تعداد السكان عام 1947، ويقدرون حاليا من 8-10% من تعداد سكان سوريا وفقا لتقديرات مختلفة(1).
ورغم أن الخسائر الناتجة عن الحرب الأهلية الطاحنة فى سوريا هى مهولة بالفعل إلا أن المسيحيين دفعوا الثمن الاكبر بالنسبة لعددهم، واستهدفوا لهويتهم الدينية من الاخوان وداعش وجبهة النصرة وكافة الفصائل الإسلامية الأخرى . فى حوار لجريدة وطنى المصرية بتاريخ 4 فبراير 2014 مع بطريرك انطاكية للروم الكاثوليك غريغوريس الثالث لحام ، قدر خسائر المسيحيين فى سوريا ب 30 الف شهيد، وتدمير 91 كنيسة الكثير منها رفع عليها الأعلام السوداء لتنظيم القاعدة، كما افرغت 24 قرية مسيحية فى وادى النصارى ومناطق أخرى من سكانها تماما، وترك سوريا إلى الخارج أكثر من 450 الف شخص من اجمالى مليون و 750 شخص مسيحى فى سوريا وفقا لتقديرات البطريرك.كما ترك منازلهم إلى أماكن اخرى أكثر من 500 الف مسيحى،أى أن أكثر 60% من المسيحيين توزوعوا بين الهروب للخارج أو النزوح الداخلى، وتحولت قرى أخرى مثل معربة بدرعا، وشقرا بدرعا، ونامر بدرعا، وعربين بريف دمشق، وحراستا بريف دمشق، والغسانية بريف دمشق، واليعقوبية بأدلب، وداريا بريف دمشق، ودور بحمص إلى قرى خالية تماما من أى مسيحى(2). واستهدفت منطقة معلولا المسيحية التاريخية بهجوم من العناصر الجهادية نجحوا خلاله فى تدمير بعض أقدم كنائسها وأديرتها، وقتل عدد من رجال الدين المسيحى منهم الآب فرانسوا مراد والآب فادى حداد الذى قتل ذبحا ،وأخيرا اطلق الرصاص 7 ابريل 2014 على الآب اليسوعى الهولندى فرانز فان درلوغت (75عاما) الذى كرس حياته للفقراء والمحتاجين فى حمص ورفض الخروج من سوريا قائلا مستحيل أن اترك المسيحيين فى هذه المحنة. وتم خطف آخرين كرهائن منهم المطرانين بولس يازجى ويوحنا إبراهيم اللذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن .ونقدر منظمات سورية أن عدد المسيحيين فى شمال شرق سوريا،وهى المنطقة التى تعد معقلهم التاريخى،نراجع بمقدار الثلث مقارنة بما قبل عامين،(3) وأخر الاخبار هى نزوح أكثر من 3000 شخص من منطقة كسب الأرمنية إلى اللأذقية بعد استيلاء جبهة النصرة التابعة للقاعدة على بلدتهم(4).واصبح المسيحيون يفقدون حياتهم ومنازلهم ودور عبادتهم ويجرى طردهم من أوطان أباءهم واجدادهم ويجبرون على الفرار كلاجئين، وفرضت دولة داعش الإسلامية الجزية على المسيحيين الذين وقعوا تحت سيطرتها، وخططت المنظمات الإسلامية المتطرفة على إبادة المسيحيين أو طردهم من وطنهم. وامام مشاهد القتل والذبح والتعذيب والقتل الجماعى والتهجير قدر البطريرك لحام بأن 20% من الاطفال المسيحيين اصيبوا بأمراض نفسية خطيرة.
رغم وجود بعض العناصر المسيحية فى قيادة المعرضة السورية إلا أن التيار الرئيسى من المسيحيين يميلون لتأييد نظام الأسد،ولديهم حججهم الوجيهة فى ذلك بأن النظام العلوى الحالى يعتمد على الأقليات فى مناصب هامة فى فى قلب النظام نظرا لخوفه من الأغلبية السنية،وفى نفس الوقت فأنهم سيكونون أكبر الخاسرين فى حالة انهياره كما حدث من قبل مع مسيحى العراق عقب سقوط صدام حسين،ولهذا يجادلون بأنهم لا يعنيهم كونه ديكتاتورا ولكن ما يعنيهم هو حمايته لهم وإشراكهم فى إدارة الدولة وحفاظه على نظام شبع علمانى. ومن جهته أستفاد نظام الأسد كثيرا من الأقليات بالأستعانة بهم بكثافة فى جيشه وفى أجهزته الأمنية وفى إدارة حملة علاقات عامة دولية يصور نفسه فيها على أنه حامى الأقليات الدينية فى سوريا.
إن الحرب الأهلية السورية كما تصفها الأمم المتحدة، تعتبر اخطر أزمة دولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واكبر عملية نزوح جماعى فى التاريخ الحديث.ورغم تضرر كل الفئات فى سوريا من هذه الحرب إلا أن مأساة المسيحيين تعتبر مضاعفة كما أن هجرتهم خارج سوريا حاليا تأخذ نمط الهجرة الدائمة خاصة إلى الدول الغربية، ويخشى المراقبون أن ينتهى مصير المسيحييين فى سوريا مثل نظرائهم فى العراق الذى تركه حوالى 70 من مسيحييه بدون أى بوادر لرجوعهم مرة أخرى بما يؤثر على الوجود المسيحى كله فى الشرق الأوسط.
إن المسيحيين فى الشرق الأوسط يحتاجون إلى رعاية خاصة من المجتمع الدولى لكى يستطيعوا العيش فى أرض أباءهم واجدادهم.
مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات
1http://www.ecassembly.org/ar/?p=articles&id=11281-
https://www.youtube.com/watch?v=aYia28xayt02-
3-http://www.worldwatchmonitor.org/2014/03/article_3076140.html/
4-
http://archive.arabic.cnn.com/2013/middle_east/12/22/meast0christians/



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوضاع الأقباط بعد ثورة يناير
- أسئلة حائرة فى مصر؟
- نيافة الأنبا ميخائيل: المطران الناسك
- الأزمة الأوكرانية ومخاوف التصعيد
- أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة
- لماذا ندعم السيسى رئيسا؟
- ربيع التفجيرات فى بيروت
- إحتفاء عالمى غير مسبوق بالرجل الكفتة
- الشبكة الجهنمية التى قتلت فرج فودة
- المال السياسى بعد ثورة 25 يناير
- مبادرة حسن نافعة: انقاذ الاخوان وتدمير مصر
- الجدل حول برنامج الصندوق الأسود
- تساؤلات حول ثورة 25 يناير
- وداعا دكتور سليم نجيب(13 نوفمبر 1933-5 يناير 2014)
- صراع الإسلاميين فى تركيا
- ماذا يعنى إعلان جماعة الاخوان جماعة إرهابية؟
- سعيد العشماوى(1932-2013) على خطى كبار المصلحين
- لماذا احتفى العالم بنيلسون مانديلا؟
- فى الذكرى الخامسة وستون للإعلان العالمى لحقوق الإنسان :ماذا ...
- لماذا سأصوت بنعم لدستور ثورة 30 يونيه؟


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - مأساة المسيحيين السوريين