أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المستقبل .














المزيد.....

الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المستقبل .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بتعيين حكومة السيد عبد الإله بنكيران ، تعاظم أمل المواطنين في توفير مزيد من الاستقرار والتنمية اعتبارا لمضمون الشعارات التي رفعها حزب العدالة والتنمية من أجل محاربة الفساد والنهب والتهريب واقتصاد الريع وتحقيق العدالة الاجتماعية عبر حسن توزيع الثروة الوطنية . تمر الأعوام الثلاثة من وولاية الحكومة فيجد المغاربة أنفسهم أمام واقع فظيع أفقدهم الإحساس بالأمن في وطنهم ومدنهم وأحيائهم ومساكنهم فزادهم خوفا على خوف : خوف من المستقبل وخوف من الإجرام الذي اتسع نطاقه وعظم شره لما اتخذ اسم وطابع "التشرميل" بما يحيل عليه من دلالات الوحشية في استعمال الأسلحة البيضاء لتقطيع الضحايا . وكذلك كرسته الصور المنشورة والفيديوهات المبثوثة على مواقع التواصل الاجتماعي رغم سياسة الإنكار التي اعتمدها ممثلو وزارة الداخلية في البرامج الحوارية على الإعلام الرسمي . ما لم يستسغه المواطنون هو تمادي الحكومة في تجاهل نداءات الاستغاثة وعرائض المواطنين ومطالبهم الملحة في الأمن ، وكأن الحكومة تقايض أمن المواطنين بوقف الاحتجاجات ضد سياساتها الرامية إلى الإجهاز على كل المكتسبات السياسية والاجتماعية ( تخفيض المعاشات ، الزيادة في سن التقاعد ، تحرير أسعار المحروقات ، إلغاء صندوق المقاصة ، توسيع الوعاء الضريبي ، خفض ميزانية الاستثمارات ... ) . وفهم المواطنون أن الحكومة تعمدت تجاهل نداءات الاستغاثة والتحذير من انتشار خطر "التشرميل" حتى يغدو مطلب الأمن هو منتهى الأمل فتسقط بقية المطالب ويخنع المواطنون . لقد تناست الحكومة عن قصد أن مسئوليتها الدستورية والوطنية تنيط بها مهمة حفظ أمن المواطنين في أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم ، وأن هذه المسئولية تستوجب عليها وضع إستراتيجية متعددة الأبعاد ومتكاملة الأهداف تستهدف الحد من ظاهرة الفقر والتهميش والقضاء على بؤر الفساد والإجرام . لكن الواقع المعيش يثبت خلاف المنتظر من الحكومة ، حيث اتسع نشاط الإجرام ليشمل كل المدن والقرى وليستقطب مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية . حتى القاصرون صاروا مجرمين بالاكتساب والتقليد وليس بالحاجة والفاقة . ولم يحدث في تاريخ المغرب الحديث أن تحدى المجرمون الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية بالشكل الذي فعله "المشرملون" الذين استعرضوا قوتهم بما يملكون من الأسلحة البيضاء وما سلبوه من ضحاياهم . وهو نفس التحدي الذي خاضه المتطرفون وإن بوجوه متنكرة . ولعل أخطر ما يمكن للدولة أن تضع في حسبانها هو أن تستقطب التنظيمات المتطرفة شباب "التشرميل" الذي أبدى استعداد قويا لممارسة العنف والسطو والقتل . فما تسعى إليه هذه التنظيمات هو ميول العنف والاستعداد لممارسته لدى الشباب . وما ينقص هؤلاء "المشرملين" هو الفتاوى التي تغذي فيهم ميول العنف وتضفي عليها الطابع الشرعي حتى يصير "جهادا" والمسروقات "غنيمة" . وقد كان للتدخل الملكي أثره على مسرح الأحداث حيث تحركت الأجهزة الأمنية التي تمكنت ، في ظرف قياسي ، من إسقاط آلاف المجرمين . الأمر الذي يضعنا أمام أسئلة مؤرقة : أين كانت عيون الأمن من النشاط الإجرامي لهذه الآلاف المؤلفة من العناصر الإجرامية ؟ ألا يخضع قطاع الأمن لرئيس الحكومة فيصدر أوامره لتنجز الأجهزة الأمنية مهامها ؟ ماذا لو كانت تقودنا نفس الحكومة العاجزة عن توفير الأمن للمواطنين في ظل الملكية البرلمانية التي تجعل الملك يسود ولا يحكم ؟ لحسن الحظ أن الملك استجاب لنداءات المواطنين بعدما خذلهم رئيس الحكومة . فما الذي افقد الدولة هيبتها ؟ بالتأكيد أن التسيب وتعطيل القانون هما العاملان الرئيسيان في تفريخ المجرمين وسطوتهم ، ما شجع غيرهم على خرق القوانين في احتلال الملك العمومي ، وفوضى ميكروفونات الباعة والحفلات والمساجد ، واستعمال الطريق ، والتدخين في الأماكن العمومية .. الخ ؛ صرنا في دولة لا يحكمها قانون أو لا قانون لها . من هنا ، فإعادة هيبة الدولة تقتضي :
ــ تفعيل القوانين وتطبيقها على كل المخالفين أيا كان وضعهم الاجتماعي والإداري والاعتباري .
ــ تحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين والمقاهي والفرّاشة .
ــ توفير الضمانات القانونية لرجال السلطة والأمن أثناء تأديتهم للمهام الموكولة إليهم .
ـ إحداث خط أخطر للتبليغ عن الجرائم أو تقديم شاكيات ضد رجال الأمن أو الدرك إذا رفضوا التدخل لحماية المواطنين تحت أية ذريعة كانت . ــ تعديل القانون الجنائي بتشديد العقوبات على المجرمين .
ــ إدماج السجناء في الدورة الإنتاجية حتى لا يبقى السجن مؤسسة للإيواء ؛لأن تقديم الخدمات مجانا يغري بدخولها ويُحمّل المواطنين الأسوياء تكاليف التطبيب والمأكل والملبس والمسكن لكل المجرمين والمنحرفين .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .
- حرية المعتقد بين المصادقة والدسترة .
- دلالات صلاة الملك خلف الفيزازي .
- الحركات الإسلامية تفقد بريقها .
- البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .
- مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني
- بين -الربيع العربي- والربيع ألأوكراني انفصال دون اتصال .
- مالي بوابة المغرب إلى إفريقيا ومجاله الحيوي .
- عقائد التطرف على أمواج إذاعات خاصة .
- دول الربيع العربي بين الفتنة والكارثة.
- متى يتحرر العقل العربي من سلطة التقليد ؟
- جماعة العدل والإحسان في الذكرى 1 لرحيل المرشد.
- رأس السنة ينعش فتاوى التطرف والكراهية .
- لماذا حركة -ضمير- ؟
- الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.
- مانديلا المسلم الحقيقي .
- العنف ضد النساء تشرعنه الثقافة والفتاوى والأعراف .
- حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .


المزيد.....




- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المستقبل .