أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .














المزيد.....

البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 18:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



إن الديمقراطية التي أوصلت قواعدُها السيد بنكيران وحزبه إلى رئاسة الحكومة يسحلها هذا الأخير على أعتاب المجلس العلمي الأعلى ويقدمها قربانا لإرضاء الميولات البيدوفيلية التي تتغذى على الجهل والفقر وتبخيس الإناث وتكرس الاستغلال الجنسي البشع للإناث باسم الشرع . إنه واقع يزداد مرارة مع تواتر قرارات الحكومة الحالية التي لم يعد من همّ لرئيسها وحزبه وفريقه البرلماني سوى تزويج القاصرات . وكان من المفروض في الحزب ورئيس الحكومة أن يشغلهما واقع الجهل والأمية الذي يفتك بالقاصرات المهمشات فيبادرا إلى بناء ما يكفي من الحجرات الدراسية والأقسام الداخلية لإيواء التلميذات القرويات ودعمهن لمواصلة الدراسة ، بدل شرعنة اغتصابهن وقتل طموحهن في حياة إنسانية كريمة . فالمطلوب من الحزب الحاكم والأغلبية المساندة ، أيا كانت قناعاتها الفكرية وتوجهاتها السياسية ، أن تبتكر حلولا لمعالجة الهدر المدرسي الذي يذهب ضحيته أزيد من 300 ألف طفل سنويا ، وتنهض بالمدرسة العمومية تأطيرا وتجهيزا لتلعب دورها المركزي في الرقي بوعي المجتمع وتفكيك بنياته الذهنية والاجتماعية حتى لا تظل ثقافة البداوة وفقهها يشكلان الوعي الجمعي المنحط الذي لا يرى في الأنثى إلا العار والعورة . من هنا فإن المسئولية الدستورية والوطنية تفرض على الحزب ورئيس الحكومة أن يتحررا من فقه البداوة وثقافة النخاسة ويؤنْسِنا فهمهما ونظرتهما للأنثى باعتبارها مواطنة تستحق أن تكون في صلب اهتمام الحكومة التي لم يكن من مهامها تزويج القاصرات ، بل وضع إستراتيجية ناجعة لمحاربة الفقر والهشاشة وتشجيع التشغيل الذاتي ودعم المقاولات الصغرى لاستيعاب الأعداد المتزايدة من طالبي الشغل حتى لا تكون الفتاة عبئا على أسرتها تتحين الفرصة للتخلص منها . فرغم مرور عشر سنوات على تطبيق مدونة الأسرة ، وهي مدة كافية لخلخلة المواقف المناهضة لحقوق المرأة ، فإن حزب العدالة والتنمية لا يترك مناسبة إلا وأعاد الجدال حول حقوق المرأة إلى الواجهة ، كما لو أن المغرب لم يدخل الألفية الثالثة بعد ، ولم يتبن دستور 2011 الذي ينص على المساواة والمناصفة . من هنا فإن قرار الحزب طلب تحكيم المجلس العلمي الأعلى في مسألة تزويج القاصرات يفتح الباب لشرعنة إخضاع البرلمان والحكومة والسياسات العمومية لمراقبة المجلس وفرض الوصاية عليها . ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح المغرب على المجهول بسبب ما سيترتب عنها من نتائج وانعكاسات أخطرها :
أ ــ ضرب القواعد الديمقراطية التي تنيط بالبرلمان مهمة التشريع ، بحيث تظل تشريعات البرلمان رهينة إجازتها من طرف فقهاء المجلس العلمي الأعلى .
ب ــ تسفيه عمل المحكمة الدستورية كمؤسسة دستورية تراقب مدى تطابق التشريعات البرلمانية والقرارات الحكومية مع منطوق الدستور وروحه . وتحكيم المجلس العلمي يناقض منطوق الدستور (لا تقبل قرارات المحكمة الدستورية أي طريق من طرق الطعن، وتلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات الإدارية والقضائية) .
ج ــ تنصيب المجلس العلمي الأعلى كهيئة أسمى من الدستور وتمليكها سلطة تعطيله . وهذا تشريع خطير يؤسس "لولاية الفقيه" ويمدها بصلاحيات لم يقرها الدستور .
د ــ الإقرار بسمو أحكام المجلس العلمي على الدستور والقوانين والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب فيما يخص حقوق الطفل يحول المغرب بالضرورة إلى دولة دينية يكون التشريع فيها للفقهاء .
هـ ــ تحكيم المجلس العلمي الأعلى في قضية واحدة يفتح له المجال للتدخل في كل القضايا التي تهم الشأن العام والخاص . وفي هذه الحالة لا جدوى من البرامج الانتخابية والتنافس الحزبي والبرنامج الحكومي .
و ــ إقحام المجلس العلمي الأعلى في السياسة العامة للحكومة تحكيما ومراقبة سيؤجج الصراع بين التيار المدني والتيار الديني بكل أطيافه . بل سيقسم رسميا الشعب المغربي إلى "فسطاط المؤمنين"و "فسطاط الكفار" ؛علما أن كل صراع بخلفية دينية يقود إلى العنف والإرهاب ، ونتائجه هي القتل والتخريب .
ز ــ الاحتكام لرأي المجلس العلمي هو إقحام سافر للدين في السياسة والإساءة للدين من خلال تحميله تبعات التشريع للبيدوفيليا . فالإنسانية كلها أجمعت على تجريم البيدوفيليا فيما حزب العدالة والتنمية يجر المغرب إلى المسخرة ويعرض مصالحه العليا للخطر .
ح ــ تكريس الردة الحقوقية والحضارية للمغرب ، إذ في الوقت الذي يعمل المغرب على إصلاح تشريعاته لملاءمتها مع المواثيق الدولية ، يصر حزب العدالة والتنمية على حجز هذا التطور الحقوقي في كل أبعاده والتنكر لكل الجهود والتضحيات التي قدمتها الأجيال منذ الاستقلال . فمهما كان رأي/حكم المجلس العلمي فإقحامه مرفوض ديمقراطيا ودستوريا .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني
- بين -الربيع العربي- والربيع ألأوكراني انفصال دون اتصال .
- مالي بوابة المغرب إلى إفريقيا ومجاله الحيوي .
- عقائد التطرف على أمواج إذاعات خاصة .
- دول الربيع العربي بين الفتنة والكارثة.
- متى يتحرر العقل العربي من سلطة التقليد ؟
- جماعة العدل والإحسان في الذكرى 1 لرحيل المرشد.
- رأس السنة ينعش فتاوى التطرف والكراهية .
- لماذا حركة -ضمير- ؟
- الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.
- مانديلا المسلم الحقيقي .
- العنف ضد النساء تشرعنه الثقافة والفتاوى والأعراف .
- حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .
- -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .
- الإسلاميون والحكم : تعددت المداخل والحصيلة واحدة .
- يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار
- هل ستتغير الممارسة السياسية وتدبير الشأن العام بعد خطاب المل ...
- تحريم الحب وتجريم التعبير عنه .


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .