أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار














المزيد.....

يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 23:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



بكلمات مُنْسَابة بعفوية لا هي مصطنعة ولا هي متكلفة ، تناولت لطيفة أحرار تدخلها مهووسة بحبها للوطن وللإنسان أيا كان المعتقد أو المذهب أو الحزب ، فالوطن للجميع ويسع الجميع .كلمة أحرار أثارت بصدقها السؤال المقلق والمحرج لكل من يشغله حب الوطن : إلى أين يسير المغرب ؟ وبواعث هذا السؤال كثيرة لمست أحرار بعضها وعانت من أخرى بشكل أنكى وأمر ، خصوصا بعد أدائها لدور فني أغضب من نصبوا أنفسهم، ضدا على الدولة وقوانينها ومؤسساتها ، "حماة الأخلاق" . أدركت أحرار أن ما تراكم من مكاسب ، على محدوديتها ، ليس مضمونا ، بل يمكن التراجع عنه في أية لحظة أو نكسة . وما يعطي لصرخة الفنانة صدقيتها ومداها ، أن 83 في المائة من المغاربة ، حسب دراسة أمريكية حديثة ، مع تطبيق الشريعة . ومعنى هذا أن التقهقر الحقوقي والحضاري يتهدد التجربة الديمقراطية الفتية في المغرب ، ويعصف بكل الإيجابيات التي تحققت في مجال الحريات وحقوق الإنسان . وما يزيد من مخاطر التقهقر ، حالة التردد التي تطبع موقف الدولة والنظام من المشروع الحداثي . وقد جسد هذه الحالة دستور 2011 ؛ إذ في الوقت الذي يتبنى فيه المغرب دستوريا حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا ، تصدر فيه فتوى قتل المرتد عن المجلس العلمي الأعلى الذي تناط به وحده مهمة الإفتاء ، كما يدين القضاء المغربي مواطنا لاعتناقه المسيحية . وبمقتضى هذه الفتوى والقوانين التي أدانت هذا المواطن ، لم يعد المغرب وطنا لجميع المواطنين يضمن لهم حرية الاعتقاد والاختلاف إلى جانب الكرامة والديمقراطية . وما تريده أحرار ويريده الغيورون هو مغرب يقطع مع التردد في اختيار الحداثة على مستوى مؤسساته الدستورية وبنايته الاجتماعية وترسانته التشريعية . مغرب يعيش حاضره ويتطلع إلى مستقبله في تناغم مع المكتسبات الحضارية والحقوقية التي تراكمها البشرية دون مركب نقص أو عقدة نكوص . عبرت ، إذن ، الفنانة أحرار عن هواجس الخوف على مستقبل المغرب الذي تتهدده التيارات الأصولية والقوى المحافظة ولوبيات النهب والفساد والاستبداد . هواجس تريد أحرار أن يتقاسمها التيار الحداثي الذي هو الطرف المؤهل لتحقيق حلم المواطنين في المغرب الذي نريد . بلا شك أن القوى الأصولية والمحافظة والفاسدة المفسدة تريد مغربا بلا كرامة ولا حرية ، مغربا تستباح فيه الكرامة والحرية والطبيعة حتى ، وتصادر فيه الحقوق والأرزاق والأعناق . ذلك أن تغول الأصولية والفساد والاستبداد بات يتهدد المجتمع والدولة وحتى النظام بعد أن استشرى واستفحل في مفاصل الدولة ونسيج المجتمع . إلا أن المثير والمؤثر في كلمة الفنانة أحرار ، ليس تمدد الأصولية بكل أطيافها ، ولا حتى استقالة المثقفين والمفكرين وعموم النخبة على اختلاف مشاربها الفكرية والإيديولوجية ؛ بل الطعن من الخلف وابتلاع الألسن حين تعرضت ــ الفنانة ــ للتشهير والتهديد بالقتل . لا أحد من دعاة الحداثة تضامن مع أحرار وانتصر لقضيتها ودافع عن كرامتها . بل التضامن جاء ممن لم تنتظره منهم ، جاء من السادة بنكيران وبوليف والعنصر .أما من كانت أحرار تنتظر تحركهم وتتوقع التضامن منهم وتتوق إلى مساندة مبدئية منهم ، فقد خيبوا ظنها وصدموها بسكوتهم واستقالتهم ،وفي ذلك معنى وعبرة . فالعبرة من كل هذا أن حملة شعار الحداثة ألقوا بحملهم خلف ظهورهم وراحوا يبحثون لهم عن مواقع النقد والتفرج تنأى بهم عن خندق المواجهة . فالحداثة ما كانت يوما إطارات حزبية تذبج قانونها الأساسي بعبارات التغني بقيمها وتمجيدها ، ولا هيئات حقوقية ترصع أدبياتها جمل صماء في تبني منظومة حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا .
كان السؤال المؤرق الذي طرحته أحرار بكل حرقة وجرأة :من سيحمي المشروع الحداثي من هجمات القوى المحافظة والأصولية ؟ إن المخاطر التي تتهدد المشروع المجتمعي الحداثي لا تكمن في اختلال ميزان القوى لصالح القوى المحافظة والأصولية التي تتميز بالتنظيم والتماسك ، بل أيضا في تشرذم القوى الديمقراطية ومكونات التيار الحداثي التي إما استقالت أو شغلها الاقتتال الداخلي أو الصراع ضد باقي مكونات نفس التيار .إذن ضعف التيار الحداثي ناتج عن هذا التشرذم مما يجعله عاجزا عن الانخراط الفعلي في معركة الحداثة بما تقتضيه من تعبئة عامة لكل قطاعاته التنظيمية والفكرية والإبداعية ،فضلا عن حشد أو سع فئات المجتمع وإقناعها بأن خوض معركة الحداثة وإنجاحها هو تحقيق لكرامة الشعب وقطع لدابر الفساد والاستبداد . وقد ظهر ضعف التيار الحداثي في معركة الدستور ومعارك سياسية أخرى أخلف موعده معها مانحا الفرصة للقوى الأصولية وتاركا لها الساحة فارغة لفرض معركة القيم وإلهاء الشعب بها قصد تمرير ما عجزت عنه الحكومات السابقة في مجال التشريع والمقاصة والحريات الفردية والعامة . ولعل أولى النتائج : رفع أسعار المحروقات ، إلغاء الترقية ، الإجهاز على صندوق المقاصة ،التضييق على الحريات ، والبقية ستأتي .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستتغير الممارسة السياسية وتدبير الشأن العام بعد خطاب المل ...
- تحريم الحب وتجريم التعبير عنه .
- -أنتم رجال أشرار-
- هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟
- هل يفيد أوربا تشددها القانوني لمواجهة التشدد الديني ؟
- التطرف الوجه الآخر لأزمة التعليم في المغرب وتونس.
- مطلب الملكية البرلمانية في المغرب لم تكتمل شروطه بعد.
- المصالح العليا للمغرب تستوجب إسقاط الحكومة .
- تداعيات العفو الملكي على مغتصب الأطفال
- بلدان الربيع العربي والفوضى المدمرة.
- إلى روح فقيد التنوير العفيف الأخضر
- حسن الكتاني السلفي الذي يمس بثوابت الشعب المغربي .
- الشرعية الثورية أصل كل الشرعيات .
- مرسي لم يقرأ ميكيافلي ولم يستوعب نصيحة مانديلا.
- القانون الجنائي المغربي يكرس التمييز ضد المرأة.
- خلفيات وأبعاد انضمام السلفيين إلى حزب النهضة والفضيلة .
- حكومة العجز والتأزيم
- حتى لا تحرق نار المذهبية مغربنا .
- ثبان بدوان أقصر من ثبان جيسي ولا إحراج .
- التفكير زمن التكفير .


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار