أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان فوزي المسعودي - السليمانية...بين العلمانية والاسلام المعتدل/نموذج لابد من تأمله














المزيد.....

السليمانية...بين العلمانية والاسلام المعتدل/نموذج لابد من تأمله


حنان فوزي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 00:26
المحور: المجتمع المدني
    


السليمانية ....بين العلمانية والإسلام المعتدل /نموذج لابد من تأمله
.....   تعرضت بلدان الشرق الاوسط قاطبة الى ظاهرة المد الديني المتطرف مظهرا وليس جوهرا منذ الثمانينيات...فكان ان ازدحمت المدن بالمعالم والاشارات المرتبطة بالدين والتي قام بتشجيعها بعض التيارات السياسية والاقتصادية المجهولة.... كان من المتوقع ان يتعرض اقليم كوردستان الى تلك الظاهرة ايضا لكونه يتوسط الوطن العربي بالرغم من الاختلافات الاثنية والثقافية الواضحة بين الشعب الكردي والشعوب العربية قاطبة..
عند النظرة الأولى لمجتمع السليمانية لاترى تلك المعالم الدينية المبالغ بها والتي تعودنا عليها في الاقليم الجنوبي...فلا توجد لافتات حمراء وخضراء...سوداء او بيضاء تنتشر في شوارع المدينة...وحتى المحال التجارية فهي تحمل في الغالب اسماء اصحابها او اسم السلع التي تحتويها...بينما تعودت في الجنوب على الأسماء الدينية الرنانة والتي توحي اليك بثواني عن الخلفية العرقية لصاحب المحل.... كما ان المساجد تنتشر بهدوء بين المنازل...وتصدح مكبرات الصوت بالأذان وهو يرفع بجلال خمس مرات في اليوم...وطبعا هذا اختلاف جوهري عما يحدث في باقي المحافظات من الصراخ خلال مكبرات الصوت في المساجد والحسينيات طوال الليل والنهار ولكأن الاعلى صوتا هو الأكثر غلبة....
تنتشر النساء اللاتي يرتدين الحجاب في السليمانية بنسبة 40% تقريبا....ويختلف مدى إلتزامهن بقواعد الزي الاسلامي حسب درجة تدين عوائلهن..ولكن الجميل في الأمر هو التعايش الرائع بين المححبات وغير المحجبات في المدينة.. فلا يوجد ذلك التزمت والتحزب في صفوف المحجبات تجاه غير المحجبات..بل من الممكن ان تنشأ بينهن اروع الصداقات والعلاقات الانسانية ذلك لان الفتاة المحجبة  ترتدي زيها عن قناعة تامة بالأهداف والواجبات التي دفعتها لأرتدائه ...ولهذا فليس هناك من داع لمعاملة غير المحجبة بالحقد الذي تشعر فيه من اجبرت على ارتداء الحجاب بسبب ظروف وظغوط مجتمعية..ومن الاعتيادي جدا رؤية إمرأة ترتدي الزي الاسلامي المتكامل تمشي في السوق مع اخرى ذات طراز اوربي مثلا.
القصد من كل ماسبق من كلامي إن المجتمع الكردي لاينظر للتدين نظرة مظهرية محدودة الافق بل يتوسعها الى تأمل  جوهري عميق فأصحاب المحال يميلون احيانا للاستماع الى القرأن الكريم في محالهم...ولكن بصوت معتدل لا يتعارض مع الاغاني الحديثة التي يستمع اليها جارهم.. فالدين في كوردستان دين قلوب وليس مظاهر.....وتلمس تعاليم الدين الاسلامي جلية في تعاملاتهم....فلا يوجد غش في الميزان...ولاخداع في التجارة....ولامغالاة في الاسعار ...ولا استغلال للمواقف....اليس هذا هو الاسلام حقا...  ؟ ام إطلاق اللحى وزيادة مكبرات الصوت والزعيق هو الاسلام....
في يوم الجمعة....تخلو الشوارع من السيارات والمحال من الباعة بينما تزدحم السيارات والسابلة امام المساجد لتأدية الصلاة...ومن الافضل ان لاتحاول المرور بسيارتك امام مسجد في ظهيرة الجمعة لان الشارع سيكون مغلقا حتما..... فصاحب التكسي الذي يقل طوال يومه فتيات غير محجبات..يذهب الى الصلاة في مواقيتها دون ان يتعرض بكلمة الى زبائنه معتبرا ان مايرتدينه حرية شخصية ...وكذلك صاحب المحل التجاري....والاستاذ الجامعي..... لم اشاهد اي مظهر من مظاهر التطرف عند اي من الطرفين المتدينين ولا العلمانيين...حيث يتقبل كل الاخر من منطلق الحكمة القائلة......"من انا كي احكم عليك"...
هذا هو جوهر الدين....."السلام".....فكل الاديان على اختلافها سواء اكانت رسائل سماوية ام تعاليم وضعية...الهدف منها هو السلام.... السلام بين الروح والجسد.....بين الكائنات والطبيعة....بين المخلوقات والخالق......
فلو ادرك كل المتناحرين اليوم هذه الحقيقة وتعلموا من اهالي السليمانية معنى حب الاخر وتقبله..لتوقف نزيف الدم في بلدي.......



#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعدتني...
- الى شهريار
- صديقتي.....كوني عقلانية
- من أرشيف طبيبة 6....-الطريق المرسوم-.
- الف فيس وفيس...
- إلى معجب اوربي...
- يوم السقوط ام يوم التحرير..
- إليها....
- الى لص...
- رفيق الموت
- الى ذاكرتي
- إلى حجر..
- سعدي -الفكر-
- يوم المرأة الشرقية...رحمها الله
- إلى المطر
- أوراق من زمن الحب 18/ الأخير
- إلى من عشقت حبيبي....
- أوراق من زمن الحب 17
- إلى صديق إفتراضي..
- ممارستي الأولى للطب في السليمانية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان فوزي المسعودي - السليمانية...بين العلمانية والاسلام المعتدل/نموذج لابد من تأمله