أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان فوزي المسعودي - يوم السقوط ام يوم التحرير..














المزيد.....

يوم السقوط ام يوم التحرير..


حنان فوزي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم السقوط ام يوم التحرير....  

لا ادري حقا كيف سأتمكن اليوم من الالتزام بوعودي فقد وعدت صديقا بتلبية دعوته على فنجان قهوة صباحا...ووعدت أخر بأن اوافيه على الغداء...ومازلت اجهل كيف سأتمكن من هذا ولحسن الحظ اليوم هو عطلة في مدينتي...فأليوم هو التاسع من نيسان... استطعت الوصول الى الموعد الأول في الوقت الملائم...وبينما كنت اشرب القهوة واناقش ذلك الصديق في قضايا الأدب والشعر ..والظروف السياسية في بلدي حتى وجدت ان الحوار يجرنا نحو زاوية جديدة لم اتطرق اليها مسبقا...وهي يوم التاسع من نيسان. ترك صديقي فنجانه وحيدا وباردا وطفق يناقشني في حيثيات ومسميات هذا اليوم...الأربعاء...بينما راقبت انا انفعاله الظاهر واحمرار وجنتيه حماسا وأصغيت اليه بهدوء.
قال صديقي.....اليوم هو نقطة سوداء في تاريخ العراق والعروبة ففي هذا اليوم سقطت بغداد تماما تحت نير الظلم وبساطيل المعتدين....وانهزم احد اقوى جيوش العالم...بينما نزف الوطن كبريائه بأسى... قبل هذا اليوم...كنا عراقيين....وعراقيين فقط...واليوم نحن نحمل شتى المسميات إلا تسمية العراقي..فنحن اليوم شماليين ..غربيين او جنوبيين فقط...وكل فئة تسعى لخير نفسها وخراب زميلتها...هل تعلمين اشبه حالنا بثلاثة بحارة على متن سفينة واحدة...يقوم الاول بخرق مقدمة السفينة ويقوم الثاني بخرق وسط السفينة بينما يدمر الثالث مؤخرة السفينه..وكل يرغب في إغراق صاحبه دون ان يدرك إنه سيغرق معه..وإن الموجة التي ستلف الأول لن تستثني الثالث... بلدي....مهبط الأديان السماوية....مستقر الحضارات..وأرض العلم والكتابة...اصبح بحرا هائجا من الدماء المختلطة التي تجري مع النهرين الخالدين...مجتاحة كل مايقف في طريقها... لطالما كان العراق رمزا من رموز الوطنية والقومية وكنا نفتخر حينما نسافر ونقول بأننا عراقيين....واليوم نطأطئ الرؤوس خجلا من إنقساماتنا وايدينا الملوثة بدماء بعضنا البعض..... اه...ياوطني ....قد ضعت...وضاعت هيبتك...منذ هذا اليوم..."يوم السقوط".....
راقبت صديقي وهو يتكلم وارتشفت قهوتي وانا مازلت اهتز ألما وحزنا لماقاله.....ثم ودعته لضيق وقتي وإلتزامي بموعد أخر.... قدت سيارتي...وأنا شاردة الذهن...مفتكرة فيما سمعته وخضته من نقاش...حتى وصلت ولا ادري كيف الى موعدي الثاني. كان الصديق الأخر قد وصل قبلي...وقضى وقته وهو يشعل سجارة تلو أخرى بينما يطالع بيأس جرائد اليوم...التاسع من نيسان.... تبادلنا التحايا..وجلست امامه وهو مايزال خائضا في تأملاته غير مدرك لوجودي...اعتذرت عن التأخير بينما اجابني..لا عليك صديقتي..من الجيد ان اليوم هو عطلة ..وإلا لماتمكنت من تلبية دعوتي بالطبع فأليوم هو يوم التحرير.....
ابتدأت برشف حسائي بينما راقبت صديقي..وقد خلع نظارتيه..وكانت تلك عادته كلما هم بالدخول في نقاش جاد....وقال متحمسا..... هل تتذكرين هذا اليوم صديقتي....إنه يوم تحرير العراق...يوم عاد الوطن إلى اهله بعد ان استفرد به الغزاة طوال اربعة عقود....ليس من الضرورة ان يكون الغزاة او المحتلين هم من بلد اخر او مجرة اخرى فأن بلدي كان محتلا....من قبل تيار حاكم مستبد...حكم وطني بالحديد والنار....داس على رؤوس المثقفين...وعمد بكل قوة الى تهجير العقول المبدعة الى الخارج بسبب عدم توفر التقدير الملائم لهم في بلدهم.... كانت حتى الأنفاس تحسب وتقاس بأمر من القيادة ..ويكفي ان تقول كلمة مجلس الثورة..كي تفتح امامك كل الابواب المغلقة بينما تكمم كل الافواه الناطقة... هل تذكرين صديقتي...ماحصل في انتفاضة الجنوب...وكيف دفن الشباب بلا قبور ولا شواهد لمجرد انهم تمردوا على الطغيان...ام نسيتي ياصديقتي ماحصل في شمالنا من مجازر يندى لها جبين العالم....فلم اعهد سابقا رئيسا يضرب رعيته بالاسلحة الكيميائية ويبيد قرى بكاملها... ثم ينقل الضحايا بسيارات الحمل الكبيرة كما ينقل المزارع الدجاج المصاب بأنفلونزا الطيور الى المحرقة..دون ان تهتز له شعرة...او يرف له جفن.... كان ماحصل في هذا اليوم ضرورة فلولا تدخل قوى خارجية لأستمر ذلك النظام جاثما على صدورنا وكاتما على انفاسنا الى ان نموت اختناقا... انتحارا او احتراقا.....انه بحق ياصديقتي..."يوم التحربر".....
كانت الساعة قد قاربت على الرابعة...وانتهى الوقت المحدد للموعد الثاني فلم اجد امامي سوى ان استأذن من الصديق...وأعود ادراجي الى مكتبي وأنا افكر......وتتراقص امامي الكلمات..."سقوط...تحرير...سقوط...تحرير.".... أصابني صداع أليم....وانا اكتب في مفكرتي....
   اليوم ليس يوم السقوط.... اليوم ليس يوم التحرير..... اليوم هو يوم التغيير.....
التغيير تلك الكلمة التي تعرف حسب قوانين الفيزياء بأنها شئ عشوائي وغير ثابت..."التغيير" ...الذي ابتدأ بضرورة وانتهى بفوضى....فمتى تسكن ايها المتغير...ومتى تستقر ياوطني........



#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليها....
- الى لص...
- رفيق الموت
- الى ذاكرتي
- إلى حجر..
- سعدي -الفكر-
- يوم المرأة الشرقية...رحمها الله
- إلى المطر
- أوراق من زمن الحب 18/ الأخير
- إلى من عشقت حبيبي....
- أوراق من زمن الحب 17
- إلى صديق إفتراضي..
- ممارستي الأولى للطب في السليمانية
- أوراق من زمن الحب 16
- عتاب...
- في سبيل الخاتم...
- أوراق من زمن الحب 15
- إلى متردد
- ألزعيم : ده أنا غلبان !!!
- إلى شمسي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان فوزي المسعودي - يوم السقوط ام يوم التحرير..