أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد كامل محمود - دفاعا عن ضحايانا بائعات الجسد














المزيد.....

دفاعا عن ضحايانا بائعات الجسد


نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 21:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العاهرات من ضحايا المجتمعات والضروف المحيطة بهن .. وبما اننا بمجموعنا نكون ما يسمى المجتمع .. فعليه ان العاهرات هن من ضحايانا نحن المجتمع .
توجد ضد العاهرات احكام اجتماعية وقانونية ودينية تختلف من دولة لاخرى ومن زمن لاخر ومن مكان لمكان .. فهناك من يعتبر العهر حرية شخصية بحتة لا تستحق حتى الملامة .. وهناك من يعتبر العهر جريمة عقوبتها الموت .

لا اشك ان القراء الكرام لا يحتاجون الى شرح لتوضيح المقدمة المختصرة اعلاه فهي من الامور التي باتت في عصرنا واضحة وضوح الشمس .

انني هنا سادافع عن ضحيتنا العاهرة (( وخاصة العاهرة في مجتمعنا الاسلامي )) .. ومستندا في دفاعاتي عن ضحايانا العاهرات على اطلاعاتي وملاحظاتي الشخصية المتواضعة .

ان رجل الدين الممتهن يؤجر جهده بكامل جسمه وبعضا من وقته للذين يحضرون مرفقه بدافع حاجتهم لما لديه وبدون اجبار منه .. فهو موظف يتقاضى اجورا عن عمله هذا .

والطبيب يؤجر جهده وكامل جسمه للمرضى وبعضا من وقته بدافع حاجتهم لما لديه من علم وعلاج لقاء اجور وبدون اجبار ايضا .

والمعلم يؤجر جهده بكامل جسمه ايضا وبعضا من وقته يعلم الطلاب لحاجتهم للتعلم وهذا لقاء اجور ايضا .

وكذلك النجار وسائق التكسي وجميع اصحاب المهن الاخرى يؤجرون جهدهم بكامل اجسادهم وببعض من وقتهم ويقدمون خدمات للاخرين لقاء اجور ودون ضغط او اجبار ايضا .

فلو درسنا ضروف اصحاب المهن الذين ذكرتهم اعلاه لوجدناهم جميعا يتفقون على تبادل المصالح مع زبائنهم وبدون اجبار وجميعها عمليات مباحة ومستساغة وفيها خدمة لطرفين محتاجين كل لما لدى الاخر .

دعونا نرى دور ضحيتنا العاهرة الان (( المومس )) مقارنة باصحاب المهن جميعا .. ان العاهرة ياسادتي الكرام تؤجر جهدها وكامل جسمها وبعضا من وقتها لمن يحتاجها لقاء اجور يتفق عليها وبدون اجبار ايضا .. وعليه فالعاهرة الممتهنة للجنس انما هي تمارس مهنتها مع زبائنها لتبادل مصلحة بين الطرفين لقاء اجور وبدون اجبار او ضغط ايضا شأنها في ذلك شأن (( رجل الدين الممتهن )) .. وشأن (( الطبيب )) .. وشأن (( المعلم )) .. وشأن (( النجار وسائق التكسي وبقية اصحاب المهن )) .
نجد في نظرتنا الشاملة للصورة التي ذكرتها اعلاه والمستخرجة من واقع مجتمعاتنا .. نعم نجد ان عمل ضحيتنا العاهرة ليس فيه تجاوز على الاخرين .

واما العقوبات والضوابط التي وضعت ضد هذه المهنة فهي اما تنظيمية مثل ضوابط تنظيم اية مهنة في اي مجتمع .. او انها عقوبات تعسفية لا سند لها منطقي او ديني .. وتجري عادة هذه العقوبات الظالمة التعسفية في الاوساط الدينية استنادا لتشريعات تعسفية اجرؤ واقول انا انها رجالية بحتة .. وهي في الحقيقة لا سند ديني لها مطلقا .

قد تسال ياسيدي القارىء الكريم كيف لا سند ديني لعقوبة العاهرة وقد ورد في القران الكريم الاية الكريمة (( والزاني والزانية فاجلدوهما مئة جلدة )) .
انا اقول لك ياسيدي .. ان مفهوم (( الزاني والزانية )) يختلف عن مفهوم (( العاهرة الممتهنة )) او مفهوم (( المومس )) .. فانا افهم من عبارة (( الزاني والزانية )) هي المتزوج اذا خان زوجته مع زوجة شخص اخر فهذا اعتداء على زوجته وزوج الاخرى .. وكذلك (( الزانية )) اذا زنت مع زوج غيرها من النساء فتكون قد اعتدت على زوجها وعلى زوجة ذلك الرجل الذي زنت معه .. وهنا سبحانه وتعالى قد حدد لهذا الاعتداء عقوبة مقدارها مئة جلدة فقط .

واضيف لك ياسيدي القارىء انه لم ترد اية عقوبة للزانية التي لا ينكشف امرها .. لا عقوبة في الحياة الدنيا .. ولا عقوبة في الحياة الاخرة .. مما يدل ان الزنى من وجهة نظر ربانية هو من اخف انواع المخالفات الدينية التي تنتهي عقوبتها بـ مئة جلدة فقط .. ولله في معاقبة الزناة بهكذا عقوبة دنيوية ومخففة (( مئة جلدة فقط )) وعدم معاقبة الزناة في الاخرة .. نعم لابد لله سبحانه حكمة في ذلك نجهلها نحن .

اما عقوبة الرجم والسجن وغيرها من العقوبات الوضعية فهي في رايي جرائم بحق المراة .. وهي عقوبة بشرية .. دنيوية تعسفية .. ظالمة .. ومخالفة لاوامر الله سبحانه وتعالى .

لنعود الان الى العاهرة .. فالعاهرة ياسادتي التي تمتهن الجنس ليس في مهنتها هذه اعتداء على زوج او زوجة .. لذلك لم يرد بحقها في ديننا الاسلامي اية عقوبة لا في الدنيا ولا في الاخرة .. ومن يدعي غير ذلك فليقدم لي آية قرانية فيها عقوبة للتي تمتهن الزنى .. ولا اقبل حديثا نبويا لا تسنده آية قرانية .. وانا كما تعلمون ارفض الاحاديث النبوية المنقولة عن الرسول بواسطة البشر ان لم تسندها آية قرانية .. كما ارفض اي راي فقهي او نبوي لا سند قراني صريح له .

وعليه فاحترامنا للتي تمارس مهنة البغاء والتي تسمى (( عاهرة )) يجب ان لا يقل عن احترامنا لصاحب اي مهنة دفعته الحاجة ان يمارسها .. بل وازيد على ذلك ان العاهرة تريد ان تحترم ضوابط المجتمع وان كانت تعسفية ولكن الحاجة الملحة وعدم توفير المجتمع للحد الادنى لاحتياجات الحياة لها دفعها ان تخترق ضوابط المجتمع وتجازف بحياتها .. فهي في رايي تستحق منا الاحترام والشفقة والمعاونة وليس النصح والتهديد والوعيد .
تحياتي واحتراماتي لكل من يقرأ كتابي هذا من مؤيدين ورافضين .. وليس كتابي هذا مقدسا انما هو وجهات نظري الخاصة لاحظتها في حياتي وهي عرضة امامكم للنقاش لكل من يشاء .
نهاد كامل محمود



#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد مختصر لمهزلة النقد اللغوي
- الحجاب الشرعي في حوار متمدن
- (( دعارة بعباءة اسلامية )) و سلامة شومان
- اغونان معترض على مقالي (( دعارة بعباءة اسلامية )) فاليه اجاب ...
- دعارة بعباءة اسلامية
- الخمرة (( شاربها وناقلها وجالسها )) هذا كذب على الله
- تطبيق عقوبات حدود الله في الدول الاسلامية جريمة انسانية .. و ...
- رفضا للازهر ان يتأخون .. وان بعض الشر أهون
- استمرارية حيرة طلال بركات بين كلام الله واقوال الفقهاء
- طلال بركات وحيرته بين كلام الفقهاء وكلام الله في الخمرة
- رد على رد طلال بركات على مقال (( الخمر منظم وليس محرم ... ال ...
- لا يوجد فقيه نزلت به عصمة من الله او من رسول الله ياحيدر حسن
- (( واخيرا اكتشفت اسماء الفقهاء الذين حرموا الخمر الذي احله ا ...
- صدق او لا تصدق .. فقه الفقهاء ليس من الاسلام وملؤه جرم وتفاه ...
- (( العلماء المسلمون ورثة الانبياء )) .. هذا شرك بالله ونفاق ...
- اباسلامك هذا ياسيدي مرسي ستقضي على فقر وتخلف المسلمين ؟.
- مقارنة بين خطورة رواد البارات والملاهي وخطورة قادة المساجد و ...
- صدق او لا تصدق .. فقه الفقهاء ليس من الاسلام وملؤه جرم وتفاه ...
- (( واستمر شومان حثيثا بهذا الهراء الى الوراء طبقا لبرنامج ال ...
- هراؤك هذا منشؤه فقهاء الاسلام واعداؤه وليس الاسلام يااخي شوم ...


المزيد.....




- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد كامل محمود - دفاعا عن ضحايانا بائعات الجسد