كريم ثاني
الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 10:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقاط حول المسيحية
يجد الكثير من غير المسلمين أنفسهم مذهولين عندما يسمعون عبارات يتفوه بها أحد الشيوخ أثناء خطبة الجمعة فيشبه اليهود والنصارى.. بالخنازير وأبناء القردة... ولا ينكر أحد دناءة هذا التشبيه...
ولكن ما لا يفكر به (النصراني خاصة) هو أن المسيح نفسه استعمل هذه العبارات بقوله (لا تعطوا القدس للكلاب ولا ترموا درركم قدام الخنازير)
ويختلف مفسروا الإنجيل حول شخصية الكلاب والخنازير فهم إما الفريسيون أو الوثنيون أو أو.. من غير اليهود
ترى ألا يعادل هذا الشتم.... ذلك الشتم أيضاً؟؟
كانت هذه أحد النقاط التي تدعو للشك بألوهية هذا الشخص وبحقيقة دعوته للتسامح...
حقيقة أخرى... وهي قول المسيح لتوما عندما ظهر لتلاميذه أول مرة بعد القيامة: طوبى لمن آمن ولم ير
لنقبل جدلاً أن المسيح قام فعلاً من بين الأموات.. وأنه ظهر لتلاميذه... وأنهم رأوه لا بل حتى أن أحدهم رفض أن يقبل به إلا بعد أن لمس أماكن دق المسامير في يديه ليتأكد بأنه هو المسيح
إذا آمن أولئك الناس لأنهم رأوه... لماذا يطلب منا أن نؤمن دون أن نرى؟؟؟
لم لا يمارس نفس العملية على كل البشر... ليثبت لهم حقيقة موته وقيامته؟؟ أيصعب عليه ذلك... لا يجوز أن يصعب عليه كونه ابن الإله أو الله متجسداً... (حتى هذه النقطة ليست واضحة في المسيحية).
الطلاق... وهو حل لآلاف المشاكل ومشكلة عويصة بحد ذاتها... صحيح أن المتضرر الأول والوحيد من الطلاق هو الأبناء... ولكن.... ما العيب في الطلاق إذا كان منظماً ومدروساً؟؟ إذا كان تقسيم المكتسبات عادلاً بين الزوجين؟؟ إذا كان الأبناء قد تجاوزوا سن البلوغ؟؟ إذا لم يكن ثمة أبناء بعد؟؟؟
هناك الكثير من الحالات التي لن يؤثر فيها الطلاق مطلقاً بشكل سلبي على أحد بل بشكل إيجابي على كلا الطرفين... وقول المسيح (وهذه هي الجملة التي لن يفسرها أي كاهن بشكل منطقي..) ((من تزوج مطلقة فقد زنا بها)) أي يحرم على المطلقة أن تتزوج وإلا فإنها وزوجها يزنيان.... أما المطلق؟؟؟؟؟ لا يأتي ذكره على الإطلاق.
إضافة لموضوع المرأة الكنعانية الذي أخذ حقه من النقاش في هذا المنتدى...
هذا فقط من العهد الجديد...
أما بالنسبة للعهد القديم فحدث ولا حرج...
يكفي أن المسيح قال (ما أتيت لأنقض بل لأكمل) ونجده نقض الكثير الكثير من القواعد اليهودية.. وهذا يتنافى مع كونه متمماً لما جاء قبله... كالسماح بأكل أي شيء.. ومنع الطلاق وإعطاء صورة عن الله بأنه المتسامح المحب رغم كون الصورة تختلف تماماً في العهد القديم
كل هذه التساؤلات والملاحظات التي تفضلت بابدائها حملتها مرارا وتكرارا الى معارفي من رجال الدين الكاثوليك المقيمين في بلدي وأبديت كل الاهتمام بأجوبتهم ...
المشكلة لا تكمن في عدم وجود أجوبة , الأجوبة موجودة بالفعل وقد تبدو في بعض الأحيان "مقنعة" ولكن المشكلة الأعمق في نظري تتمثل في عدم وجود معايير منهجية منطقية ومنسجمة مع بعضها في تعامل المسيحيين مع نصوصهم المقدسة بل وفي نظرة الكثير من مفسريهم ولاهوتييهم الى الكتاب المقدس وحقيقة صلته بالألوهية , المعلومات التي في حوزتي مفادها أن الكتاب المقدس حسب الفكر المسيحي هو في ذات الوقت كتاب الله وكتاب الانسان,
الجانب الالهي حاضر فيه والجانب البشري حاضر فيه أيضا أي أننا عندما نقرأ الكتاب المقدس نسمع صوت الله ولكن في اطار لغة بشرية وأفكار بشرية أيضا (على الأقل في حالات معينة) ...
المشكلة التي تطرح نفسها بقوة في اطار هذا التعليم هي كيف نميزبين كلام الله وكلام البشر؟؟؟؟؟؟؟؟
من الأجوبة التي سمعتها على هذا السؤال الاشكالي , التقليد الكنسي ..ما تسلمته الكنيسة عن رسل المسيح وتناقلته عبر الأجيال هو الفهم الآبائي الصحيح الذي من خلاله نميز بين التعليم الالهي في الكتاب المقدس والجوانب البشرية فيه ولكن المشكلة في هذا الجواب أنه لا يفسر ظاهرة اختلاف التعليم الكنسي عبر التاريخ
وانقسام المسيحيين واختلافهم حول مسائل دينية كثيرة ...
نفس المشكلة تطرح نفسها بقوة ولكن بصيغة أخرى بخصوص تعامل المسلمين مع الأحاديث المنسوبة الى نبي الاسلام فهم وان اتفقوا على اعتبار تلك الأحاديث موحى بها من الله من حيث المعنى أما ألفاظها فهي لمحمد فانهم في شقاق بخصوص الصحيح منها وغير الصحيح...هناك مرويات سنية ومرويات شيعية ..وداخل هذا التصنيف المذهبي توجد تصنيفات فرعية أخرى
اللغة العامة السائدة في الكتابات المسيحية توحي فعلا بهذا الجو المفعم بالرحمة والمحبة ولكن عندما نتأمل بتمعن قد تثور في أذهاننا تساؤلات كثيرة حول ما اذا كانت الحقيقة مطابقة فعلا لما توحي به بعض المفردات المكررة ككلمة "محبة" مثلا التي يرددها المبشرون المسيحيون بمناسبة وبدون مناسبة...قد أفرد لهذه الفكرة موضوعا مستقلا وحتى أفعل أكتفي الآن بطرح بعض التساؤلات..
هل من المحبة الحقيقية في شيء التعليم بما يساهم في تسلط القوي على الضعيف كما في هذه الأقاويل الانجيلية؟؟؟
"من لطمك على خدك فأدر له الآخر.."
"من أراد أن يأخذ ثوبك فاعطه ردائك أيضا.."
"من سخرك ميلا فسر معه ميلين.."
أرجو من كل من يرى في هذه التعاليم "سموا أخلاقيا" أن يجيب بصدق على الأسئلة التالية...
أ- هل تطبق هذه التعاليم في حياتك ؟
ب- اذا لم تكن من العاملين بها فهل تنوي فعلا أن تفعل ذلك مستقبلا؟
ج- اذا كنت رب أسرة ( أو ربة أسرة ) فهل تفضل تربية أبنائك وفقا لهذه التعاليم؟
اريد ن اضيف ان الدين المسيحي متقلب المزاج...ويتم صياغته بشكل مستمر ليواكب الواقع والزمان والمجتمعات...ممكن ان تكون سمه ايجابية له...و لكني ارى هذه السمه حاليا نوع من الدعاية...حيث انه تم تعتيم العهد القديم ....و التركيز على العهد والجديد ..و ما تحتويه من مفاهيم المحبة و التسامح و التضحية بالضنا او تسلط القوي على الضعيف
#كريم_ثاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟