كريم ثاني
الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 13:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ زمن بعيد ( آلاف السنين ) بدأ عقل الاٍنسان بالتطوّر نتيجة للبيئة المحيطة به و بالخبرة التي بدأ يكتسبها من الحياة الصعبة و أصبح يعيش ضمن جماعات و أسّس حياته الاٍجتماعيّة الخاصة مع عائلته و قد عرفنا هذه التفاصيل عن طريق الحفريات التي قام و يقوم بها علماء الآثار ( حتى يومنا هذا ) باحثين عن تاريخ الحضارات السابقة و ما تحمله تلك الآثار من معلومات تطلعنا على كيفية عيش الاٍنسان القديم و خصوصا" الطريقة التي كان يفكر فيها و التي تتمحور حول معتقد الخير و الشر في نظره.
فقد اٍستعمل الاٍنسان القديم مخيّلته لوصف الأمور و قد وُجدت منحوتة اٍما على قارير فخارية أو على الجدران أو على القبور, و عُرفت تلك القصص التي رواها الأهالي القدماء بالأساطير ( أي أمور تخيلها النشر و لكنها لا تمتّ للواقع بصلة بل هي من نسج الخيال و تعبّر بشكل صوري عن موضوعاتها ).
و قد تناولت تلك الأساطير مواضيع متعدّدة تتمحور خصوصا" حول الخير و الشر فمثلا" أعطوا كل شيء حولهم اٍسم اٍله معيّن و مرتبة معيّنة ( فكان هناك اٍلها" للبحر و اٍلها" للغيوم و اٍلها" للعواصف و الزلازل اٍلخ....), و أوجدوا دائما" خلافا" بين آلهة الخير و ألهة الشر أي كما يحدث في حياتهم اليومية فتارة" هناك خير و تارة" شرّ بعبارة أخرى أتت تلك الأساطير و كأنّها سيناريو لما يحدث في حياتهم اليوميّة.
ظل الحال هكذا اٍلى أنْ أتت الكتابة و الأحرف و ليس الصور كما في السابق و هنا كُتبت التوراة, و قد أتت محتوياته بالكامل تقريبا" مشابهة تماما" للأساطير التي تناقلها الاٍنسان القديم و حتى أنّ القصص التي تتحدّث عن آلهة الخير و الشرّ كانت هي ذاتها التي كُتبت في التوراة و أبطالها هم ذاتهم و لكن بأسماء مختلفة.
و من ثمّ أتى الاٍنجيل و الكل يعرف أنّ الاٍنجيل أخذ هو أيضا" من التوراة بشكل كبير العديد من المواضيع و طبعا" مع زيادة بعض القصص التي كانت موجودة في أيام تلك الحقبة ( أي السنوات الأولى الميلاديّة ).
و نأتي بالنهاية اٍلى القرآن و قد أخطأ من قال أنّ القرآن هو كتاب مُنزل من الله , فالقرآن بدوره كتبه اٍنسان مثله مثل الكتب السابقة و شاءت الصدف أنْ يكون محمد هو كاتبه فقد كان محمد مُلما" بالكتب و يملك لغة" جيّدة جدا" و كان هناك أساتذة يعلموه القراءة و الكتابة ( على عكس ما يقوله البعض بأنّه كان أمّيا" لا يعرف القراءة و الكتابة ), و كان في نفس الوقت من التلاميذ المتفوقين في اللغة و القواعد و الاٍنشاء و الأدب ( و لا ننسى طبعا" أنّه في ذلك الوقت كان هناك الكثير من الشعراء و الأدباء و خاصة في المنطقة التي عاش فيها محمد ), و الأهم من ذلك كلّه أنّه كان يملك بين يديه الكتابين الآخرين ( التوراة و الاٍنجيل ) و في ذلك الزمان أراد أنْ يُؤلف كتابا" يجمع بين الكتابين السابقيْن و يقوم بذلك باٍيجاد دين جديد يُوحّد الناس في زمن كثُرت فيه الحروب و التخاصمات و ساعده بذلك طبعا" المقرّبين منه من المتعلمين و عباقرة اللغة.
و لكن للأسف وقع القرآن بعد كتابته في يد عثمان بن عفان و الكل يعرف ( اٍذا كان مُلما" بالتاريخ ) أنّ عثمان أعاد ترتيب القرآن على ذوقه و بحسب اٍرادته و للأسف غيّر في محتوياته و زاد آيات و حذف بعضها لسبب أنّه يكره النصارى ( المسيحيين اليوم ) بالاٍضافة اٍلى تغيير و تحريف الآيات التي تدعو للحب و السلام بين الديانتين المسيحية و الاٍسلامية و للأسف المسلمون اليوم يتّبعون القرآن كما هو دون التفكير حتى ما اٍذا كان محتواه صحيحا" أو مبالغا" فيه.
أردت من هذا الموضوع أنْ ألفت اٍنتباه الناس بكل طوائفهم أنّ منبع الكتب المقدّسة كان في الأساس الأساطير اٍضافة" اٍلى المواضيع و الأجواء التي تُحيط ببيئة الكاتب سواء كان موسى أو المسيح أو محمد.
و يا أيها المؤمنون بكل طوائفكم و قد عرفتم أنّ الكتب المقدّسة كُتبت لاٍرساء السلام و المحبة بين الناس و ليس لكي تزيد منْ تعصّب المؤمن لديانته ( كما يحصل اليوم ) في زمن أصبح العلم و اٍنجازاته يشكّك بالاٍيمان الأمر الذي جعل المؤمنين يرفضون الاٍصغاء للعلم كي لا يُفتضح أمرهم.
قضية اطلاع محمد على الفكر الديني العربي التوحيدي قبل الاسلام ( بما في ذلك الفكر اليهودي ) هو أمر ثابت من خلال مصادر كثيرة ( امية بن أبي الصلت، زيد بن عمرو بن نفيل، ورقة بن نوفيل ايضا مع ملاحظة انه لا يوجد ما يؤكد خبر نصرانيته !! والعديد من الاخبار والاشعار التي تدل على شيوع الاساطير والقصص الكتابية اليهودية في عصر محمد )
لنري معا رأي البخاري :
صحيح البخاري - المغازي
------------------------
اشتد برسول الله وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا
صحيح البخاري - الجزية
---------------------------
اشتد برسول الله وجعه فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا
أذا البخاري وباقي كتب السنة تجزم بأن الرسول كان يكتب على عكس ما سمعناه دائما،
بأن القرآن معجزة لأنه نزل على رجل لايعلم القراءة والكتابة!
#كريم_ثاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟