أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد لاشين - إلى -هند- اللحظة الأخيرة قبل إحباط كامل















المزيد.....

إلى -هند- اللحظة الأخيرة قبل إحباط كامل


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


للنصوص دائماً أسرارها،طلاسمها التي لن تنفتح إلا لمن كان جديراً بالتجربة،...

نص قديم :2001
اُعيد اكتشافه:10 / 4 / 2014

(أ)

لا فائدة الأن من إخفاء التوتر.. فالتتباهى به إذن..راغبة فيه،فقط..ليس للعالم سطوة عليها...
اكتمال رغبات الانعتاق ، من أدق التفاصيل..سوار ساعتها ،أزار الأكمام.. تلك الشفاه الجافة ،تحاول ملامسة لعابها.
تماس نهديها ـ بحماقة ـ حتى بالعدم..تشكيلات لا متناهية من اللذة.. آلام بين ثناياها..تنتفض من مجرد التفكير في......
تعلم،...إنه الأن ،يتخبط بأركان الأشياء،..رماد سجائره،..نوافذه المفتوحة ،خلقه لكائنات اللاشيء، تلفازه المغلق،أوراقه المهملة ،هاتفه الصامت..علاقاته بالعالم تتضائل..إلا هي.
بابه المفتوح دائماً، على مأوى بدائي الملامح..أكواب فارغة لأناس لا يجيدون فن الشراب،أشلاء جواده وفتاة، ..صورة لحمائم معلقة بحائط ممتد ،به أصداع بلا شفاء،.. وفراش لا نهاية لأنينه.
...............
نصوص مكتشفة أسفل الوسائد،قديمة ..ولكنها تحمل لها جدية الاكتشاف...
...............

(1)
ليست مفاجأة أن تستيقظ كل صباح رغماً عنك، لتكتشف أن روحك ما زالت تائهة خلف حمالة صدرها منذ ليلة الأمس.. لتناديها بصوت مشبوب برغبة ما.. طارحاً شبقك بأنينه الملح..عليها..
.................

خلفه طفولة دائمة.. ترى بعينيه حيرة باحثة عن مأوى داخلها، دموعه بين شفتيه ونهديها.. أمومة مبكرة.
صورته، طفل في السادسة..جعلتها تضمه بلا هواده.. حتى لا تتركه ـ هكذا ـ بالعراء.
ينهار بمجرد صعوده.. يشبعها بالقدرة.. .تراه عاجزاً ـ حتى ـ عن الهبوط.

........................

(2)
ما بعدها عدم...إنها لا تؤمن بذلك..
سافرت أنت إلى هناك.. أحلام مشنوقة على نهود صغيرة.. لا تكبر مهما مر الزمن عليها..
هناك لا معنى، لا جدوى، برودة صدأ،شموس تائهة في المرايا..إظلام تام.
.....................

تراه يخلق لها من الدخان كائنات تدغدغ جسدها الحر،وحين يمتص انعتاق الدخان من صدرها،يتحولا إلى كائناً من رماد..عنقاء لا تُبعث من جديد.

..................

(3)
إعياء لن يتمنى الموت..
رائحة عرقها الأنثوي المتخيل... حنين دائم لفحولتك الأسطورية.
هناك من يلتهم بقاياك... أنت!!
.......................

تهدم مباغت..انهيار عشوائي،دموعها تبلل صدره.. طعم إحباط يملأ فراغ الفم،تشعر به الأن يُقبل ما بقي له منها... إكتشفت أن أحدهم لامس نهديها ،امتص أول نفحات البراءة.
تذكر ـ هو ـ نهايات حبيباته ،كيف ذُبح في لحظات المجد..فانهار طفل مهزوم،يرضع من ثدي .. حتى أنّ لقسوة الجوع.

.........................

(4)
فجأة أعلن العالم حياده،
أجاد الصمت،
جموده،عجزه..
تمنى لو لم يوجد..عدم.
ذلك الرهان الذي أعلنته معها،..
خسرته..
لكنك تجرأت وراهنت العالم.
متى ستقع الخسارة القادمة!!
......................

الأن مهيأة للاكتمال،دهشة،حيرة،تعتصره داخلها،شهقات متتابعة.. بخوف منقطع النظير،تتشبث بأطرافه،تنثني،تنفرد،تنهار، يُعاد بناءها،لا تأبه بتوسلاته.. آه..كم هو ضعيف!! تجاوزَته، لو لم يستطع الحياة،لو صار عدماً..وصل في النهاية للبحر الذي منه خلق، لن تلفظه ثانية على أرض غريبة،..آهات..لغة من الأنّات، انفجارات مفاجئة في أركان خربة..ذوبان..
إظلام تام!
.................................................................


(ب)
ضوء بشكل أفقي ،يفسد اتساق الظلام،بدون وعي .. يسقط على صدري،يزيدني تحفزاً.
ألملم شتاتي، أجمع تفاصيلي،أرتدي بقايا ملابسي،..إنها نهاية متوقعة ،لبداية لم تكن هكذا!!
في الظلام أجنة تتشكل،لتحمل المعنى..داخلي بقعة سوداء..ينتفض داخلها ..كما أنا الأن.
خارج دائرة الظلام، هناك من يملؤه إحباط من جديد..آه..تعبت من إفراغه لإحباطه على جسدي.
نزف اليوم إحباطاً بين أركاني.. تسرب داخلي..زاد من نزيف جرحي الذي لا يدمل..عرقه ،دموعه ،ملحان أعادا إلىّ ذاكرة اليود.
يقترب صوت أحدهم..تبعتد روحي..يبتعد ،تعود.
أخي الأكبر..إله تضخم ..مغفرة لإثم لا أعرفه،ما زالت تجاويفي حاوية لآلامه..

الظلام يلتهم الجميع..
يرتجف ،أشعر به،يحبني،لكنه يرتجف..لا فائدة من الانتظار، سأواجهه في ضوءه.
قطع الظلام تتساقط فوق رأسي..تهاويت..استسلام لكل شيء.

الأن،تذكرتها..تمد لي يدها،حنونة ،قوية، ستتركني أواجه مصيري وحيدة،حتى ـ هو ـ لن يفعل شيئاً.

حجرة نومي،اشتياق بلا معنى ، رائحة وسادتي..ماء بارد..كوب شاي..حوارات دافئة في هاتف عجوز.

صراع..يشظيّني،أحدهما سيقتل الأخر،سيقتلني..وينساني..فأنا الشاهدة الوحيدة على ضعفه.

كائنات لا أشعرها..تلتهمني..آلام..أوجاع..انهيار ـ تام ـ لكل التفاصيل.

امتداد الظلام في المرايا،دموع غير محددة الهدف، استغاثة.. هنا لا يسمع سوى..الصمت.

دخانه..إحباطه..جسدي بمذاقه العدمي.
............................
علمت أن هناك من أزال بدائية المأوى، وجد للصدع شفاء..جاء أناس ليصبوا حياة ما في الأكواب..الفتاة ..الجواد..الحمائم..خُلق لهم بحراً بدلاً من حائط..
اعتبر أن مأواه انهدم..فانهار معه.. لكني وعلى خلافه..رأيته يبدأ بالحياة..
فكل ما لا يملكه ..لا يراه ، أظنه أحياناً لا يُريد أن يراني.
.......................
توتر جديد..لا مأوى يقبل اللعنة..
لتكن أرصفة الأشياء..زحام المتناقضات..انكسارات الظلام..هي مأوانا الأبدي
ففي غفلة كل عين،.. ستولد أجنة مبتورة.. تموت خلف كل آة مكتومة..





#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ليست رقعة الشطرنج الأخيرة بين طهران وأنقرة
- كيف تصنع عزبة أخوانية في أقل من عام
- تجليات ..قديمة جداً
- طهران تريدها دينية..غزل فاضح بين ملالي إيران وقيادات الأخوان
- مولد سيدي الرئيس
- الشاطر خيرت وأبو إسماعيل صاحب الكرامات
- دير الملاك.. مشاهد قديمة لفتنة طائفية
- ثورة وأخوان وعسكر..نقطة ومن أول السطر
- مصر شعب بلا مجلس ومجلس بلا شعب
- برلمان مصر بين صالون الليبرالية وصوان الأخوان
- السلفيون وديمقراطية الكفار!
- تونس ومصر وليبيا وتأسيس الديكتاتوريات المقدسة
- عباءة خامنئي و نهاية الجمهورية الإيرانية
- مصر الفتنة..لعبة الدين والدم
- أقباط وأحزاب وعسكر
- التحرير والمشير
- مصر خيوط عنكبوت..
- صفقات على دماء الثورة المصرية
- إمبابة مهزلة دولة القانون وثورة اللحى
- أحمد لاشين في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ضرورة الدو ...


المزيد.....




- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...
- فنان يعيش في عالم الرسوم حتى الجنون ويجني الملايين
- -فتى الكاراتيه: الأساطير-.. مزيج من الفنون القتالية وتألُق ج ...
- مسرحية -أشلاء- صرخة من بشاعة الحرب وتأثيرها النفسي


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد لاشين - إلى -هند- اللحظة الأخيرة قبل إحباط كامل