أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - سوريا ليست رقعة الشطرنج الأخيرة بين طهران وأنقرة














المزيد.....

سوريا ليست رقعة الشطرنج الأخيرة بين طهران وأنقرة


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة تاريخ طويل من التنافس التركي - الإيراني، أو الصفوي – العثماني، كما يحلو للبعض وصفه، رغم تجاوز تلك المرحلة التاريخية لصالح واقع أكثر تعقيدا وغموضا. وقد تتعارض المصالح بين الجانبين، لكنها دائما ما تنتهي بتسوية ترضي الجميع.

وعلى الرغم مما يظهر على السطح من خلافات سياسية بين طهران وأنقرة بسبب تداعيات الأزمة السورية، وما تتضمنه من تشابكات معقدة قد تشي بتأزم الوضع الإيراني - التركي، بوصف إيران وتركيا لاعبين أساسيين على الساحة السورية، فإنه من الصعب اعتبار الملف السوري هو المفصل التاريخي الذي ستتغير بعده العلاقات بين البلدين. ذلك العمق الاستراتيجي والبعد الاقتصادي يشكلان عاملين أكثر عمقا وتأثيرا في مواطن صنع القرار بين البلدين، بعيدا عن التنافس السياسي.

دعونا نناقش القضية بشكل أكثر تفصيلا...

حجم الاستثمارات التركية - الإيرانية، وصل خلال العام الماضي 2012 فقط إلى ما يقارب 20 مليار دولار أميركي، ونحن هنا نتحدث عن دولة عليها عقوبات اقتصادية دولية مثل إيران. ولكن دائما ما تتمكن تركيا من نيل الرضا الغربي، والحصول على إعفاء خاص لواردات النفط الإيراني على سبيل المثال، الذي وصل حجم الاستيراد التركي اليومي نحو 100 ألف برميل من النفط الإيراني، ما يساهم في تخفيف عبء النفط المتدفق من مصافي إيران دون جهات مباشرة لتصريفه. والأهم تصريح لجواد أوجي، المدير التنفيذي لشركة الغاز الإيرانية الوطنية، على وكالة مهر الإيرانية، بأن الغاز الإيراني سوف يُصدر من حقل فارس الجنوبي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

بعيدا عن تفصيلية الأرقام وجمودها فإن دلالتها الاقتصادية - السياسية أكثر عمقا، إذ من المستحيل أن تحاول إيران خسارة تركيا، في الوقت الذي تُعتبر فيه تركيا الحديقة الخلفية للاقتصاد الإيراني، على الأقل في ملف تصدير المواد البترولية، وخاصة الغاز الذي يمثل مصدر دخل قومي في إيران يصل إلى 10 مليارات دولار سنويا حسب تصريحات جواد أوجي.

أما ما يخص الجانب الاستراتيجي، فالقضية أكثر تعقيدا. إيران تملك الكثير في قضية الأكراد على الحدود السورية التركية، كورقة للعب تضغط بها على أنقرة وقت الحاجة. ومحاولات أردوغان الأخيرة للتصالح مع حزب العمال الكردستاني، تهدف إلى رفع اليد الإيرانية الضاغطة في هذا الملف. مع الوضع في الاعتبار الصراع الخفي بين إيران وتركيا في العراق، خاصة الأكراد، ومحاولة كلتا الدولتين فرض نفوذهما على دولة تعاني التفكك كالعراق، يمكننا القول: إن سوريا ليست هي النافذة الوحيدة التي نحاكم من خلالها العلاقات التركية الإيرانية.

والأهم والأخطر من وجهة نظري، هو الجانب الإقليمي العربي، الذي شكل مساحة أوسع من التنافس الإيراني التركي. بعد الثورات العربية حاولت الدولتان كلاهما أن تطرح نفسها كمخلّص من حالة الفوضى والميوعة السياسية التي دبّت في العالم العربي. فهرولت كل من إيران وتركيا لخطب ود الأنظمة الإسلامية «الإخوانية» التي وصلت إلى سدة الحكم في دول «الربيع العربي». والتي أدركت، بطبيعة الحال، أن حلقة «الحكم الإسلامي» لن تكتمل إلا بتسوية الوضع المتأزم في سوريا، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال مفاتيح اللعب الإيرانية والتركية، ومن خلفهما الكتلتان الغربية والشرقية على اختلاف المصالح. وبالتالي ستمثل أنظمة الحكم الجديدة حلقة الوصل الرئيسية بين اللاعبين الكبيرين على الساحة السورية.

وفي تصريح للسفير التركي في إيران لجريدة «شرق» الإيرانية، جاء القول: «إن الأزمة السورية لن تحل إلا بواسطة إيران وتركيا، وسيكون من الصعب استبعاد إيران من المعادلة السورية إن شئنا الحل».

ورغم الإلحاح الروسي والألماني على وجود إيران في مفاوضات «جنيف 2»، والإصرار الفرنسي على استبعاد إيران، فإن إيران ومن خلفها «الدب الروسي» - الذي يسعى لتثبيت آخر مخالبه في الشرق الأوسط من خلال نظام الأسد - يشكلان الرقم الصعب في مسيرة المفاوضات الجديدة. ويبدو أن لتركيا وجهة النظر نفسها حتى بعد زيارة رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان الأخيرة للولايات المتحدة، ما يدل على أن تركيا ما زالت تعتبر إيران لاعبا أصيلا في المنطقة.. يصعب نفيه أو الاصطدام به، على الأقل، في المرحلة الراهنة.

إن «سوريا الأسد» على أهميتها الجيو-سياسية بالنسبة لإيران ذات النظرة التوسّعية، التي تعتبرها امتدادا إقليمي لحدودها، ومعبرا إلى جنوب لبنان، وحزب الله - الذراع العسكرية الإيرانية - إلا أنها قادرة على التعامل مع أي نظام جديد يصل إلى سوريا إذا سقط بشار خاصة إن كان إسلاميا، كما تعاملت مع إخوان مصر أو تونس، بشرط ضمان مصالحها.

هذه السّمة نفسها متوافرة لدى تركيا.

إن النظامين الإيراني والتركي قد يرقصان سويّا على الدماء السورية، ولفترة طويلة طالما ظلت المصالح متشابكة. وبالتالي، وفي ظل الظرف التاريخي الحالي لن تغامر طهران أو أنقرة بتصعيد حدّة الخلاف بينهما بسبب الملف السوري، فسوريا ليست رقعة الشطرنج الأخيرة بين اللاعبين الإقليميين الكبيرين.
الشرق الأوسط الدولية



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تصنع عزبة أخوانية في أقل من عام
- تجليات ..قديمة جداً
- طهران تريدها دينية..غزل فاضح بين ملالي إيران وقيادات الأخوان
- مولد سيدي الرئيس
- الشاطر خيرت وأبو إسماعيل صاحب الكرامات
- دير الملاك.. مشاهد قديمة لفتنة طائفية
- ثورة وأخوان وعسكر..نقطة ومن أول السطر
- مصر شعب بلا مجلس ومجلس بلا شعب
- برلمان مصر بين صالون الليبرالية وصوان الأخوان
- السلفيون وديمقراطية الكفار!
- تونس ومصر وليبيا وتأسيس الديكتاتوريات المقدسة
- عباءة خامنئي و نهاية الجمهورية الإيرانية
- مصر الفتنة..لعبة الدين والدم
- أقباط وأحزاب وعسكر
- التحرير والمشير
- مصر خيوط عنكبوت..
- صفقات على دماء الثورة المصرية
- إمبابة مهزلة دولة القانون وثورة اللحى
- أحمد لاشين في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ضرورة الدو ...
- هل تشعل الأحواز فتيل الحرية في إيران؟


المزيد.....




- أشهر معالم البتراء..صور تخطف الأنفاس لسماء الليل في الأردن
- نقص حاد في المساعدات وتعثر في المفاوضات واستمرار غارات الجيش ...
- سوريا: وزارة الدفاع تعلن بدء انتشار الجيش في السويداء عقب اش ...
- ماكرون يريد أن يجعل من فرنسا قاطرة الدفاع الأوروبي
- مشاركة مثيرة للجدل لإندونيسيا في العرض العسكري بفرنسا... و-ح ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي: إخفاق جهاز الخدمة السرية مسؤول عن محاو ...
- كيف يحصل -التعاقب البيئي- بعد حرائق الغابات؟
- تغير المناخ يسرّع ذوبان أنهار الجليد بجبال الإنديز
- الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن
- الخارجية الإيرانية: بعد الهجوم على منشآتنا النووية السلمية ل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - سوريا ليست رقعة الشطرنج الأخيرة بين طهران وأنقرة