أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - هل تشعل الأحواز فتيل الحرية في إيران؟














المزيد.....

هل تشعل الأحواز فتيل الحرية في إيران؟


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائماً ما يقع النظام الإيراني في تناقض يفضح طبيعته العنصرية ،وسياسته ذات الرؤية الأحادية،ففي نفس التوقيت الذي تمارس فيه قوات الأمن شتى أنواع القمع على إقليم الأحواز في مظاهرة الغضب يوم الجمعة الماضية (15 /4)،يخرج علينا وزير الخارجية الإيراني (على أكبر صالحي) ليناشد مجلس الأمن التدخل في أزمة البحرين،دفاعاً عن حرية الشعب البحريني وما يتعرض له من قمع سياسي وأمني،في حين لم يخرج علينا تصريح إيراني واحد يندد أو يشجب ما يحدث في سوريا من قتل جماعي وانتهاك واضح لكل حقوق الإنسان .فالنظام في إيران سقط في هاوية التناقض بين مصالحة الخاصة والمعلن من تصريحات الحرية والثورية،التي يحاول من خلالها الاستغلال المباشر لكل ما تمر به المنطقة العربية من خلل سياسي.
تشكل الأحواز ذات الطبيعة السكانية العربية،والتي يتجاوز عدد سكانها 2 مليون،بؤرة دائمة الاشتعال في إيران،يمتد تاريخياً إلى الدولة الساسانية في إيران القديمة،مروراً بالصراع الصفوي والعثماني في العصور الوسطى،وصولاً للدخول العسكري الممنهج في عهد الشاه رضا بهلوي في عام 1925،وإعلانها كمنطقة تابعة للحدود الإيرانية.ومع قيام الدولة الإيرانية في العصر الحديث بدأ فاصل جديد من معاناة العرب في إقليم خوزستان والتي تعتبر الأحواز عاصمة له،بحيث تجاوزت القضية مجرد حلبة للصراع العربي الإيراني خاصة بعد اكتشاف آبار البترول سواء في الإقليم أو داخل مياه الخليج الذي تشرف منطقة خوزستان على الجانب الشمالي منه،أي الصراع على مصدر أصيل من مصادر الطاقة،إلى اضطهاد عنصري تمارسه الدولة الإيرانية الشيعية ضد العرب السنة،فرغم ما يمثله الإقليم من مصدر للدخل القومي الإيرانية يتجاوز 80 %، إلا أنه من أكثر المناطق التي تعاني من سوء الخدمات المدنية،ومحاولات دائمة للسيطرة على مجمل القبائل العربية المنتشرة على طول الإقليم.
فدائماً إقليم الأحواز ضحية للجدل والتوترات السياسية بين إيران وجيرانها العرب صعوداً وهبوطاً،فالنظام الإيراني يحسب ذلك الإقليم سياسياً على المنطقة العربية،ويعتبره هو المدخل الذهبي لفرض أي توتر سياسي تساهم في دول الجوار العربي إلى الداخل الإيراني،وبالتالي يتعامل معها بحسم يصل لحدود العنصرية القومية والمذهبية.وفي ظل تأزم الوضع السياسي بين إيران ودول الخليج،نتيجة لأحداث البحرين الأخيرة،ومحاولات إيران فرض وصايتها الدينية والسياسية على شعب البحرين على خلفية البعد المذهبي المشترك بين النظام الإيراني والأغلبية الشيعية في البحرين،والتهديدات المباشرة المتبادلة بين السعودية وإيران،وانكشاف شبكات التجسس الإيرانية في البحرين والكويت والتي يروج إعلامياً لها بشكل سلبي من الجانبين،أدى لتحويل قضية البحرين من شعب أراد أن ينال حرية رآها مناسبة له،إلى صراع مذهبي ديني على منابر المساجد والحسينيات وخطب الجمعة.
كل تلك العناصر مجتمعة خلق من منطقة الأحواز ساحة جديدة للصراع العربي الإيراني،والذي بالطبع أخذ طابعه المذهبي،كما هي طبيعة كل القضايا التي تخص الشأن الإيراني،فكانت الانتفاضة الأحوازية التي بدأت الآن وحصيلتها جملة من الاعتقالات والقتلى ،يصاحب ذلك صمت إعلامي إيراني،وتضخيم عربي،سيؤدي في النهاية إلى اختزال المطالبات الأحوازية بالعدالة والحرية،إلى حالة من الصراع المذهبي القومي سيفرغ القضية الأحوازية من محتواها،وسيعطي النظام الإيراني مبررات دعائية لقمع أي تظاهرات داخلية تحت مسمى الحفاظ على الوحدة الإيرانية في الداخل،واعتبار الشعب الأحوازي مجرد جماعة من الإرهابيين الخارجين عن القانون.
فالشعب الأحوازي أقلية يقع عليها كل الاضطهاد السياسي الممارس على بقية الأقليات التي شملها حكم النظام الإيراني الذي يمارس عنصريته ضد كل من يخالفه عرقياً أو دينياً أو سياسياً،ومن المحتمل أن تكون انتفاضة الأحواز بداية لحركة شعبية شاملة تغير من وجه هذا النظام،بشرط أن تتوحد مطالب الأقليات باختلافها ،وكذلك تبني المعارضة الإيرانية المتمثلة في الحركة الخضراء لتلك المطالب التي قد تؤدي مجتمعة إلى انهيار الوجه التمييزي لنظام الحكم في إيران.بحيث لا تنتهي تلك الانتفاضة نفس نهاية انتفاضة عام 2005،و أدت إلى مزيد من القمع السياسي والأمني لإقليم الأحواز،والتي كانت ضحية لتوتر العلاقات العربية الإيرانية منذ بداية رئاسة أحمدي نجاد.
فالأحواز وإقليم خوزستان بشكل عام يُعد بمثابة الطائر الذي يبيض ذهباً على الصعيد الاقتصادي لإيران،وبالتالي مهما تسبب في توترات سياسية لن يفرط فيه النظام بسهولة،ولن يمنحه أي استقلال ولو نسبي كما يحلم الشعب الأحوازي،فالحل القمعي هو الأقرب إلى الاستخدام،من أي سياق تفاوضي ممكن.بل أن النظام سيحاول وضع قضية الأحواز دائماً بين سندان القومية ومطرقة المذهبية،خشية أن يتحول إقليم الأحواز إلى قنبلة قد تنفجر بشكل تسلسلي لتفجر معها كل أزمات الأقليات العرقية والدينية في إيران.



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للبيت رب يحميه..الكعكة المصرية!!
- مصر وإيران وسياسية الغزل الثوري
- غزوة الصناديق و ديمقراطية العصور الوسطى
- أقباط مصر ومخاوف مشروعة من الدولة الدينية
- مصر بين الديمقراطية والشرعية الثورية
- كوابيس مصرية...
- لا ترحلوا من ميدان التحرير أو احملوه معكم
- غضبة الحرافيش ..قدر جيل مصري جديد
- سفر الخروج بين دينية إيران و علمانية تونس
- يوم هروب الرئيس..تونس السؤال المفتوح
- دماء مصرية على أبراج الكنائس وستار الكعبة
- نجاد القائم على توزيع أموال الإمام المهدي
- الولي الفقيه ظل جديد لله على الأرض
- التشيع الإيراني بين الأسطوري والسياسي
- حقوق الإنسان على مذبح الدولة الدينية (إيران نموذجاً)
- العلمانية ضحية الغزل المتبادل بين نجاد وبابا الفاتيكان
- رجم ثريا ( الرقص مع الموتى في إيران)
- شجاعة الجهل ومزيد من الطائفية
- الإعلام الديني وأوهام جنرالات الطائفية
- سحر الثقافة وثقافة السحر


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - هل تشعل الأحواز فتيل الحرية في إيران؟