أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن يوسف عبد العزيز - فاطمة














المزيد.....

فاطمة


حسن يوسف عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


لم افهم شيئا مما يحدث. فجأة أصبح كل شئ في المنزل يكسوه اللون الأسود،أمي لبست تلك العباءة السوداء القديمة وعقدت الشال الأسود حول رأسها كانت تبكي كثيرا، لا ادري لماذا يبكي الجميع، اسمع مصطلحات تتردد في البيت منذ فترة سرطان، كيماوي،موت، كفن، دفن، قبر.كنت العب مع الأطفال القادمين مع أمهاتهم اللائي كن نسخة كربونية من أمي، لم اعر كل ما يجري حولي أي اهتمام.في اليوم الثالث انفض الجميع وصار بيتنا خاليا إلا من ثلاثتنا أنا وأبي وأمي.
يجلس أبي على تلك المصطبة الطينية يمسك المصحف وتتعلق السبحة الطويلة بأصابعه، أبي لا يعرف القراءة والكتابة لكنه يتمتم بتلك السور القصيرة التي يحفظها دائما والمصحف بين يديه، كان هناك شئ افتقده.ذهب الأطفال الذين كانوا يملئون البيت ضجيجا مع أمهاتهم وظللت أتطلع إلى وجه أمي الحزين ودموعها المحبوسة في
عينيها والى أبي. بلا أي مشاعر على وجهه.سألت نفسي لماذا لم تظهر فاطمة طوال تلك الأيام.هل ذهبت
كعادتها للمبيت عند جدتي في بيتها- احسدها دائما لأنهم يسمحون لها بذلك-.
سألت أمي بصوت واطي "فين فاطمة يامه"
سكتت للحظات وأخذتني في حضنها وهي تبكي "فاطمة عند ربنا يا حبيبي"
كنت اعرف إن ربنا هذا يسكن السماء بعيدا، ما الذي جعله يأخذ أختي عنده
عاودت توجيه السؤال إلى أمي "وبتعمل ايه عند ربنا"
"ربنا عاوز كده يا حبيبي اسكت حرام عليك" ردت امي
هناك شئ لا افهمه ظلت فاطمة تتعذب أياما كثيرة كانت تصرخ طوال الليل وتبكي بلا توقف كنت أسال أمي دائما لماذا تصرخ هكذا فتجيبني بصوت متحشرج ربنا يشفيها ادعيلها
فاطمة المعجونة بماء العفاريت، لم انم في حضن أمي كما نمت في حضنها، كيف تصمت هكذا وأين ذهب فمها الذي لا يتوقف عن الكلام والغناء.
الله اخذ فاطمة لم ادري لماذا، أين ذهبت دعواتي وصلوات أبي ودموع أمي طوال تلك الليالي ذهبت إلى أبي وزعقت بصوت عال مكررا ربنا وحش ربنا وحش، كل ما أتذكره عما حدث أن يده الكبيرة المتشققة من طين الأرض التصقت بوجهي الصغير فألقتني على الأرض ظللت أتدحرج كالكرة حتى أصبحت خارج المنزل.
كانت عيني موجهتان دائما نحو السماء بحثا عن فاطمة .عن عينيها العسليتين.عن شعرها المنسدل على جبهتها وعن هذا الوحش الذي أخذها.



#حسن_يوسف_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرياتى(الجوع)
- ذكرياتى (تحطم اليوتوبيا)
- كنت محرضا
- خروج المرأه للفضاء بدون محرم حرام
- يهوذا لم يمت
- بلاد القهر والكبت
- فى عالمنا الشرقى
- قتلو جميله
- اذا اردت ان تكتب
- مذكرات طفله خلف النقاب
- اعلن كفرى
- انتظرتك
- ملحمة الحرب والحب
- كنت احبك
- هولاء
- الشيزوقيراطيه هى الحل
- همهمات طفوليه
- ساحة المعبد المقدسه
- الكلمه ذات الاربع احرف
- مات عم مهدى


المزيد.....




- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...
- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...
- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن يوسف عبد العزيز - فاطمة