الحرية كما أفهمها

شريف عشري

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 12:34
المحور: حقوق الانسان
    

الحرية ببساطة هى ان اتمتع بحقى دونما أن أعتدى على حقوق الآخرين المشاركين لى فى المجتمع ... فنحن جميعا فى بوتقة واحدة تحكمها المصالح المشتركة ..من حقى أن اعتقد وليس من حقى أن أعتدى على معتقدات الآخرين ...
من حقى أن أحيي فرح أو أسمع موسيقى او أسمع قرآن أو قداس إلهي .. أو أقيم عزاء وصوان ....الخ لكن ليس من حقى أن أزعج الآخرين او أعتدى على هدوئهم وسلامهم النفسى أو أن أسبب تلوث سمعى أو بصرى ...أو أن أقض مضاجعهم بينما هم نائمون ففيهم المريض وكبير السن والطفل الرضيع !!!!
من حقى ان اتظاهر واعبر عن راييى أو أن أقيم صلاة الجمعة فى الخلاء والشوارع لكن ليس من حقى أن أقطع طريق أو أعطل المرور أو اوقف مصالح الناس وأشغالهم أو اعترض قوتهم اليومي ...
من حقى ان أعبد الله كيفما ووقتما أشاء لكن ليس من حقى أن أفرض أسلوب عبادتى لله على الآخرين فكل منا له علاقة خاصة واسلوب خاص فى التعامل مع الله ...والله - له المجد - يفهم ويتعامل مع كل الاساليب ! بل يفهم ويتعامل بكل اللغات !!
من حقى أن أعترف بوجود الله وأسوق المبررات العقلية و المنطقية والتاريخية لذلك لكن ليس من حقى أن أجبر من لا يعتقد بوجوده على ذلك ...فالله نفسه الذى خلقه ...خلقه وهو يعلم أنه سوف يكون كذلك وهو الكفيل بالتعامل معه حسب قدرته ومشيئته اللانهائة !!! وهو ايضا لا يخلق الملحد عبثا - حاشى - بل له حكمة من خلقه هكذا على إلحاده . فلولا الالحاد لما تيقنا من الايمان وتثبتنا فيه !!! ولولا الالحاد لما تعرفنا أكثر وأكثر على الرب الإله .
أليس الله هو من خلق فضلات الانسان والحيوان التى نكرهها ونقرف منها ..لكننا فى النهاية نقر انه لولا تلك الفضلات ( التى ينعتها البعض منا خطأ بلفظة النجاسة) لولا خروج تلك الفضلات لما تحول الغذاء لطاقة ولما قام الجسم بعملياته ووظائفه الحيوية من أكل وسير وجرى وعمل وتكاثر وتنفس وخلافه !!! من حقى أن انصح الآخرين لكن ليس من حقى أن أسفه منهم او ان أعلو أو أتأله عليهم ...من حقى أن أتكلم ...لكن من حق الآخرين على أن انصت اليهم اذا تكلموا ...من حقى أن أطرح فكرى واسوق المبررات المنطقية التى قادتنى له لكن ليس من حقى أن افرض فكرى على الآخرين بل من حقهم على أن أتفهم فكرهم حتى لو لم أكن مقتنع به أو موافق عليه ....والموضوع يطول شرحه لكن .....
جملة القول "أنه من حقى التمتع بالحرية وأيضا من حق الآخرين حولى أن يتمتعوا بنفس القدر من الحرية" .

#شريف_عشري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل