الفعل ورد الفعل

شريف عشري

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 08:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

من ضمن المدارس الإقتصادية المشهورة فى أدبيات الإقتصاد مدرسة تدعى : مدرسة التوقعات الرشيدة Rational Expectation Paradigm ويقوم فكر تلك المدرسة على أن المواطن سواء كان منتج أم مستهلك لديه الحد الأدني من المعرفة الاقتصادية الذى يتيح له بأن يكون عضوا فعالا فى المجتمع ...يؤثر فى القرارات الإقتصادية من خلال رد فعله الإيجابى إزاءها ...ومن ثم يأخذ واضعوا السياسات الاقتصادية على عاتقهم عبء حساب ردود أفعال الشارع وقياس الرأى العام بصدد أى قرار إقتصادي يمس قوتهم سلبا أو إيجابا ...
وبناءا على ماسبق أحب أن أذكر واقعتين بالذات فى هذا الصدد تدلان على أننا من الممكن جدا أن نسلك (كشعب) هذا الطريق حتى نحقق أسمي منفعة ممكنة وحتى يكون الشعب نفسه رقيب على أى تخاذل فى الأداء الإقتصادي والخدمي والسياسي للحكومة ..
أما الواقعة الأولي فهى متعلقة بوقفة سيدات المعادى إزاء إرتفاع أسعار اللحم وكان ذلك منذ زمن بعيد .... فاحتكار تجارة اللحم آنذاك وعملها فى سوق إحتكار القلة Oligopoly هو ما دفع التجار برفع الاسعار محققين بذلك أرباح إحتكارية ضخمة أتت على حساب إنخفاض مايستهلكه المواطن من تلك السلعة ...لكن عندما خرجت مجموعة واعترضت ..أدي هذا الاعتراض الى تكوين قوة مضادة ضغطت - فى النهاية - على المحتكرين ودفعتهم الى خفض الاسعار مرة أخرى بسبب الخسائر التى منيوا بها من جراء سلوك المستهلكين الرشيد والذى سبقه وقفة ربات البيوت فى المعادي .
الواقعة الثانية تحدث فى أيامنا هذه وهى مايطلق عليها بثورة الانترنت ! فقد خرج شباب بحملة توعية بصدد إستغلال شركات النت السوق وفرض أسعار إحتكارية لا تحتمل ناهيك عن انخفاض فى مستوى الخدمة أدى الى تململ الكثيرون ...وقد لاقت تلك الصفحة رواجا كبيرا بين مرتادى الانترنت ...واعتقد انها قد لفتت أنظار المسئولين والمراقبين فى هذا المجال وتلك السوق ..واعتقد أنه قريبا إذا ماصعدت تلك الحركة من موقفها تجاه المسئولين والشركات الاحتكارية فى هذا المجال فان النتيجة سوف تكون إيجابية جدا وعلى غرار وقفة ربات البيوت فى المعادي .

#شريف_عشري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل