أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - مجهول في رحلتهِ الأخيرة نحو المجهول














المزيد.....

مجهول في رحلتهِ الأخيرة نحو المجهول


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


تحت وطأة الاصغاء لتفتت الصدى
يُرى ولا يُسمع تلويح الوداع
تحياتٍ تلقى بعجالةِ البرق
من اكفٍ وراء زجاج سميك
وكالعادة فبوابة المغادرة
اوسع من رصيف العائدين
لتختلط عناصر المفاجأة بطوية الغياب
تشحب الايماءات يخنقها الدخان
ويتطاير غبار المحطة
يقطع انفاس الشجر على الجانبين
مكتفيا بألعاب الحصى والتراب
وراقصا مع دورة اسطواناتٍ من حديد
العربات تغص بالظلمة والوجوم
بالعزلة واكياس النفايات
يتلوى الفضاء داخل الانفاق
ثم لايلبث ان يتعثر بافاعي رغباتنا المسمومةً
في الخروج على سراطه المستقيم
فتومض اعين السادرين في النعاس
ثقيلة مستسلمة كأحشاء الجبل
حين يلوح بصيص ضوء بعيد
كقلب ينبض وراء قضبان واقفاص
أو كقلنسوة تعتمرها قطعة هاربة من السماء
فنتدافع كالفزاعات المهادنة
ونحضن الهواء مطأطأين
فلا اهلون يتعلقون بالمقابض
لاتربيت على الاكتاف المتهدلة
من طول وقوف وعناء
لاعناق يصدّ عاصفة البكاء
ولا تلويحة وداع
تعللنا من عدوى الرحيل
لاباقات من الورد
ولا انخاب كالتي يتبادلها الآخرون
كاننا نفتتح المسيرة المعلومة
لمصير مجهول
فيأوينا ملجأ كسراديب الماضي
شحيحة بالضوء وقليلا من الهواء
وينفتح الملجأ لتنغلق عليه الاعمار
والملجأ ذات الملجأ
قبو بسلالم تغور عميقا عن وجه الله
يمتص بريق تجاربنا المنثورة في الاصقاع
ودمنا المنذور لحرية النوافذ
ويساوي بين الظلمة
والجاذبية في حروف الكتاب
المقروء بملل مئات المرات
يطحننا الجوع طويلا
فنتسوس كالدقيق من الانتظار
فرغيفنا مازال يتلظى هناك
كزهرة التنانير الناضجة في غزارة النار
نشرف على العطش يتدلى من اهدابنا
ونرى المدينة من علٍ تغتسل بالغبار
لترفل باسم غريب
شوارعها تمتثل على طول الهزائم
اشجارها تشاغب رؤوسنا الرماد
نلج المدينة بذاكرتها العمياء
كأنها ما ورثت صندقجات الحب
فأبادت بالكراهية مصائر الابناء
وقبرتهم على الأرصفة
وتحت حطام ما تبقى من الحانات
نعبر جسورها المحدودبة من عاهة القصف
صوب مقاهٍ تزفر المتسولين
فروائحهم تعكر هيل الشاي
واسمالهم تشرب ابخرة الموسيقى وهي تنوح
بينما يتكور الرواد الرواد في اقصى الزوايا
ويبعثون برؤوسهم لاصقاع بعيدة
وثلج صديق لايرحم عري اللحظات
كنا شحنة القطار المحمل ببرد المسافات
تسربنا من بوابات عمرنا المحاصر
من خطوط تختطفها احضان الساحات
وترمي بها عرجاء في طفولة الدروب
هنالك حيث الاسواق الطويلة
اشد حلكةً من قواويش البلهارزيا في المستشفيات
تلتئم الجراح شلوا على شلو
فنصاب بفوضى تماثلنا للشفاء
ويبقى السوق فاغرا فاه
واثرٌ من دماناعلى شدقيه
يزرع خطواته باقدام اطفال حفاة
مولعين بانتعال البلاستك المعاد
ويسكب الكولا على اشتعال الاسمال
فمن يحل غموض هذا اللغز فينا ؟
سنرفع من سقوطه لشلالات خرساء
نسلبها ايقاع الصخور
وندلقها عليه حريةً من ثقب في السماء
نردم الفراغ الحاصل
بالغرثى من بطون اللصوص
حين يشبع اللصوص لا يفقدوا الشهية للاعتداء-
ونعود للغابة من حيث اتينا
نرصع للاشجار تيجانها
وندعوها لرقص لاتنتحر جراءه الاطيار
وحين يدهمنا النوم متثائبا ثقيل
نعترف بان الليل دليل المباغتة السوداء
والمأزق الذي يستدرجنا كل مساء
نحو برد الاسرة الوعثاء
نطفيء اضواء ارواحنا لننام
بلا وسائد او كتب او نساء
نرتب الذرائع لنجترح الارق
نشبك الاذرع حول الراس
او ندحرجه بين الركبتين
ونغط في ذهول مشلول
حتى يفزعنا زعيق قطار جديد
ياخذنا لخرائط شاهقة
من غيوم تشهق بالثلج وبالرخام
وباجمل ماخلق الله من برد الجحيم
نرفل في جلالة النار
رمادا من زمان كهل يقتات من اخطاءه
وينحى باللائمة على التقاويم
تغدر بالليل المؤقت والمواعيد
وتترك على الجلود فخامة القرميد
وحليب الشتاء المندلق من اعلى المداخن
نفترس البرد بلحية بابانوئيل
فيمد عنقاء الدفء جناحيه
ويطير من النافذة المشرعة على السماء
فنشتعل بين اكداس الجمر
وذبالات الشموع في عرسها القصير
نخسر ماضينا في المقايضات
فنتبادل الكلام والسكائر ووجهات النظر
التي بلا نظر او احتمالات
حتى تتعتق المصادفات كالنبيذ
فتلد بداهات تتمايل في وجوم الهواء
مع اشياء اخرى لم ندخر مايكفي
من الوقت لمطاردتها
على انجماد الرصيف
حتى عدنا نترنح من فرط الاعياء
وزحفنا لملجأ الحياة فيه مجوفة تماما
ليمر الفارغون من الملآنين بالاوسمة والشارات
يعلو ضجيج اكتافهم والصدور
كاننا في ساحة عرضات
تضيق بجنود لايتقنون غير تلقي الاوامر
تشذب الخيبة رؤوسهم
ويلمّع الحداد بساطيل سراطهم المستقيم
ويفتح لهم سرادقا
يستعرضون فيه حلما مقتول
حاثين الخطى في رحلتهم الاخيرة
نحو المجهول

سلام صادق



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايجمعني برفائيل ألبرتي اكثر من إمرأة وقصيدة
- هشاشة الدهشة / 3 القصيدة آخر خطوط دفاعنا المفترضة
- ازاحة الفاصل - عراقيون
- ثلاث قصائد
- رياضة يومية
- في ثقافة اليسار : الابداع والحرية الفردية
- *الاعلام بين نارين : العولمة والانظمة الشمولية
- ونحن كل هذا وذاك : خيط دم من رئة السياب يمتد على طول الشفق ، ...
- في تأبين الاديبة السويدية سارة ليدمان
- قصيدتان
- التماثيل تتجول ليلاً في حدائق المستشفيات
- أذكر ان امرأة تمردت على الوحش فتغمدها الاله بالرحمة
- ذوبانات بفعل شموس قديمة
- في سلوكية اليمين الامريكي المتطرف - سلالة بوش .. وسياسة الحر ...
- احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - مجهول في رحلتهِ الأخيرة نحو المجهول