أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة














المزيد.....

احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 718 - 2004 / 1 / 19 - 06:17
المحور: الادب والفن
    


سيدتي
حتام يظل كحلك يذرف السمرة في اجفان لياليهم
ويجحدون دمعتك الطويلة حتى وجنة امي
هل طال عواطفهم جفاف الصحراء
واستحوذ على تلافيف ادمغتهم زمن الغطرسة والبطش
وانت -ورغم الموت- مازلت منهمكة بحلم اخضر لايذبل
وبشرائط حمراء في شعور البنات
تتحدثين عن قوس قزح الرؤيا ..ويرطنون من اجل ان يعم السواد ويزدهر الحرمان
لكن أنىّ للصلصال ان يفصح عن شغاف اشواقه
وأنىّ لعريف الشرطة ان يدرك قوانين الحب والحياة
 
قد تدلهم السماء بسطوة خرقهم المنشّاة
لينحسر الفضاء امام سرب الفراشات
لكنها الاطياف وحدها ستقول شيئا عن الآتي
شيئا لايفقهونه
شيئا عن نواقيس من زهور رقيقة ترقص في حدائق وحشتهم
فخذي النهر يسهر في مخدع حشرجاتك ليغسل ادران الكهف فيهم
ويتركهم في عري ارواحهم الماحلة راكسين في أطيان جهلهم وعنجهيتهم البائدة
فذاكرتهم هواء الكآبة
وخواء الاختناق
يريدون للظلمة ان ترتع في بهاء محياك
ويأبون على الضوء ان يغسل الجدران العالية التي شيدت حولهم وحولك
فهم ديناصورات الهزيمة على امتداد ذرائعهم الخاوية
يريدون لطلاء زنزاناتهم القديمة الجديدة ان لاينسى لونه ومعناه
يريدونك ان تسرحي في افق ضيق من غرف نعاسهم البليد وتثاؤبهم النتن 
ليطلوا على العالم فقط من نافذة شهواتهم الرخيصة آخر الليل
بعدها يسدلون ستائر لذائذهم ويعلنون انتصاراتهم في غزوة السرير
 
 
يريدونك ان تحرقي تقاويم نزوعك للحرية ليحبسوا رسائلك المعنونة للنور والحياة في ادراج صبواتهم الزائفة
يريدون ان يخطوا شعارات اشباقهم على رغباتك المغدورة وارادتك المدحورة
يريدونك عطرا في متاحفهم وثيابهم الاثرية وصولجاناتهم المنخورة
ونسوا انك البدء وانت المنتهى
وانك من يعطي للمعنى مخالبه
وللورد اشواكه
للصورة اطارها
وللحياة رحمها وحبل سرتها المبارك من دفء دماك
 
 
صوتك دم لاينفك يسيل منذ اول ( عائدة) ماعادت وحتى آخر ( انسام) ستهب
صوتك خفقة الله في الأفئدة
وصوتهم زئير اسد محنط لايخيف
سينكسون هامهم امام الذعر من كبرياءك النبيل ، وسيطأطأون رؤوسهم المقمطة بشاش الجاهلية امام هفهفة مناديلك وراياتك
 المزدهاة
 
اخبطي في موج الجرأة
انفضي على اعتاب فحولتهم المتهاوية بقايا حطامك
هربّي نشيجك حتى رمقهم الأخير
واسلمي لنفسك قياد أنفاسك
على هدي امرأة كنجمة
تفضح اشباح العتمة
   و تشعل جذوة الوقت تضرم اصابعها
لتتركهم يعمهون في رماد غيبوبتهم
 
 
لن تسبحي في اشباق شهواتهم كفريسة
احقني الجدوى في ارواحهم المحنطة
سيتأبط كل منهم حتفه تحت عباءته ويتكور ليكرّ عليه سباته المزمن
 
 
فانت دوما من تطعمين انتصاراتهم عليك حنظل هزائمهم
لانك من ارضعهم عصارة روحه
لكنهم يأبون الا ان يبقوا جوعى حتى الابد
وحتى تسطو الكوابيس من جديد على كنوز الذاكرة 
وتعشعش تجارب الطاعة في تلافيف ظلالاتهم
اريهم ان الحرية لم تعد صغيرة لاتفهم ماتقولين وما تريدين
 
 
سيخسرون المجابهة
فلا حصانة لعصور الوأد
ولا عصمة لعقول تأبى ان تغادر مواضعها
دلّي سراديب وحشتهم على شفق جديد
انهم يريدونك جثة تتعفن في الظل يجهزون عليها بالكراهية
فاجهزي عليهم بالحب
وانزعي اقنعتهم التي يتلبسونها في مهرجان همومك
فانت بريق الذاكرة الذي يعاند غموض وصاياهم
فاصفادهم عادت ترن في جولتها الاخيرة
فلا تتركي موسيقى غدك يعزف النشاز عليها كيد المومياءات واصابع الخرافة
حيث الآتي هذيان الجن فيهم
وعالمهم كهوف الغبار
وانت رسولة الضوء والحياة
 
 
لن يشيدوا حائطا جديدا للبكاء
ومقاصل يقطعون فيها جدائل الامل
 



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة