أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - في تأبين الاديبة السويدية سارة ليدمان














المزيد.....

في تأبين الاديبة السويدية سارة ليدمان


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 870 - 2004 / 6 / 20 - 06:07
المحور: الادب والفن
    


ترجلت صديقتي ذات الثمانين : سارة ليدمان

ترجلتْ عن حصان دالا في هزيع ليلة امس الكاتبة العالمية السويدية سارة ليدمان ، ترجلت عن اسطورة خوفها المستديم
على مصير العالم حين يتولى زمام قيادته الاغنياء الاقوياء ، ماتت لكي تكون قريبة من الارض في وادي القار او في بلاد الوعول ، اعني بين دفات رواياتها العشرين ، بقداس تخرج فيه من بين ثنايا كتبها اجواق السود والبيض والصفر وشتى الاجناس وهم يعزفون هيامها بروزاموندا لفرانز شوبرت
ففي ليلة عاصفة مثلجة ولدت سارة ليدمان عام 1924
وكان البيان الشيوعي اول كتاب قرأته واستوعبته حسب بوحها
وحين تفاقم احساسها باللاعدالة نزعت عنها جناحي الملاك ونذرت حنجرتها للشارع فاضحت رمزا من رموز حركة 1968 الطلابية
وحين كبر العالم تحت جفونها خافت على رموش العاملات في مناقع الرز ان تحترق بالنابالم فراحت تقود التظاهرات ضد الحرب في فيتنام
وحين اوغل العنصريون في زراعة اسلاك كراهيتهم الشائكة في جنوب افريقيا ، كانت الى جانب صديقتها الحائزة على نوبل للاداب نادين كولديمار تفتحان نوافذ في جدار الفصل لتنساب النبؤات بحرية من خلال كوى تشع منها الجواهر الخمس لسارة ليدمان
وحين ماتت كان لم يزل في قلبها رواسب من خوف على العراق
قالت لي لاتبتئس: سينهض العراق من رماده كالعنقاء ،ليس من العدالة ان يكون راس العراق ثمنا لزوال صدام ، وان من يريد ان يصطاد ذبابه لايصح ان يطلق قذيفة مدفع عملاق ، قالتها بمرارة ثم راحت تحدثني طويلا عن هولاكو والمغول ، الف ليلة وليلة والمصلوب الحلاج
و كان العراق بالنسبة لها حضارة وعنفوان
نهران ومسوبوتاميا ، بابل واور ، حبر الكتابة ، ودماء الثوار والانبياء
لقد كانت بحق الوجه الانساني الناصع للادب الاسكندنافي ، ولهذا كانت ثيمتها في كل كتاباتها تدور حول فيض الضمير الانساني الغير محدود ، حول الطبيعة الام وكائناتها المسالمة بلا روح الافتراس والعداء ، كانت تقول بان : كل مخلوق جزء من هذا الكون لة حقوقه فيه التي لن يسلبها احدهم لانه الاقوى ، حتى ليخالها المرء تتلو عليه وعن ظهر قلب لائحة حقوق الانسان
تقول الناقدة والباحثة بيرجيتا هولم في كتابها عن ادب سارة ليدمان بان احدى اهم خصائص ادب سارة هي قدرتها الخارقة على دمج الادب بالسياسة دون توظيفه لخدمة السياسة ، ، اي دون التفريط بفنية النص الادبي الذي تكتبه من اجل جاهزية الشعارات الجافة
وتؤكد الناقدة مقدرة سارة على تطويع اللغة البسيطة لتناول مسائل عقدية وشائكة تهم مصير العالم برمته ، دون ان يتحول الشان السياسي لديها الى بروباغاندا منفرة
ورغم انها تناولت موضوعة اللاعدالة بافقها الكوني وصخب العالم وضجيج الحروب ، فان كتاباتها بقيت محتفظة بتلك الرهافة ولم تفقد احساسها بلغتها حتى وهي تقاتل هذه اللاعدالة وعلى مدى عقود منذ اول كتاب صدر لها عام 1953 وحتى لحظة ترجلها عن حصان دالا لمرض الم بجسدها النحيف
وداعا لزهرة الكتابة البيضاء في عتمة العالم ، وداعا لابنة الثلج المعمدة بالنار سارة ليدمان



#سلام_صادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان
- التماثيل تتجول ليلاً في حدائق المستشفيات
- أذكر ان امرأة تمردت على الوحش فتغمدها الاله بالرحمة
- ذوبانات بفعل شموس قديمة
- في سلوكية اليمين الامريكي المتطرف - سلالة بوش .. وسياسة الحر ...
- احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة


المزيد.....




- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - في تأبين الاديبة السويدية سارة ليدمان