أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - هل سوريا بين خيارين فقط (2) ماذا لو كان الحسم للفصائل الإسلاموية؟















المزيد.....

هل سوريا بين خيارين فقط (2) ماذا لو كان الحسم للفصائل الإسلاموية؟


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الاول من المقال موجود على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407762

توضيح ضروري:النظام هنا هو قمة السلطة وليس الدولة السورية أو أفراد الجيش السوري النظامي، والفصائل الاسلاموية هي قادات وممولي ومحرضي الجماعات الجهادوية ذات الهدف الطائفي "جهاد ضد الشيعة والعلويين"وليس شباب سورية المخدوع بها.
متابعة لمقالنا السابق حول الفرضية التي تقول بالحسم العسكري في سوريا، والتي أراها مستحيلة لكن نقاشها أضحى ضرورة كبيرة لكونها الأكثر رواجا إعلاميا داخل وخارج سوريا وتحدد مواقف الكثيرين من السوريين. أذكر القاريء الكريم أني هنا لا أطرح حلا بل نقاشا لفكرة تنخر جسد سوريا بسبب انتشارها.
لو حصل المستحيل واختل ميزان الصراع الدولي واستطاعت الفصائل الإسلاموية حسم المعركة عسكريا في سوريا أو ما قد يسميه البعض انتصار المعارضة أو ما قد يُدعى انتصار الثورة، فما الذي سيكون بسوريا بعدها؟ هذا السؤال سنتناوله أيضا من موقف غير عاطفي بل موضوعي وعلمي.
بداية ولمنع سوء الفهم، الفصائل الاسلاموية هنا غير ما عرفه السوريين في 2012 من الجيش الحر. هي باختصار الفصائل التي تحمل شعارا جهادويا يعتمد "جهاد السنة ضد الشيعة والعلويين" والتي تتلقى دعمها وأوامرها من معسكر السعودية وقطر وتركيا ومن خلفهم المعسكر الغربي. والوصول لحسم عسكري يهزم النظام بشكل كامل سيكون حتما بسبب القرار الدولي لمصلحة ومن خلال الفصائل الإسلاموية. ونتكلم هنا عن الجماعات السنية الاسلاموية لأن الجماعات الشيعية الاسلاموية محسوبة على معسكر النظام.
ستعمد هذه الفصائل كعادتها للقبول بواجهة سياسية غير منظمة معها من وجوه المجلس والائتلاف الوطني بشكل اساسي، وهنا قد يغامر الاخوان المسلمون بتصعيد بعض وجوههم للصفوف الأمامية. هذه الحكومة والرئيس الجديدان سيكونان بواقع الحال شكلا إعلاميا للمنتصر عسكريا وهو الفصائل الإسلاموية. ما الذي يمكن أن يحصل تاليا؟
* أولا، بدون الخوض بتفاصيل الفروقات بين جماعات الفكر الاسلاموي السياسي يمكن بتبسيط الصورة في سوريا تبسيطا غير جائر القول، إن هذه الجماعات أساسا منقسمة من حيث التوجه لتيارين أساسيين هما:
-;- التيار الديماغوجي أو المناور تحت غطاء الغاية تبرر الوسيلة، وهو تيار يمثله أساسا الإخوان المسلمون.
-;- التيار الراديكالي أو المتعصب السلفي، ونقصد هنا المتبني لفكر القاعدة الجهادوي ولمنهج التكفير السهل. مثل حزب التحرير الإسلامي وجماعات النصرة وداعش والجيش الإسلامي وغيرهم.
التصنيف الثاني هو وفق الولاء السياسي لهذه المجموعات وهو التصنيف الأهم. هنا تختلط التيارات مع بعضها. في سوريا يوجد تيارين:
-;- تيار موالي ومُموّل ماليا وإعلاميا من قبل النظام القطري ومتحالف معه، ومن أشهرهم جزء كبير من الإخوان المسلمين عبر لواء التوحيد وجبهة النصرة.
-;- تيار موالي ومُموّل ماليا وأعلاميا من قبل النظام السعودي ومتحالف معه، ومن أشهرهم حزب التحرير والجيش الإسلامي أو الجبهة الإسلامية.
هذه التصنيفات بالطبع ليست حادة لكنها تقدم صورة الغالبية. فالمعروف عن داعش مثلا أنها نشأت تحت عيون وبرعاية لواء التوحيد والنصرة، ثم تحاربت معهم، ثم ظهرت تقارير كثيرة تؤكد اختراقها من قبل النظام السوري، ثم نسمع قادات النصرة يغازلونها. في هذه الفوضى من الطبيعي أن تتداخل كل المخابرات الدولية ضمن كل المليشيات المقاتلة بشكل كبير.
إذا فإن بذور الشقاق والخلافات بين هذه الجماعات موجودة أصلا منهجيا وفكريا، والأهم تمويليا.
* ثانيا، دون الغوص عميقا بالتاريخ من يوم معركة صفين. يكفي النظر الآن لحال العديد من البلاد التي يحكمها أو يؤثر بها التيار الإسلاموي السياسي لنرى أن اتفاق هذه الأحزاب مستحيل كاستحالة اتفاق الأحزاب القومية بهذه المنطقة. صحيح أنها كلها نزاعات سلطة ومال لكن غطاءها وحاملها الشعبوي يبقى اسلامويا. فبإحصاء سريع نجد النزاعات والحروب التالية بوقتنا هذا: حرب الصومال الممتدة منذ 20 سنة هي حرب تحت اختلاف النهج الأصلي للصوماليين (الأشعرية) وبين التيار الوهابي السلفي، وحرب الإخوان بمصر مع السلفيين التي كانت أحد أسباب سقوط الإخوان، وحرب طالبان والقاعدة مع باقي الأفغان، وحروب داعش العراق مع بقية القبائل السنية. والأهم ضمن هذه المعارك الحرب الإعلامية بين كل هذه المجموعات، حرب إعلامية شرسة هي أساس التجييش وغسل عقول أفرادها. طبعا هذه الأمثلة لا تشمل حروب الجماعات بسبب الطوائف.
بالنتيجة، إن عوامل تفكك وتقاتل هذه الجماعات قائمة بقوة ولا يظهر أي مؤشر حقيقي على إمكانية توحدها أو التنسيق فيما بينها.
* ثالثا، الجماعات الإسلاموية السياسية كلها لا تمتلك أي نظرية أو منظومة متماسكة لتأسيس دولة بالقرن 21. ودون الخوض بمتاهات هذا النقاش الذي يملء الفضاء الآن، لننظر للواقع من خلال محورين أساسيين:
-;- لا تعترف غالبية الاسلاموية السياسية باي نموذج حالي يمكن القياس عليه، لا بالنظام السعودي أو الإيراني أو الأفغاني ولا بغيرهم. البعض يتمثل النظام التركي الحالي! لكن هذا النظام بالواقع هو نظام رأسمالي نيوليبرالي علماني يعتمد إقتصاد السوق الحرة وكل الاتفاقيات العالمية، ولا يمت للنظرية الإسلاموية السياسية المعروفة سوى بحجاب زوجة رئيس الوزراء أردوغان (ومع ذلك يراه كثيرون ليس حجابا شرعيا).
-;- لننظر لمن توصل منهم للحكم على ظهر الثورات العربية. في مصر، لم يقدم الإخوان المسلمون مع حلفائهم السلفيين خلال سنة أي مؤشر حقيقي على خطة إقتصادية وإجتماعية متمايزة عمن سبقها أو جاورها، بالعكس بل بدؤوا بنقض المعلن من اساسيات منهجهم فكان اهم عملهم الركض خلف قرض كبير من صندوق النقد الدولي رغم تحريمهم له أيام مبارك. أما بليبيا فالحال أكثر مأساوية من إطالة الكلام. في تونس وببساطة تقبل حزب النهضة كل أساسيات الدولة التونسية ذات النظام الرأسمالي النيوليبرالي الديمقراطي وفضل إبقاء الشعار الإسلاموي مجرد واجهة إعلانية.
يدّعي التيار الإخواني أن ما حصل بمصر هو مؤامرة كونية على الإخوان. حسنا لنقبل تبرير المؤامرة الاسطوري هذا، فهل سنقبل بحزب لا يستطيع مواجهة المؤامرة وحياة بلادنا كلها مؤامرات؟ ولنصغ السؤال بطريقة أخرى: هل يقبل الله عز وجل تبرير مؤامرة وكيد الشيطان للعاصي عندما يعصي؟
بالنتيجة، الجماعات الإسلاموية السياسية لا تمتلك أسس ومقومات بناء الدولة في القرن 21 على الأقل بسبب فشلها كلها أمام اختبارات الواقع.
* رابعا، لننظر للدول الداعمة والمموّلة لهذه الجماعات. كما ناقشنا احتمال انتصار النظام. أيضا بالنسبة لدول المعسكر المقابل فأنظمتها في السعودية وقطر والكويت هي أنظمة شمولية وراثية فاسدة غير مؤهلة لتقديم أي خبرة ببناء الدولة الحديثة، وحتى النظام التركي يسارع الخطى نحو الديكتاتورية. أضف لذلك فلا مصلحة لهذه الدول في تاسيس دولة حديثة في سوريا بما قد ينعكس سلبا على هذه النظم بسبب التأثير المعنوي الكبير لسوريا. هذا الكلام بغض النظر عن السياسة الأمريكية والإسرائيلية خلف هذا المعسكر. الأهم في المعسكر أنه أكثر تفككا من المعسكر المقابل فخلافات السعودية ومصر مع قطر وتركيا تتصاعد بسرعة كبيرة تهدد هذا المعسكر بكامله إقليميا. أضف لذلك أن هذا المعسكر الإقليمي وخاصة السعودية وقطر يعاني من مشاكل داخلية خطيرة لم يستطع للآن معالجتها سوى بأسلوب التصدير للخارج.
* خامسا، معسكر الدول المنهزم إيران وروسيا والصين لن تقف مستسلمة أمام خسارة المعركة وستعيد الدخول لضمان عدم حصول الاستقرار في سوريا. خاصة وأن وصول هذه الجماعات الإسلاموية سيقدم محرضا وتبريرا إعلاميا طائفيا بالدرجة الأولى للتدخل. وتجربة تدخل إيران في العراق ما زالت شاهدة على قوة وعنف هذا التدخل.
* سادسا، الواجهة السياسية للحكم الجديد ستتكون غالبا من قيادات المجلس والائتلاف الوطني السوري. هذان الجسدان أثبتا بشكل كامل أنهما يفتقران للحد الأدنى من الخبرة السياسية والإدارية والرؤية المستقبلية بالإضافة لظهور خلافات حادة عميقة بين مكوناتهما، مما يؤدي بالنتيجة لواجهة سياسية منهارة حكما.

بالنتيجة النهائية، بفرض تحقق هذا الاحتمال المستحيل بانتصار الجماعات الإسلاموية الجهادوية عسكريا ومع غطاء سياسي من قبل المجلس والائتلاف الوطني، فإن هذه الجماعات غير مؤهلة بنيويا وتمويليا وفكريا لتجنب الاقتتال الداخلي فيما بينها وبنفس الوقت لا تملك رؤية متماسكة لإنشاء دولة، كما أن الصراع بين الدول الداعمة لها ضد معسكر النظام وحلفائه سيطيح بأي استقرار ممكن. كل ذلك سيقود موضوعيا إلى انهيار هذا الحكم بسرعة قياسية وعودة المأساة للتفجر من جديد.
ختاما، في هذين المقالين (السابق وهذا) لم نناقش العامل الأهم في المعادلة وهو الشعب السوري لأننا نتكلم هنا أساسا عن الصراع الدولي الشرس على سوريا. سنفرد المقال القادم للكلام عن موقف الشعب السوري ودوره في حال تحقق أحد هذين الاحتمالين المرّين.
بقيَ أن نذكِّر القاريء الكريم أن هذين المقالين ليسا "حلولا" ولا "توقعات"، بل مناقشة موضوعية لفكرة هدامة انتشرت بقوة في الشارع السوري والعربي والدولي تختصر المأساة السورية بين النظام الحالي وبين المجموعات الإسلاموية الجهادوية.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سوريا بين خيارين فقط (1) ماذا لو كان الحسم للنظام السوري؟
- يوم مات حافظ الأسد(2) الإنذار الأول بالزلزال الطائفي
- يوم مات حافظ الأسد(1) الإنذار الأول بالزلزال الطائفي
- لماذا ليست طائفية في سورية؟ -2-
- لماذا ليست طائفية في سورية؟ -1-
- الخليج العربي، أزمات حكام أم قوانين سوق
- مشكلة القطار والرجل السمين. بين الأخلاق وسعة الاختيار
- تلفزيون الواقع السوري
- أخطاء أم خطايا، الائتلاف والمجلس السوريان
- النظام السوري وسلاح الوقت
- جنيف2 دكان الأوهام، تجارة الطوائف بين الوفدين
- سوريا ساحة صراع الكل مع الكل
- لماذا الأقليات؟
- البيان النهائي لجنيف 2
- سوريا الضحية الأولى للحرب العالمية الرابعة
- بيان مؤتمر الشعب السوري الذي لم ينعقد
- يجب أن تحضر إيران جنيف2
- ماذا قرر السوق الدولي حول سورية؟
- تساقط النخبة العربية، من العظم إلى الفيس بوك
- عقد الغاز السوري الروسي بين الحقيقة والخيال


المزيد.....




- شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس
- زاخاروفا تصف قرار برلين بإغلاق قضية مفتش القوات الجوية الألم ...
- مظاهرة داعمة لتل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بعد اتهام جنو ...
- في عين الإعصار ـ تنامي العنف السياسي يهدد الديموقراطية في أ ...
- هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بع ...
- مصر.. أدلى باعترافات صادمة أمام النيابة بعد أن شنق زوجته (صو ...
- لحظة مؤلمة في ماضيك قد تزيد خطر إصابتك لاحقا بمرض خطير
- عقار جديد لإنقاص الوزن يتفوق على حقنة -أوزمبيك- في حرق الدهو ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مطارا في بولتافا غرب خاركوف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - هل سوريا بين خيارين فقط (2) ماذا لو كان الحسم للفصائل الإسلاموية؟