أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ...(22 ) ... بين الفرد والمفهوم















المزيد.....

مفاهيم ...(22 ) ... بين الفرد والمفهوم


حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الكاهن الأول ، أو المحتال الأول ، حسب فولتير ... والساذج الاول الذي صدق به ... والناس منشغلون في مواصفات الشخص الفاعل ... غير منتبهين للمفاهيم التي يعنيها الفعل ... فداخوا في مواصفات الله ... وتذابحوا في موضوع التجسيم ... وإختلفوا في شكل الشيطان ... هل هو أقرع ام أعور ؟؟؟ ... بقرن واحد ام بقرنين ؟؟؟ ... بذيل ٍ أم بدونه ؟؟؟ ... وفاتهم البحث ، إلا قليلا ً ، في المفاهيم التي يرمز إليها كلا ً منهما .
العدد الهائل من المقالات التي تحدثت عن الطائرة العراقية التي اعادها وزير النقل العراقي الى بيروت ... وكم الضجة التي أثارها الناس عن شخصية الوزير ... و إبن الوزير ... وأطنان الشتائم والدعوات التي كالوها مضحكة حقا ً !!! ... إتفقت جميعها على أن هذا الوزير هو الفاسد الوحيد في أمة العرب !!! ... وإبنه هو الطفل المدلل الوحيد للحكام العرب !!! .
يا سادتي جميعنا هذا الوزير ، طالما بقي مجتمعنا العربي ، من لبنان حتى الصومال يغط في نومه الثقيل منذ 1400 سنة.

أللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمتليء التأريخ العربي بدعاء يتكررعلى ألسنة الناس في جميع العصور الإسلامية : ( أللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ) !!! ... وبدعاء آخر قريب منه في المعنى ، لكنه يقال على ما يبدو للوقاية لا للعلاج : ( أللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا ) !!! ... والغريب العجيب في عقلية المسلمين أنهم لم ينقطعوا عن تكرار هذين الدعاءين وأشباههما منذ 1400 سنة ... وكلما رحل من لا يرحمهم ، جاءهم من هو أقل رحمة !!!! ... وتركهم يترحمون على الأول ... حتى قال قائلهم :
دعوت ُ على عمرو فلما فقدته ***** بـُـليتُ بأقوام ٍ ، بكيتُ على عمرو
كلما قرأت هذين الدعاءين ، وما أكثر ما أقرأهما كل يوم ، لعنت من كل قلبي غباء هذه الأمة ... فمنذ اللص الأول... ومنذ الحجاج الاول ... ومنذ الجلدة الاولى ... وحتى الظهر الدامي الأخير ... والرغيف المسروق المعاصر ... ومنع الطائرة اللبنانية من النزول في مطار بغداد ... لم يفكر عبقريوا هذه الأمة في ماهية الظلم ... ولم يتسائلوا عن الكيفية التي بها يتخلصون منه !!! .
هنا لا أتحدث عن رجال السلطة ... فهم مستبدودها ... ولا أتحدث عن رجال الدين فهم لصوصها ، ومشرعوا إستبدادها ... ولا أتحدث عن قطعان الخراف التي لا تعرف إلا الإجترار والتغوط و النكاح ... حديثي يدور برمته عن متثاقفي هذه الأمة وعوراتها الفكرية .
هذه العاهات التي أفلحت في أحسن الحالات في إبتداع دعاء ٍ جديد ... يغلب عليه السجع والبلاغة ... وفيه من جميل المدائح في الله ما لم يأت ِ به أسلافهم في الأدعية السابقة ... ومن وسائل التذلل ما يثير شفقة الله !!! ... لكي يلين قلبه القاسي ... فتتحرك فيه عوامل الرحمة النائمة ، و يغدق عليهم مكارمه بلا حساب !!! ... ويأخذ لهم ظالمهم بسرعة وعزة وإقتدار !!! .
ولو فكر هؤلاء بتحصين المجتمع ضد العدوان لما إعتدى عليهم أحد ... ولو فكروا في تحصين المجتمع ضد الظلم لما ظلمهم أحد !!! .

الطب و فكرة التلقيح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهم الطرق العلمية للقضاء على الكائنات الحية الضارة هو القضاء على البيئة الملائمة لتكاثرها ... فالذباب لا تستهويه النظافة ، ولذا عليك بالنظافة للخلاص منه ... والبعوض يتكاثر بوضع بيوضه في المستنقعات ، فإردمها لتمنعه من التكاثر ... وهكذا .
أما الفيروسات فهي كائنات غير حية ... ولهذا يصعب مكافحتها بنفس الطريقة ... فليست لها بيئة ملائمة محددة يمكن القضاء عليها ... هنا ، عليك العمل بالمنطق الذي يقول : حين لا تستطيع القضاء على أعداءك ... قم بتحصين نفسك ضد عدوانهم !!! ... هكذا وببساطة ، ظهرت فكرة التلقيح في الطب !!!! .
الشعوب في الدول المتمدنة أدركت هذا ... وحصنت نفسها وبقوة ضد أي نوع من التجاوز ... أما نحن ، فلا زلنا نغط في نومنا منذ ألوف السنين ... وبنفس الكهوف ... لا فرق بين لبناني وعراقي وصومالي وسوداني ... كلنا في الهم شرق ُ ... فوارقنا في الأزياء وفي الموسيقى وفي طريقة تناول الطعام وفي العادات ... لكننا نتعامل بنفس الطريقة مع المسؤول ... ومع الظالم ... ومع رجل الدين ... ودعائنا واحد حين يظلموننا ... ودائما ً( أللهم خذه أخذ عزيز مقتدر) .

الحدث والمفهوم وزيارة الكاظم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكثر المقالات التي نشرها المثقفون والإعلاميون العرب تحدثت عن الوزير وإبن الوزير ... وعن عملية إرجاع الطائرة ... دون أن يدرك المعلقون ان أكثرهم سيفعل نفس الشيء لو كان في موقع المسؤولية ... والتأريخ العربي مليء بهذا ... والإنتهاكات والأخطاء بالملايين بمستويات متباينة في كل مكان... لكنها ليست بنفس المستوى .. ولا جميعها ضد خطوط الشرق الاوسط ، حيث تقع فريسة ً للإعلام اللبناني ، شديد الوطأة ، طويل اللسان !!!.
ببساطة شديدة فإن هذا الوزير ليس الفاسد الوحيد أبدا ً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
بعد الحادثة بيومين فقط غير ثلاثة مسؤولين عراقيين مسار رحلة للخطوط الجوية العراقية من النجف الى بغداد لأنهم رغبوا بزيارة الكاظم ، قبل جده علي ، كما يبدو !!! ... و عطلوا مئات الركاب لعدة ساعات بين المطارين !!! ... هذا الإنتهاك مع الخطوط الجوية العراقية ... حيث ستندلق مرقتنا على زيقنا هذه المرة وبلا فضائح !!! .
المشكلة ليست في الفرد أيها السادة ... وليست في الحدث أيها المثقفون ... هذان العنصران هما ما سينساهما التأريخ بعد حين ... وهما المتغيران الوحيدان على ألسنة من يكتبون ..وسيصبح وزير النقل رئيس البلدية ... وسيصبح صاحب بدر وزيرا سنيا ً ينتمي للقاعدة ، أو درزيا ً رغم عدم وجود دروز في العراق ... وستتغير شركة الخطوط ، ويتغير رقم الرحلة ، ويتغير المسار ...وستؤرخ كما أرخوا التاريخ العربي قبلها ... كذب و تلفيق وتزوير .
المهم ايها الساده هو المفهوم ... علينا ان نتسائل ما معنى هذا ؟؟؟؟ ... ولماذا حصل ؟؟؟؟ .. وأين الخلل ؟؟؟؟ وكيف نضمن عدم تكراره ؟؟؟؟ .
الأفراد ماضون ... والأخطاء ليست مهمة ... والأحداث تتغير ولا قيمة لها ... والضحايا كثير .. والمهم الوحيد هو كبف نستفيد من كل هذا لتغيير المفاهيم !!! ... ولبناء مفاهيم رصينة لا تسمح بتكرار الخطأ !!! .
وهذا ما لم يحصل على الإطلاق ... فمع نوع المثقفين والإعلاميين العراقيين ... ممن لا منطق لديهم ولا وعي ... لاأحد يسأل عن هذا ... وسيمر الحدث كما مر غيره ... وسينشغلون بشتم الوزير ... وشتم ابن الوزير ... وهل كان مدير المطار متعاطفا ً مع الولد أم كبش فداء ؟؟؟؟... وسيعتقد صديقي اللبناني الذي علق على المقال بأن الحل هو طرد السفير العراقي وإغلاق السفارة وطرد العراقيين من لبنان !!!! .
هل أدركتم أن الكارثة الحقيقية هي في المثقف العربي ... والتخلف الحقيقي إنما يكمن فيه ؟؟؟ .
كم أتمنى أن أجد في كل مائة مقال عربي ، ولو مقالاً واحداً يبحث في المفاهيم ... وأرى كفا ً تشير إلى الخلل ، بدلا ً من رفعها إلى السماء لتدعو (( اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر )) .

الدكتور حيكم العبادي
https://www.facebook.com/hakim.alabadi



#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم ... ( 21 ) أخطاء بخمس نجوم
- مفاهيم (20) ... خدمة علي بن ابي طالب الجهادية
- أنسي الحاج ... ماذا صنعت بنا ؟؟؟ أين َ أخذت الوردة ؟؟؟ (*)
- مفاهيم ( 19 ) النائب العراقي ... تذكر الجهاد ، ونسي الغنائم
- مفاهيم (18) كُن مثل قطرة ماء حين لا تستطيع أن تكون نقيا ً مث ...
- هكذا نقرأ ... ( 6 ) .. جنيف (2) ... العجي الما يعيش ، يبين م ...
- مفاهيم ... (17) ..... الحفر في الوعي العربي نصير شمة مثلا ً ...
- مفاهيم ... ( 10 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثالث ) ا ...
- هكذا نقرأ ... ( 5 ) إبتكار الشطرنج .... مقال إعتراضي
- مفاهيم (17 ) ... المال والبنون زينة الحياة الدنيا .... 7.202 ...
- مفاهيم ( 16 )... فن التعليق
- سحر النص الفيروزي ... ( 44 ) يا ريت ... إنت وانا في البيت عم ...
- مفاهيم ... ( 15 ) SAPIOSEXAL العجز الجنسي الوحيد الذي يعاني ...
- مفاهيم ... ( 14 ) ... فيروز وحديث البلد ... مباخر ٌ أم مباو. ...
- مفاهيم ... ( 13 ) ... وديع الصافي في رحاب الله هل لبنان قطعة ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 43 ) قديش كان في ناس ... الإنتظار ال ...
- مفاهيم .... ( 12 ) إختاره القدر ليكون ضحية ً ... ولكنه أبى إ ...
- مفاهيم ( 11 ) ... رمضان هل هو شهر الله وشهر الرحمة ؟؟؟ هذا ا ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 2 ) لبنان وفيروز
- وصلت الرسالة ... الدور الدور الدور الدور ... موعودة يلى عليك ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ...(22 ) ... بين الفرد والمفهوم