أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيورغي فاسيلييف - احترامي سيادة العميد














المزيد.....

احترامي سيادة العميد


غيورغي فاسيلييف

الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
بسام الخوري شخص ولد في عائلة سورية متوسطة الحال، لا تتميز عن بقية العائلات السورية الأخرى. الأب يعمل في الجامعة، والأم ربة بيت، ككل ربات (خادمات) البيوت في سوريا.
بسام الخوري اكمل الدراسة الإبتدائية، والإعدادية، والثانوية في احدى مدارس الشام. الشيء الوحيد الذي ميزه عن بقية الطلاب، أنه انهى المدرسة بامتياز.
وبالطبع، يعرف ابو بسام ان التعليم في سوريا متدني المستوى، خصوصا، وهو نفسه درس في الخارج ، في فرنسا.
وعلى الرغم من ان بسام طالب متفوق جدا، وهذا الأمر بحد ذاته لا يعني للمسؤولين في سورية وبقية البلدان الناطقة بالعربية أي شيء، بحث الأب طويلا عن "إِيدْ طايلي"، او عمَّن "بيضاتو تقال (تْآلْ)"، ووجد في النهاية من بحث عنه. وكلفته عملية ارسال ابنه الى الخارج اموالا طائلة (رشاوى، هدايا، عزيمة وسكرة في احد النوادي الليلية، تنجيح ابناء وبنات بعض المقربين لأولئك الذين ساعدوه ...الخ).
سافر بسام الى فرنسا محملا بتبريكات الأهل ووصاياهم. وفي الخارج درس بسام الخوري في جامعة باريسية جيدة. وبعد خمس سنين انهى بسام دراسته وعاد الى سورية محملا بمعارف تعادل جهوده المبذولة هناك، وتاركا وراءه زوجة غير شرعية وطفلة، على أمل العودة اليهم بعد فترة قصيرة.
وفور عودته الى البيت طلبوه للخدمة في الجيش. وطبعا، بما انه درس خمس سنوات، فهو سيخدم كضابط. وفي الفترة الاولى التي تسمى عادة "دورة" تعرف بسام على غنى الفاظ العربية من مرادفات، واضداد ... وغيرها. وهناك ايضا تعرف بسام - الدارس في بلد اوربي والحامل شهادة جامعة – على قيمة الانسان الحقيقية في ام الحضارات، سورية.
في احد الأيام وهو في الثكنة طلبوه بالميكرفون الى أحد المكاتب للرد على التلفون. نقذه قلبه (نَأْزو أَلْبو) وقال: "أَللَّا يِجْعَلوخِير!".
وقيل له إنَّ أُمَّه ماتت، وإنَّ عليه أن يحضر الدفن غداً.
راح الى مكتب العميد، قائد الوحدة التي يخدم فيها، وما ان اقترب من المكتب، حتى رأى العميد خارجا منه. تقدم بسام من العميد وضرب له تحية: "إحترامي، سيادة العميد!"
قال العميد: " شو عم بتساوي هون يا ابن الشرموطة؟"
"سيدي، الشرموطة عَطِيتَكْ عِمْرا"، قال بسام بحزن وبدهشة في آن واحد.
قال العميد: "روح، قِلِّن يِكْتِبولَكْ إجازي، يُوم، لَأْ، يوُمِينْ، يَلَّا إِنْقِلِعْ مِنْ هُونْ!"
"حاضر، سِيدي، بَسْ الناسْ المُحْتَرَمينْ (المحترمون) ما بْيِحْضَرو دَفنْ شَرْموطا!"، قال بسام للعميد.
ولكن العميد إما لم يسمع، واما لم يُرِدْ أن يسمع.
وعلى كل حال أعطوه اجازة لمدة يومين لحضور دفن أمه. وبعد الدفن أختفى نهائيا. وتلقى أبوه بعد فترة قصيرة ورقة تبليغ أنَّ أبنه فارٌّ من الجيش. شعر الأب بغصَّةٍ في قلبه وسقط ميتاً.

موسكو - 2004



#غيورغي_فاسيلييف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحمة التي لاترحم
- الجبصين
- الأمل بعدم الرجوع الى المستنقع
- أنا الانسان أنا المرأه
- خواطر وقت عصيب
- النفاق والرياء دين الفناء
- دارفور
- وحدها المرأة
- الليل
- لبنان
- الله
- سلام لكم وعليكم سلام
- شبابنا أذكياء مشغولون بالترهات
- عيد النصر
- المعارضة
- صباح الخير ياوطنا
- أقل من خرافة
- الشعوب على دين ملوكها
- العالم الثالث والثلاثون
- خواطر عولمية


المزيد.....




- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...
- الخبز يصبح حلما بعيد المنال للفلسطينيين في غزة
- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيورغي فاسيلييف - احترامي سيادة العميد