أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - 2 - الرصافي بين الشموخ والاستكانة ... عباقرة العراق إلى أين ...يا ساسته المتسلطون ؟!!















المزيد.....



2 - الرصافي بين الشموخ والاستكانة ... عباقرة العراق إلى أين ...يا ساسته المتسلطون ؟!!


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 19:09
المحور: الادب والفن
    


2 - الرصافي بين الشموخ والاستكانة ... عباقرة العراق إلى أين ...يا ساسته المتسلطون ؟!!
كريم مرزة الاسدي
الحلقة الثانية
أصل الموضوع ثلاث حلقات ، جمعتها في في حلقتين فعذرا للتداخل

قال ابن الرومي :
رقــادك لا تسهر لي اللــــــيل ضلّة ً***ولا تتجشم فيّ حوكَ القصائدِ
ابــي وأبــوك الشيــــــخ آدم تـلتقي ***مناسبنا في ملتقىً منه واحد ِ
فلا تهجني حسبي من الخزي اننّي ** وأيـّــــاك ضمّتني ولادة والدِ
تعجبني هذه الأبيات الرائعة للشاعر العبقري ابن الرومي , والشيء بالشيء يذكر, حول المشاحنات الأدبية والحزازات الشخصية ,والنزاعات الانانية , والصراعات السياسية التي يقع بين حبائلها عمالقة الفكر والادب , ناهيك عن عامة الناس وعوامهم , متناسين في لحظات الصراع غير المشروع , ما الانسان الا نطفة من قبل , وجيفة من بعد – وانا استعير هذا المعنى من الامام علي ( عليه السلام )- فلا يبقى بينهما الا العمل الصالح , والخلف النافع , والذكر الطيب , وشاعرنا اشار الى نسبه الأولي متجاوزاً كل آبائه وأجداده كما أسلفنا , ولكن الرصافي وقع بين هذه الأحابيل , وأشد من هذا , شأنه شأن العظام , من حيث يدري او لا يدري , والعباقرة عادة لايصنعون الأحابيل , بل يقعون فيها جبراً او اختياراً , لك ان تقول ما تشاء , ونحن نسجل , كان الرجل جريئاً , ولعله من أكثر شعراء العراق المعاصرين جرأة وصراحة , لايخشى لومة لائم , ولا صولة صائل , ينتفض ثائراً , وينطق هادراً , ويقذف بحممه وجهاً لو جه حتى تصل القمة :
لهم ملك تأبى عصابـــــة رأسه ****لها غيرسيف التيمسيين عاصـــــــــبا
لقد عاش في عزّ بحــيـث أذلّهم **** وقد ساءهم من حيث سرّ الأجانبا
وليس له من أمــرهم غير انّهُ **** يعــدّد أيـاماً ويـقـــبــض راتــبـــــا
تسألني هل نحن مع هذا الشعر ام ضده ؟ وهل عراقنا اليوم أولى بهذه الابيات أم عراق أيامه ؟! وهل كان الشاعر صادقاً في قوله أم منفعلاً في طرحه ؟! فالرجل ذهب الى رحمة الله , وصار في ذمة التاريخ , ويقال ان الملك فيصل اجتمع بالرصافي بعد ذلك فقال له : ( أأنا أعدّد أياماً واقبض راتباً يا معروف ؟ فأجابه : أرجو ان لاتكون منهم يامولاي ) , وانا الان لست محللاً سياسياً , بل ناقداً أدبياً , وأفسر الأمر من حيث هو , لا من حيث أنا وانت , والذي أريد ان اقوله في هذه النقطة كان الرجل جريئاً وفي منتهى الجرأة , ومن هنا جاء العنوان ( من ثورة شموخه ) , واذا تريد أكثر , فلنرجع الى الخلف سنلاحظ ,إن الرصافي الشاعر الوحيد الذي طالب بخلع السلطان المستبد عبد الحميد عقب إعلان الدستور ( 10 تموز 1908م) أقرأ معي :
في شهر تموز صادفنا لما وعدت *** بيض الصوارم بالدستور تنجيزا
امست لنا قســــمة بالـملك عادلة **** حكماً وكانت على علاّتها ضيزى
قمــــنا على الملك الجبار نقرعهُ *** بالسيف منصلتاً, والرمح مهروزا
فالشاه في شهر تموز ٍ هوى وكذا ***عبد الحميد هوى في شهر تموزا
بل ذهب أيضاً الى اكثر من هذا .. الى مقارعة الدولة العثمانية بأسرها يقول في قصيدته ( تنبيه النيام ) :
عجبت لقوم يخضــعون لدولةٍ *****يسوسهم بالموبقات عميدهـــا
وأعجب من ذا أنّهم يرهبونها ****وأموالها منهم, ومنهم جنودها
ونحن نعذر , ولا نعجب من الرصافي , اذ كان من مؤيدي هذه الدولة المستبدة في طور من أطوار حياته , وبعد ( تنبيه النيام ) ! حتى انه وقف ضد الاصلاحيين العرب في بلاد الشام , فبعد ان مدحهم في قصيدته ( في معرض السيف ) , نجد انه قد هجاهم بمرارة في قصيدتهِ ( ما هكذأ ) و ( في ليلة نابغة ) , لذلك كتب عنه الشيخ محمد رضا الشبيبي بقساوة لاتتحمل , منها ( وكان موقف الرصافي من هذه الحركة موقف الخصم الشديد ,وهو لا يقل عن موقف أي تركي معتز بنعرته القومية...) , ويقصد الشيخ ( حركة الاصلاح ) , ولا نريد الاطالة في هذا الموضوع لانه خارج بحثنا , ولكن لكي لا يقال عن كاتب هذه السطور تناسى , ولكن مرة اخرى تجدر الاشارة الى ان ليس كل الحق مع الشيخ الشبيبي , فالرصافي عاش عصره , زمن الهيمنة الفرنسية والانكليزية على الوطن العربي , وكان الرصافي يرى من المنظور التاريخي والاسلامي ان العثمانيين أقرب الى العرب , ولاسيما عندما عقد الاصلاحيون مؤتمرهم في باريس في 17حزيران /1912 م ,فوجد في ذلك تعاوناً مع الاجنبي ,ورؤية الرصافي استمرت لدى بعض العراقيين حتى أن ثورة النجف التي قادها نجم البقال سنة 1917 تصب في هذا الأتجاه , على كل حال , يقول شاعرنا في ( ما هكذا ) :
لو كان في غير ( باريز ٍ ) تآلـبهم****ماكنت أحسبهم قوماً مناكيـــــــــبا
لكن ( باريز ) مازالت مطامعــها ****ترنوا الى الشام تصعيداً وتصويبا
هل يأمن القوم أن يحتل ســاحتهم ***جيشٌ يدكّ من الشام الأهاضيـــــبا
وصدقت نبؤته من بعد , إذ دكّ الفرنسيون هضاب الشام , وقدمت الشام الآف الشهداء في سبيل نيل حريتها واستقلالها ,وهذا لا يعني الاتراك كانوا أرحم على العرب من الفرنسيين , ولكن أيضاً يجب ان نتذكر ظروف الرصافي وعصره , اذ كان يعيش في عاصمة الدولة العثمانية , ويأخذ المعلومات والحقائق عن طريق الحكام من الاتحاديين , وهم وصحافتهم وبياناتهم كانت مصدر الانباء بالنسبة له ولغيره , وكان يسمع فقط وجهة نظر الحكام مدعمة بالوثائق والأسانيد , ولا تصله أنباء ما يجري في الولايات العربية الاّ عن هذا الطريق , وألا فالرجل شعلة خالصة من الوطنية والاخلاص والحب لقومه لا تشوبها أيّة شائبة :
يابني يــــــعرب ما هذا المنام ****أو ما أسفر صبح النوّمِ ِ ؟
أين من كان بكم يرعى الذمام **** ويلبّي دعوة الـمهتضمِ
أفــــــــــلا يلذعكم مني الملام**** فلقد ألفظ جـمــراً من فمِ
نرجع الى سيرة حياة شاعرنا ,لنتابع معه رحلة العمر , إذ تركناه قد تخرج أيدي شيوخه ,فنحن الآن إذن في بدايات القرن العشرين ,حيث يمارس شاعرنا مهنة التعليم في المدرسة الرشيدية ببغداد ,ثم ينتقل الى مدرسة ( مندلي ) لمدة سنة دراسية , ويعود بعدها الى بغداد ليحاضر في إحدى المدارس الثانوية في الأدب العربي ,وينظم أثناء ذلك أروع القصائد في الأجتماع والثورة على الظلم , ويبعثها للنشر في الصحف المصرية ,وخاصة جريدة ( المؤيد ), ومجلة (المقتطف ) وغيرهما , وكان يرتدي حينذاك العمامة والجبة , ولم يكن الرجل في بحبوبة من العيش الرغيد, والعمر السعيد ,بل كان فقيرا , لا تسعفه ذات يد , وكم مرة صارع هوى نفسه , فتغلب عليه , واخضع رغبته وشهوته , لشهوة حالته المادية :
واقنع بالقوت الزهيـــــــــد لطيبه**** حذار وقوعي في خبيث المطاعم ِ
واترك ما قد تشتهي النفس ميله **** لما تشتهيــــــــه قلّة في دراهمي
بقى شاعرنا في وظيفته التعليمية حتى ( تموز 1908م ) , اذ أعلن الدستور العثماني , فترجم للعربية النشيد الوطني العثماني الذي وضعه الشاعر التركي المشهور ( توفيق فكرت ) , مما أدى الى زيادة شهرته , وتغلغل نفوذه في عاصمة الدولة العثمانية , وشيوع ذكره اكثر فأكثر في جميع انحاء الوطن العربي , فأختير رئيساً لتحرير القسم العربي في صحيفة ( بغداد ) وهي اول صحيفة أهلية غير رسمية تصدر في بغداد ’ وقد أصدرها فرع جمعية الاتحاد والترقي , ( صدر العدد الأول منها في ( 6 اب 1908 م ) باللغتين العربية والتركية , ووردت إليه دعوة من ( أحمد جودت ) صاحب صحيفة ( إقدام ) التركية ليعمل محرراً في صحيفته , فشدّ الرحال الى الاستانة في أوائل ( 1909 م ) على ما أرجح , ولما وصل اليها خذله صاحب الدعوة , فرجع خائبا مرورا بسالونيك وأثناء وجوده فيها سمع بإنتصار المستبدة , والغاء الدستور , وحل مجلس ( المبعوثان ) , وذلك في 31 آذار 1909 م ,فذهب شاعرنا الى بيروت , وأعوزه المال هناك ,فبادر السيد محمد جمال الدين صاحب ( المكتبة الأهلية ) في بيروت الى شراء مجموعة شعره التي صدرت باسم ( ديوان الرصافي ) عام 1910 م وهو أول ديوان يطبع له , وعاد الى بغداد وعلى الأرجح الى العمل في رئاسة تحرير القسم العربي بصحيفة ( بغداد ) الى أواخر أيامها , ثم سافر الى اسطنبول ( ألآستانة ) مرة ثانية , وتولى رئاسة تحرير صحيفة ( سبيل الرشاد ) العربية أثر برقية جاءته من ( جمعية الأصدقاء العرب ) , وكُلف هناك بإلقاء محاظرات في ألأدب العربي في مدرسة الواعظين التابعة لوزارة الاوقاف , وكان الرصافي يتمتع بمنزلة اجتماعية رفيعة , وقام بتدريس طلعت باشا وزير الداخلية ,وكان هذا العمل على مايبدو هو سبب في اختياره نائباً في مجلس المبعوثان ( النواب ) العثماني عام 1912م وذلك عن لواء المنتفك , ونستنتج من شعره انّه كان عضواً فعّالاً متكلماً يبدي رأيه بجرأة , حتى انه يستهزأ من نواب بغداد الصامتين في المجلس ( هو محسوب على نواب المنتفك ) , فعندما يهجو رجلاً مغروراً جاهلاً يشبهه بنواب بغداد قائلاً :
وشـــــامخ الأنف ما ينفكّ مكتسباً **** ثوب التكبّر في بحبوبة النادي
قد لازم الصمت عبئأً في مجالسه **** كأنما هو من نــواب بـــــــغدادِ
وفي ذلك الحين تزوج شاعرنا الكبير ثيباً من بنات أزمير اسمها بلقيس ,شقيقة طبيب تركي مشهور يدعى الدكتور( أكرم أمين بك ) , وهي زوجته كما يزعم بعض المؤرخين , فالشاعر يروي لنا ساعة توديع زوجته حين اضطر الى مغادرة الاستانة بعد خرابها , حيث أصبحت شبح عاصمة لمملكة كانت كبرى , وأصبح هو بين أحضان شعب يعاني من مرارة الهزيمة , وذلك بعد الحرب العالمية الاولى قائلاً :
تقول ابنة الأقــــوام وهي تلومني **** وأدمعها رقراقة في المـحاجرٍ ِ
الى كم تجدّ البين عنّي مسافـــــراً ***** أما تستلذ العيش غير مسافرِ
ولا غرو أن أبكي أسى من بكائها *** فأعظم ما يشجي بكاء الحرائرِ
وقلت لها : انّيِ امرؤ لي لبــانة ٌ **** منوط ٌ مداها بالنجوم الزواهرِ
تعوّذت الا أستنيم الـــــــى المنى *** وآلا أرى الاّ بهيـئة ثائـــــــــرِ ِ
لا طلاق ولا هم يحزنون , هذا بكاء من الطرفين , وهذا اللوم والعتاب وانكسار الخاطر , والشاعر يطمح للنجوم الزواهر , وان يرى بهيئة ثائر , وتحت قدميه ركام الاستكانة , وأمامه شحوب الآستانة , وراحل الى المجهول ,لا أهل ولا سكن ! تركها في الآستانة , وعند مكوث الشاعر في بغداد ,رغب بالعودة اليها ’ وطلب سلفة على رواتبه لتذليل عقبات السفر ولكنه لم يوّفق لما أراد :
قد عاقني الإملاق عن سفري الى **** من طال معتلجاً اليه حنيني
وانا المشوق , ولست ممن شاقهم ****بقر العذيب ولا مها يبرين
لكن قلبي لايـــــــــزال يشوقــــه *** ظبيّ ٌ أقـــــام بدار قسطنطين
المهم شاعرنا قرر الرجوع الى وطنه, ولكن العراق أيضاً تحتله القوات الانگليزية أحتلالاً عسكرياً , فما العمل ؟ ! يمم وجهه شطر دمشق , ومنها الى القدس حيث جاءته دعوة للعمل كمدرس بمدرسة المعلمين في القدس الشريف , فأشتغل هنالك بالتدريس من سنة ( 1918 – 1921 م ) , وكان موضع تقدير في مجتمع مدينته المقدسة , فدعي الى المآدب والاحتفالات , وطلب اليه أنشاد الشعر , ولكن لم تهز ّه أحداث العراق ,فلم يشارك في الثورة العراقية الكبرى عام 1920 ,فلم نعثر على أي قصيدة له فيها . .
ورجال الثورة وافقوا على تنصيب ( فيصل ) ملكاً على عرش العراق ,وهو قد هجا من قبل والده الشريف حسين بأبيات قاسية , لذلك عند عودته للعراق سنة ( 1921 م ) لم يسعفه الحظ الاّ بوظيفة دون طموحه الكبير , وأقل مما يستحقه بكثير , وهي وظيفة ( نائب رئيس لجنة الترجمة والتعريب في وزارة المعارف ) , فقضي فيها نحو سنة ونصف , واثناء وجوده ببغداد , أقام المعهد العلمي حفلة تكريمية لأمين الريحاني ( ايلول سنة 1923 ) ألقى الشاعر فيها قصيدة تعد من غرر قصائده فما أحوجنا اليها في هذه الايام الحالكة :
لو ما تــــــرى قطر العراق بحسنه **** قد فاق مقفره على مأهولــــهِ
فلقد عفا المجد القديــــــــم بأرضه *** وعليه جرّ الدهر ذيل خمولـهِ
واذا نظرت الى قلوب رجـــــــــالهِ *** فأنظر حديد الطرف غير كليلهِ
تجد الرجال قلوبها شتى الهــــوى **** مدّ الشقاق بها حبالة غولـــهِ
متناكرين لدى الخطوب تناكــــــراً *** ** يعيا لسان الشعر عن تمثيلــهِ
فالجارُ ليس بمأمن من جــــــــــارهِ ***والخلّ ليس بواثقٍ بخليلــــــهِ
واذا تكلم عالمٌ في أمرهــــــــــــــــم **** حفروا ذمام العلم في تجهيلـهِ
حالٌ لو افتكر الحكيـــــــــــمِ بكنهه **** طول الزمان لعُيّ عن تعليلــهِ
من أين يرجى للــــــــــعراق تقدمٌ ******** وسبيل ممتلكيه غير سبيلـــهِ
لا خير في وطن ٍ يكون الســـــــيف ***** عند جبانه , والمال عند بخيلــهِ
والرأي عند طريده والعلــــــــــــم **** عند غريبه والحكم عند دخيلهِ
وقد أستبد قليله بكثيـــــــــــــــــرهِ ***ظلماً وذل كثيره لقلــــــــــيلهِ
اني اذا جدّ المقـــــــــــــال بموقفٍ *** فضلتُ مجمله علـــــــــــى تفضيلــهِ
ويقتضي العدل والإنصاف - وانا أمرُّ بشيخوختي , وأقف على مسافة واحدة بين الملك فيصل الأول (1) و الرصافي , رحمهما الله -عندما أضع نفسي محامياً عن جرأة الشاعر وشموخه , أن لا أبخس ملك العراق الأول - لمن لا يعرف تاريخ العراق الحديث -عبقريته وحلمه ودماثة خلقه وحنكته ونزاهته , وهو لا ريب من أروع الحكام الذين تسلموا زمام القيادة منذ زوال الاستبداد العثماني , وهذا ما أتفق عليه المؤرخون المنصفون . على كل حال , نرجع بكم القهقرى لعهد الكلمة والقول الجريء , والعقل المتلقي الرشيد , الى عقد العشرينات من ذاك القرن المسمى بالعشرين , , والرصافي الكبير قد تجاوز من العمر خمسة وأربعين عاماً , والانسان عادة في هذا السن يكون في قمة نضوجه العقلي , والفكري والجسدي , فلا هو بالشيخ العاجز , ولا هو بالشاب الطائش , يعرف ما يريد من الحياة , وماذا تريد منه , وهكذا كان شاعرنا الرصافي قد عركته الدنيا وعاركها ,وقلبته وقلبها , وزاد على نضوجه شموخه النفسي , وثورته العارمة حتى بلغ قمة القمم , وذروة الجرأة في قصيدته التي تلاقفتها الأجيال , ورددتها الألسن من يومه الى يومنا , ونعتها بـ (حكومة الاغتراب ) :
أنا بالحكومة والسياسة أعرف ****أألام في تفنيدها وأعنف
سأقول فيها ما أقول ولم أخف **** من ان يقولوا شاعرٌ متطرف
ثم يمسك الرصافي بقلمه المعول , ليضرب هيكل الدولة المصطنع من قمة رأسه الى درك أساسه ,ليجعله عصفا مأكولا , وهباءً منثورا , كأن لم يكن شيئاً مذكورا:
علم ٌودستورٌ ومجلس امــةٍ ****كل عن المعنى الصحيح محرفّ
اسماء ليس لنا سوى الفاظها ****امّا معانيها فليس تــــــــــــعرف
من يقرأ الدستور يعلم أنه ****وفقا لصك الأنتداب مصنّف
من ينظر العلم المرفرف يلقـه ****في عزّ غير بني البلاد يــرفرف
ولا تخفى استعارته ( للعلم ) ويعني به الملك , ليصب جحيمه عليه , والملك يغض الطرف عنه , ولا يبالي منه حكمة وحنكة , بدليل الآبيات التي اعقبت البيت الاخير , اذ انه يواصل بلا هوادة تمزيق الصورة المزيفة بنظره للديمقراطية :
من بات مجلسنا يصدق أنه ****لمراد غير الناخبين مؤلف
من بات مطرد الوزارة يلقها **** بقيود أهل الاستشارة ترسف
ولا نستطيع ان نواصل معك اتمام القصيدة , اذ يدعو فيها للثورة , ويهدد بزحف الجيوش , ويوعد بطول الحساب , ونتف اللحى , إن كانت هنالك ثمّة لحى يحسب لها حساب , ونختمها بما ختمه :
إن لم نماحك بالسيوف خصومنا **** فالمجد باكٍ , والعلى يتأفف
والحقيقة ان الرصافي قد مهد لهذه القصيدة بعدّة قصائد سبقتها , منها ( كيف نحن في العراق ) , يسخر فيها من الدولة والانكليز , ويشبه معاهدة ( 10 / 10 / 1922 م ) بالقيد الذي يوضع في يد الاسير , وما الاسير الا شعب العراق !
أيكفينا من الدولات أنّــــــــــــا ***تعلق في الديار لنا البنـــود
و إنّا بعد ذلك في أفتقــــــــارٍ ٍ *** الى ما الاجنبيّ به يجــــود
وكم عند الحكومة من رجال ٍ ****تراهم سادة , وهم العبـــيد
أما والله لو كنـــــــــا قروداً *****لما رضيت قرابتنا القرودا !
ثم لماذا ؟ هل تريد ان ازيدك من تصنيفات شاعرنا الجريء, أم أتوقف عن سرد قصة ( غادة الانتداب ) ,أعتقد انك معي قراءة , ومع الرصافي شاعرية وتخيلاً , فمن تخيلاته العجيبة الغريبة , تشبيهه للحكومة بفتاة كخضراء الدمن , ظاهرها جميل , وباطنها خبيث , والعياذ بالله . ويواصل الرصافي الشامخ قذائفه بكل عنفوان وجرأة , بلسان ولا أسلط , وقساوة ولا أعنف ,و بسخرية ولا أهزأ , وبأسلوب ولا أسهل , يحفظه القاصي والداني , و يفهمة العام والخاص , ويجعل لعنة الله على الظالمين , فلا داعي للتخيل والتبسيط فكل ما فيها صعب بسيط , سهل ممتنع , فهذه ( الوزارة المذنبة ( :
اهل بغداد أفيقوا من كرى هذي الغرارة
ان ديك الدهر قد باض بـبـغــداد وزاره !
هي للجاهل عزّ, ولذي العلم حـقـــــاره
حبّبت للوطنــــي الـحـرّ ان يــهجـر داره
كم وزير ٍ هو كالوزر على ظهر الوزارة
ووزير ملحق كالذيل في عجز الحمــارة
أمع الذلة كبر ا, أم مع الجبن جســـــاره
كيف لا تخشون للاحرار في البطش مهارة
على ما يبدو لنا ان الملك اخذ الشاعر بحلم الداهية , وحقد البعير , فالسياسة فن الممكن , والشعر فن اللاممكن , الشاعر يطلب المثالية , والسياسي يتشبث بالواقعية , ولا نطيل , المهم , شاعرنا لم يسلم من كيد الكائدين , وحقد الحاقدين على جرأته الغير معهودة , سواء في قصائده السياسية , او في ثورته الفكرية ( فصارع خصوما ًأشّداء تألبوا عليه , وأثاروا الرأي العام مرات عديدة , وهم في كل مرة يثيرونه فيها , يضربون على وتر الدين , وهو وتر حساس جداً , يثور الناس أذا سمعوه ) , حتى ان البعض أفتى بكفره , وخروجه عن الدين , ووقف معه في شدته الشيخ عبد الوهاب النائب , والشيخ مهدي الخالصي , لذلك عند وفاة الاخير في مشهد ودفنه هناك ( 12 رمضان 1343 هـ / 6 نيسان 1925 م ) , رثاه بقصيدة رائعة فضح فيها الالاعيب التي أدّت الى ابعاد العلماء الاعلام عام ( 1923 ) , وهم الشيخ الخالصي , والسيد أبو الحسن الموسوي , والشيخ محمد حسين النائني , المهم ألقاها في الحفل التأبيني الذي أقامه نادي الاصلاح في بغداد :
أدهق الدهر بالمنية كأسه **** من قديم ٍ, وطــاف يسقى أناســــــه
انا أبكي عليه من جهة العلـ ***** م , واغضي عن خوضه في السياسه
لا لأنّي أراه فيها ملومــــــاً **** بل لأني أعيب فعــــــــــــل الساسه
ليس في هذه الهنات السياسيا ***** ت الا ّ ما ينجلي عن خساســــــــــه
قد أبت هذه السياســـة الا ّ **** أن تكون الغشاشـــــــــة الدّساســـه
من هنا بدأ يدرك شاعرنا بوضوح ان اللعبة لم تكن سهلة قط , ولابد من دفع الثمن , والثمن باهض وباهض على حساب شرف سمعته , وحط ّ كبريائه , ولقمة خبزه , واذا زاد فهو كافر مرتد وهناك من يصفق ,وهناك من يردد عن جهل عابر , أو علم مقصود , لذلك اخذ شاعرنا يتأرجح صعوداً وهبوطاً , يأخذه الجزر مرة , ويعيده المدّ اخرى , فوجدت بذور القنوط في نفسه الكبيرة مكمناً ...
لنرجع الى سيرة حياته مرة ثانية , ونرى ما حلّ بشاعرنا , أذ تركناه في ( أيلول 1923 ) موظفاً هامشياً في وزارة المعارف , وفي السنة نفسها سافر الى الأستانة على الايعود الى العراق يائساً مكسور الجناح , وبقى هناك سبعة أشهر ولم يقاوم , فعاد مضطراً الى العراق عن طريق بيروت 1923 :
آب المسافر للديارٍ **** على اضطرار في إيابه
لو كان يجنح للإياب ****لما تعجل في ذهابه !!
وفي هذه السنة أصدر جريدته ( الأمل ) التي صدر العدد الاول منها في 1/ 10 /1923 ولم يصدر منها سوى ثمانية وستين عدداً , وتوقفت عن الصدور , وبقى مدة بغير عمل حكومي , وعندما ألف ياسين الهاشمي وزارنه سنة 1934 ,وكان الشيخ الشبيبي وزير معارفها , أعيد الرصافي الى الوظيفة , واصبح مفتشاً للغة العربية حتى عام 1927, ثم نقل الى تدريس اللغة العربية وآدابها بدار المعلمين , وفي سنة 1928 استقال ولم يعد الى التوظيف , ولكن لما تولى عبد المحسن السعدون رئاسته الثانية في ( 14 / 1 / 1928 م ) ,أستطاع ان يقنع الملك بترشيح الرصافي لمجلس النواب , وفي ( 19 / 5 / 1928 ) صار لأول مرة عضواً فيه , وبعد ان مرت عليه أيام عسيرة جداً ,لا يجد فيها ما يلبسه الا العتيق البالي , فخاطب السعدون يشكي حاله قائلاً :
وليس العري من ثوب معيباً ***** لكاسي النفس من حلل الإباء
ومــــــا ضرّ المهند فقد جفن ٍ ****اذا ما كان محمود المـــضاء
فأن لم تــــدرك الايام عريي ****بثوب منك ياغمر الـــــرداء
لبست قرار بيتي في نهاري **** ولم اخلعه الا في المســـــاء !
ومهما يكن من أمر , تعدّ الايام النيابية الاولى من أسعد أيامه , جددت لديه الطموح للمضي قدماً نحو كرسي الوزارة , ولكن يصح على طموحه المثل الشعبي المعروف ( عرب وين , طنبوره وين ) , كان شعر الرصافي لا يمكن له ان يسعى بصاحبه الى أعتاب الوزارة , فمن الحال المحال الجمع بين الماء والنار , والشيء ونقيضه ,فلا يوجد أي انسجام بين رغبته وسلوكه ( أقصد الشعري ) , فما ان جاء المستر ( كراين ) ,وأقيمت حفلة كبرى لتكريمه , ودعي الرصافي اليها , وهو نائب حتى نسى كل آآماله , فوقف في الحفل , وألقى قصيدة رائعة تفضح الحكم القائم وتعريته :
جئت يامستر كراين **** فانظر الشرق وعاين
فـهــو للغــرب أسيرٌ **** أسر مديون ٍ لدائـــــن
غاصباً منه المواني **** شاحناً فيه السفائــــن
حافراً فيه المــعادن **** نابشاً فيه الدفائــــــن !
وما ان نشرت معاهدة ( 19 / 7 / 1930 م ) حتى انقض عليها كالمارد الجبار دون ا أي حساب للعواقب , ساحقاً بقدميه العاريتين كل طموحاته الوظيفية وآماله المستقبلية :
كتبوا لنا تلك العهود وأنما **** وضعوا بها قفلاً على الأغلال
شلّّت أكف موقعيها أيـّهـم **** حلّت عليهم لعنة الأجيـــــــال
فتحت له أبواب الانتخابات النيابية لمجالس أربعة اخرى , في ( 1/11/1930 عن لواء العمارة ) , و ( 8/3/1932 عن لواء بغداد ) , و ( 8/8/1935 عن لواء الدليم ) , وكذلك في ( 22/12/1937) , وللإنصاف والحق مرة ثانية ,إن الشاعر بلغ أعلى الرتب السياسية والاجتماعية في عهدي الملكين فيصل الأول , وابنه غازي (2) ,لذلك عندما توفي الملك فيصل الأول ( 8/ أيلول /1933 ), رثاه في قصيدة ,كأنها وثيقة اعتراف بحنكة الفيصل وشجاعته وسداد رأيه , إقرأمعي بعض ما قال فيها :
قضى بدر المكــــارم والمعالــــي ****وحيدرة المعارك والمـغازي
بنى مجــــداًعراقيـــــــــاًجديـــــداً ** فأسسه على المجد الحجازي
وسار من السياسة في طريـــــق *****بحسن الرأي معلمة الـطراز
فما ترك الجهود بلا نجـــــــــــاح ****ولا فرصا تمر بلا انتــــــهاز
اذا اعتزم الأمور مضى وأمضى *****وإن سل المهند قال : مـــاز !
ومهما يكن , , وكانت في أوائل عام 1933 ضاقت به الأمور المالية , وضجر من صخب بغداد , وألاعيب ساستها , فهاجر الى الفلوجة بدعوة من ( آل العريم ) , وعاش مكرماً معززاً بينهم , وبقى في الفلوجة حتى ( أيار 1941 ) ,عندما دخل الجيش الانكليزي الى المدينة الآمنة , و بعد فشل ثورة رشيد عالي الكيلاني حيث تركها الى بغداد عائداً , وكانت حينذاك تحت سيطرة الوصي عبد الاله ومن خلفه نوري السعيد , فنزل ضيفاً في بيت صديقه السيد ( خيري الهنداوي ) , ومعه خادمه ( عبد) حتى عثر على دار بجوار بيت صديقه , ثم انتقل بعد ذلك الى دار في محلة ( السفينة ) بالأعظمية , وهي الدار التي توفي فيها , وكان الرجل في عامه السابع والستين , عندما نزل بغداد ( 1941 ) ,ولكن لم تهده السنوات العجاف , ولا صراعات الأيام ودسائسها , بل ظلّ شامخاً بقامته العملاقة , ولم تجرأ سنواته السبعون على النيل من هيبته ووقاره ورزانته , وفي خلال هذه الفترة الزمنية هجا نوري السعيد هجاءً مقذعاً , وخصوصاً بعد اخفاق ثورة الكيلاني :
نوحي على المجد التليد ****يانفس والحكم الرشيد
نوحي على أبطالـــــــه ****وكماته الغرّ الاســـــود
عصفت بهم ريح الطغاة ****وهدّهم حكـــــم السعيد
وفتح الرصافي دكاناً صغيراً قرب بيته لبيع السجائر فكسدت سوقها , وظل الرصافي يعيش مرارة العوز , و عذاب الفاقة , حتى باع الفرش والسجاد , ومقتيات بيته المتواضع ليستعين بثمنها على العيش , حتى رق ّ عليه أحد المعجبين بشعره ويدعى ( مظهر الشاوي ) فأجرى عليه راتباً , وسبب مأساته , ان صح التعبير – خلاصتها :
عاهدت نفسي والأيام شاهدةٌ **** أن لا أقرّ على جور السلاطينِ
ولا أصادقُ كذ ّّّاباً ولو ملكاً *** ولا أخالطُ ُ أخوانَ الشياطين
فما كان الرجل قادراَ على كتم صوته , أو يهادن الآخرين , وللقول ثمن , وللجرأة ضريبة , وللخصومة أعداء , وأرى أنّ الدهر وضعه في ظروف أرحم بكثير مما سيأتى بها له ولغيره لو عاصروا سلاطين مَنْ جاء مِنْ بعد وبعد - يا بئس ما رأينا - ! !
و إليه نعود , والعود أحمد , ففي سنة 1944 وهو في عامه السبعين , يصارع الشيخوخة والأمراض والعلل , أثيرت حوله ضجّة كبيرة تتهمه بالكفر والالحاد , اثر صدور كتابه ( رسالة التعليقات ) , وتدخلت مديرية الاوقاف العامة لحسم الامر , فطلبت من العلامة ( فهمي المدرس ) أبداء الرأي في كتابه , وبعد دراسته قال :( وبالاجمال لم يظهر لنا كتاب تعليقات الرصافي ما يمس حرمة الدين , بل ظهر انه قوي الايمان بالله ورسوله , راسخ الاعتقاد بما جاء القرأن , ومن كفرّ مسلماً فقد كفر ) وبالمناسبة للرصافي سبعة عشر مؤلفاً تركها للأجيال , ثم لبى نداء ربه صباح الجمعة ( 16/3/1945 ) واحسبه كان يردد:
ويل ٌ لبغداد مما سوف تـــذكره ****عنّي وعنــها الليــالي في الدواوين
لقد سقيت بفيض الدمع أربعــها **** على جوانــب واد ليــــس يسقيني
ماكنت أحسب انّي مذ بكيت بها **** قومي , بكيت على من سوف يبكيني
رحم الله الرصافي , ورحم تلك الأيام , بكينا عليه , فمن الذي سيبكي علينا يا ترى ؟!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الملك فيصل الأول ولد في الطائف في 20 أيار 1883م , وتوفي في برن عاصمة سويسرة مستشفيا في 8 أيلول 1933, وهو نجل الملك حسين (1854-1931 ) شريف مكة , وقائد الثورة العربية (1916) ,وأمه الشريفة عابدية بنت شريف مكة عبد الله كامل باشا , حكمت الأسرة الحجاز أكثر من سبعة قرون منذ 1201م حيث جدهم المؤسس قتادة بن أدريس الحسني , أما الملك فيصل الأول حكم العرااق مابين ( 23 ب 1921- 8 أيلول 1933) , وحكمت الأسرة في العراق الى (14 تموز 1958 )كما هو معلوم , وللملك فيصل تاريخ حافل في السياسة على المستوى العربي والوطني , كان الرجل نابغة من نوابغ دهره ,غاية اللطف في معاشرته , داهية في حكمه ,عفيفا لم يطمع بمال , ولم يؤثل ثرؤة , تزوج في اسطنبول سنة 1905 من ابنة عمه الشريفة حزيمة بنت الشريف ناصر بن علي توفيت في بغداد سنة 1935, انجبت له الملك غازي , والحقيقة أنّ بؤس الرصافي وقنوطه لم يُحدثا في عهد الملك فيصل الاول ولا حتى في عهد نجله الغازي
(2) الملك غازي ولد في مكة المكرمة بتاريخ 21 أذار 1912 من أبويه السالفي الذكر ,عاش في كنف جده الشريف حسين وجيء به الى بغداد في 5 تشرين الاول 1924 , ونودي به وليا للعهد ’ كمل دراسته في كلية هارو بلندن ,ودخل الكلية العسكرية ببغداد وتخرج منها حزيران سنة 1932 ,واقترن بابنة عمه الاميرة عالية بنت الملك علي في كانون الثاني 1934, ووضعت له ابنه الملك فيصل الثاني في 3 أيار 1935 , كان الملك غازي شاباًمتحمسا نزقا ً,طيب القلب والعاطفة ,غير متمرس في السياسة , لم يطل عهده ,إذ قضى أجله في حادث اصطدام سيارته بأحد شوارع بغداد في 4 نيسان 1939م, وقيل في مصرعه الأقاويل , مدحه الجواهري ونعاه , ورثاه أيضا عبد الحسين الأزري وغيرهما من الشعراء والكتاب .



#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخاتٌ على عثراتٍ هابطة ، وأخرى ساقطة في تاريخ العراق وحاضره ...
- 1 - الرصافي بين الشموخ والاستكانة ... حكّام العراق يسحقون عب ...
- 27 - التجديد في الشعر العربي ..... علم البديع وتطوره
- خمسون عاماً ،والنضال يمرُّ من دون الأغَرْ، خسئت وما طال القد ...
- الانتخابات العراقية ومجالسها المصلحية بين اليعقوبي والرصافي ...
- 5 - جرير والفرزدق و الأخطل بين أيدي هؤلاء
- ما كانَ - يا دهرُ- هذاالشبلُ يُلتهمُ
- 4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره
- حبيبتي حفيدتي الصغيرةْ
- لمرأة والرجل متكاملان تماماً ، والنوع الإنساني وليدهما
- 2 - انتصاراً للمرأة العربية
- 1 - انتصاراً للمرأة العربية
- (وكلُّ الناسِ ِ في الدنيا سويّة)
- 6 - المتنبي عبقري بالقوة الفكرية والشعرية ، ولهذا تلاقفه الد ...
- مَا كانَ لوْ تتريّثُ...!!
- 5 - المتنبي إنسان بالقوة ، ولهذا تلاقفه الدهر...!!
- 4 - دعبل الخزاعي عبقريٌ بالقوة، وثائرٌ طيلة قرنه !!
- تمايز فكري وثقافي وعنصري تحت غطاء أمني ، الفيس بوك في أمريكا ...
- 3 - العبقري بين إنسانيته بالقوة وقوة إنسانيته ...!!
- ما بيني وبين العبقري الخالد ابن الرومي ...!!


المزيد.....




- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - 2 - الرصافي بين الشموخ والاستكانة ... عباقرة العراق إلى أين ...يا ساسته المتسلطون ؟!!