أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - استبدال حضارتنا بحضارة غربية















المزيد.....

استبدال حضارتنا بحضارة غربية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 14:03
المحور: المجتمع المدني
    


يؤيد المفكر الراحل والكبير(سلامه موسى) مقولة(برناردشو) القائلة:أن الإنسان بلا دين هو إنسان بلا شرف, ولكن أن نفرض على الأقليات الدينية لبس ملابس تختلف عن ملابس الأغلبية الأخرى من السكان فهذا معناه تعدٍ صارخ على حقوق الإنسان والانفراد بالأقليات الدينية والعرقية وسحقهم وتوجيه كل الطاقات لقهرهم وإذلالهم, ولكن أيضا يجب أن لا نسمح ببقاء دين بدوي في بلادنا عمره 1400عام بدون تطور,يجب أن نستبدل هذا الدين بدين حضاري قابل للتطور,وحسب ما أورده سلامه موسى في سيرته الذاتية أنه لم تستطع أسرته الخروج من محافظة أسيوط في مصر إلى(الزقازيق) إلا حينما احتل نابليون جمهورية مصر, لقد كانت الحكومات المتعاقبة في مصر تمنع تنقل الأقباط من مدينة إلى مدينة أخرى لكي لا تنتقل عدوى الحضارة معهم, فمن المعروف أن المسيحيين أينما كانوا في البلدان العربية كانوا هم حلقة الوصل بين الحضارة الغربية والبلدان العربية وكانت الحضارة تنتقل بسببهم, لذلك كانت الحكومة العثمانية تفرض على المسيحيين الإقامة الجبرية في على المسيحيين كلٌ حسب موقعه الجغرافي وكان الأقباط قبل دخول نابليون إلى مصر لا يسمح لهم بتغيير مواقع سكنهم وكان لهم زي خاص بالملابس يلبسونها أي ملابس موحدة كالتي تفرض اليوم على طلاب المدارس ومن غير المسموح لهم بأن يغيروا ملابسهم أو يستبدلونها بأي ملابس أخرى لكي يبقوا مميزين ومعروفين ومكشوفين لكل الناس ومراقبين بكل حركة من حركاتهم,وكانت ملابسهم مميزة بعمائم سود وكانوا يتعرضون للتهزيئ وللسخرية من كل الناس,وكان المسلمون في ذلك الوقت يتندرون على ملابس المسيحيين الأقباط في مصر,وكان هذا يزعج الأقباط المصريين ويجعلهم يشعرون بالدونية وبالظلم.

وإذا غير أحدٌ منهم قريته التي يسكن فيها أو مدينته كانت ملابسه تفضحه مباشرة, وكانت هنالك عقوبات تفرض على كل من يمسك به من الأقباط متلبسا بجريمة تغيير أثوابه أو زيه الموحد , وهذا السلوك الإجباري الذي فُرض على المسيحيين الأقباط صدم منه نابليون بونابارت حينما دخل إلى مصر فغيره نابليون بونابارت وترك الحرية للأقباط في أي أثواب يريدون لباسها,ولكنه لم يعجب مؤرخ متخلف مثل المؤرخ المصري(الجَبرتي) ففي مقالة له نادى بأن يلتزم الأقباط المسيحيين بلبس العمائم السود والثياب الزرقاء اللون,ونبه وحذر المسيحيين من لبس العمائم البيض,الأمر الذي شكل ضغطا سياسيا وقويا على نابليون مما دفعه للعدول عن قراره هذا,ولكن بعد فترة اقتنع نابليون بضرورة تحرير المسيحيين الأقباط من الملابس الخاصة التي تميزهم عن باقي المصريين وعاد الأقباط ولبسوا ملابس حرة مثلهم مثل كل المصريين وسُمح لهم بالتنقل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة,وبعدها بفترة قصيرة نقل الأقباط المصريون الملابس الأوروبية إلى داخل جمهورية مصر ونشر الأقباط ثقافة تمدين الملابس,وما زال الأقباط إلى اليوم يرتدون آخر موديلات الملابس الحرة, أما المسلمون المتشددون في جمهورية ومصر وغيرها فقد فرضوا هم على أنفسهم ملابس مختلفة عن الملابس العصرية حتى أننا نستطيع أن نحكم من بعيد على هذي أو تلك بأنها مسلمة,وذلك من خلال لبس الجلابيب للنساء والحجاب , وأطلق الرجال لحاهم.

وكان سلامه موسى أول من حرض البنات والشباب على الاختلاط مع بعضهم في البيت وفي الشارع وفي المدارس لأن فصل الجنسين عن بعضهم البعض فيه اهانة للروح وللجسد,ولا تتحسن أخلاق البنات والشباب إلا إذا اختلطوا في بعضهم البعض, وكان معظم المسيحيين ألأقباط أصحاب حضارة وثقافة قد فتحوا المدارس وسمحوا لبناتهم بالتعلم وبالاختلاط بين الذكور وبين الإناث , أما تحديد نوعية التعليم فلم يكن يطمح إليه إلا المصريين المسلمين أما بالنسبة للأقباط فقد نهلوا من شتى المدارس والعلوم وفتحوا المؤسسات المدنية والقوا الخطب والمحاضرات في ضرورة التمدن , وفرض نوعية تعليم قديمة وخاصة هي تماما مثل عملية فرض الملابس الخاصة على المسيحيين المصريين الأقباط ففي هذه المسألة إهانة للروح المعنوية للقبطي المصري,وكان الأقباط وهم يمشون في شوارع المدن المصرية بالعمامات السوداء والأثواب الزرقاء يتعرضون للضرب وللإهانة وللسخرية من قبل المسلمين.

والأقباط والمسيحيون بشكل عام هم أول من أدخل الحضارة والرقي إلى المجتمعات العربية وهم السباقون إلى اختراع التكنولوجيا الاجتماعية ونقل مظاهر التمدن من أوروبا إلى البلدان العربية الآسيوية والأفريقية وأهمها مصر والشام , وكانت الدول العربية تفرض رقابة صارمة على تصرفات المسيحيين في كل الدول العربية الإسلامية خشية أن تنتقل من بيوتهم وأيديهم مظاهر التمدن إلى المسلمين ومن أجمل الطُرف في فكر سلامه موسى أنه كان ينصح ببناء المصانع لكي يتسنى للرجل وللمرأة أن يعملا معا جنبا إلى جنب, فبانتشار المصانع تنتشر مظاهر الحضارة والتمدن وتظهر حقوق العمال وحقوق الإنسان بسبب ضرورة أن يحصل العمال على حقهم في تشكيل النقابات المهنية التي تحميهم من قسوة بعض أرباب المصانع, وبالتالي نقل المسيحيون الحضارة وما زالوا حتى اليوم ينقلون الحضارة وذلك من خلال ملابسهم التي يرتدونها في الصيف والشتاء وبعض المسلمين اليوم تأثروا بمظاهر الحضارة في ارتداء الملابس كالمسيحيين فنشاهد عدوى الحضارة وهي تنتقل انتقالا سلميا من بيوت المسيحيين إلى بيوت المسلمين .

ونصح سلامه موسى الشباب بالرقص لعلاج كثيرٍ من المشاكل النفسية ولكنه لم يكن يشجع على الرقص الشرقي وإنما كان يشجع على ممارسة الرقص الغربي,فليست الملابس وحدها من نقلها المسيحيون إلى البلدان العربية وإنما فنون الأدب كالمسرح والتمثيل والأحزاب السياسية,والرقص الغربي إحدى أهم مظاهر تلك الحضارة اليانعة,والرقص الشرقي عديم الجدوى لأن المرأة الشرقية حينما ترقص تتطلع وتنظر إلى أسفل جسمها والناس ينظرون إليها من الأسفل ولا تستطيع المرأة الشرقية أن تنظر للأعلى وهي ترقص بينما الرقص الغربي يجعل الراقصة تسمو بنظرها وفكرها إلى أعلى جسمها وإلى الآفاق العالية وكل الذين يشاهدون الرقص الغربي لا ينظرون إلى الراقص من تحت الزنار أو الخصر وإنما من الخصر إلى الأعلى تماما كما أشبهه أنا مثل الفرق بين ماسح الأحذية والحلاق, فذاك ينظر للأسفل ويجعلك تنظر معه للأسفل بينما الحلاق يمس أفضل موقع في الجسم وهو الرأس, وفي الرقص الشرقي ترقص المرأة وحدها بينما في الرقص الغربي ترقص المرأة والرجل معا بنفس الحركات,تماما مثل عملية القراءة الجماعية على الطريقة الغربية حيث يدرس الشاب مع الشابة في نفس الصف.

والملابس والأزياء العربية ليست هي الوحيدة التي يجب علينا أن نقلها من الغرب,كذلك يجب علينا أن نلبس ملابس اللغة الأوروبية وأن نتحدث بالعامية وأن نكتب أيضا بالأحرف اللاتينية,وأن ننقل الأحزاب السياسية من الغرب إلى الشرق وأن نستبدل ديننا وثقافتنا وهويتنا بدين وثقافة غربية معاصرة تنتمي إلى روح العصر,فهذا الدين الغربي الذي نحن عليه هو دين بدوي لا يصلح لهذا العصر المدني الحديث فقد انتهت المجتمعات البدوية والزراعية وظهرت عندنا مجتمعات كتلية صناعية ومؤسسات مجتمع مدنية حديثة يجب أن نختار لها ملابس عصرية وآداب عصرية وأحزاب سياسية عصرية.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=215892


www.ahewar.org/rate/bindex.asp?yid=908‎



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجرمون الحقيقيون والمجرمون المزيفون
- محتاجون إلى يسوع
- المسيح أعظم شخصية عرفها التاريخ
- أبانا الذي في السموات
- ست الحبايب
- لم أرَ مثل أمي
- أمي على المائدة
- الملائكة أصدقائي
- قليل من الخمر ينعش القلوب
- القطيعة مع التراث
- المسيحية صالحة لكل زمانٍ ومكان
- مفتاح السيارة
- اخترنا لكم:قصة للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :
- التعليم البنكي في الدول العربية الإسلامية
- تجميل صورة الإسلام
- الأم هي أثمن شيء في المنزل
- صعوبات التربية والتعليم في الوطن العربي
- الأنظمة السياسية العربية المنهارة
- حضور يسوع في حياتي
- دوري في هذه الحياة


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - استبدال حضارتنا بحضارة غربية