أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال رداحي - زمن التردي السياسي














المزيد.....

زمن التردي السياسي


جمال رداحي

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زمن التردي السياسي
لا يمكن للمتتبع الموضوعي لواقع العمل السياسي بالمغرب إلا أن يقف على حقيقة موضوعية وهي ان الحركة السياسية في المغرب خاصة في السنوات الأخيرة عرفت تراجعا خطيرا إلى حد أصبح من مرادفات السياسة في هذا البلد الكذب والنفاق والضحك على الذقون ، وقلما تجد من يدافع عن العمل السياسي و الحزبي، ويمكن بكل تأكيد أن نفسر هذا التوجه لدى الشعب المغربي بملله من الشعارات الفارغة والمتكررة والمتشابهة لدى معظم الأحزاب السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، في حين نجد ممارساتها السياسية بعيدة كل البعد عن شعاراتها ، فالأحزاب المغربية تتبنى في برامجها الحداثة والتقدم والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وحرية الاختيار، لكن في قوانينها الداخلية ومؤتمراتها الحزبية تفتقد إلى الديمقراطية والتناوب والتداول والنقد الذاتي، أي أنها تطالب بالديمقراطية من الدولة والمؤسسات الرسمية وتغتالها بطرق مقصودة في ممارساتها الحزبية الداخلية ، و هذه من الأسباب الحقيقية لعزوف الشعب المغربي وخاصة الشباب عن العمل السياسي، فحتى النخب السياسية الموجودة في الساحة اليوم غيرت مصطلحات السياسة الراقية ، وعوضتها بمصطلحات من الشارع ومن حدائق الحيوانات لدرجة أصبح الإنسان غير قادر على سماعها.
مما لا شك فيه أن الممارسة السياسية بالمغرب ستزداد تأزما وميوعة بفعل تظافر العوامل السالفة الذكر، وبفعل ضعف اهتمام الشباب بالعمل السياسي ، إذ أن للشباب المغربي اليوم طموحات وأفكار وتطلعات لا تتجاوب إطلاقا مع النخبة السياسية السائدة بل تتعارض معها ، مما يتيح للمجتمع المدني فرصا حقيقية لسد الفراغ وقيادة قاطرة الإصلاح السياسي والمجتمعي بالمغرب.
فالأحزاب السياسية أصبحت عبارة عن زوايا مدجنة يسري عليها ما يسري على سابقيها وأصبحت فيها البرامج - هذا إن وجدت أصلا- متشابهة.
من أخلاقيات العمل السياسي الحقيقي نكران الذات وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، لكن في زمن الميوعة ، أصبحت السياسة في المغرب تفتح صدرها لكل وصولي انتهازي، تحركه مصالحه الشخصية الضيقة، ولطالما سمعنا حكاية مسؤول سياسي سهل عملية ولوج أخ أو صديق أو فرد من أفراد عائلته إلى وظيفة بطرق غير قانونية ، أو مسؤول آخر أنقذ قريبه من عقوبة يستحقها لتقصيره وإهماله في تطبيق القانون ، وهناك من جعل العمل السياسي فرصة لا يمكن إضاعتها للاغتناء ، وفي المغرب نماذج كثيرة من هؤلاء الوصوليين الانتهازيين.
فحزب العدالة والتنمية الذي كان ينشد التغيير ويقيم الدنيا ولا يقعدها ، والذي رفع شعار محاربة الفساد والاستبداد وخدمة الفئات المسحوقة، تحول إلى محتضن لهذا الفساد وعوض مبدأ اللهم هذا منكر بمبدأ عفا الله عما سلف وبالتالي تنكر لكل شعاراته.
بعد أن وفرت الحكومة عدة ملايير من الزيادة في المحروقات وفي أسعار جميع المنتجات تقريبا وفرض ضرائب جديدة خاصة على الفئات المسحوقة ، من اجل مواجهة العجز الحاصل، هاهي اليوم تقترض مبالغ كبيرة ومتتالية سيتحمل المواطن تبعاتها خصوصا أن التنمية في المغرب لم تراوح مكانها مند تولية هذه الحكومة المسؤولية ولم تحقق أي تقدم يذكر.
وعدتنا الحكومة بالصراحة والوضوح والشفافية ومبدأ تكافؤ الفرص ولو على حساب شعبيتها، فأين نحن الآن من هذه الشفافية وهذه الشعارات وأين وصل الوضع الحقيقي للبلاد على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ ولماذا نعفي في هذا الظرف بالذات كل المفترسين للمال العام ثم نتجه إلى الحلول البسيطة والسهلة وهي الاقتراض وإثقال كاهل الطبقات الشعبية مما خيب أمال المواطنين الذين كانوا يتطلعون إلى التغيير الحقيقي في معيشهم اليومي إلى الأحسن.



#جمال_رداحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغرب المتناقضات
- الوضع الثقافي بالمغرب ورهانات التغيير
- لمن تشتكي حبات القمح اذا كان القاضي دجاجة
- التعليم المنشود
- الحزب والزاوية
- واقع العمل النقابي بالمغرب ....


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال رداحي - زمن التردي السياسي