أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي(أم عائشة) - رسالة إلى ابنتي يومه 2013/06/20














المزيد.....

رسالة إلى ابنتي يومه 2013/06/20


نجية نميلي(أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 06:48
المحور: الادب والفن
    


حبيبتي يسرا

أنتِ تعلمين أن بينك وبين أختك "سلمى"عاما واحدا وبضعة أشهر...
جئتِ وماكنت أريدك -الحقيقة-أن تأتي !
لأني كنت تعبت من تربية أختيك وليس الأمر متعلقا بكونك البنت الثالثة ،
فأبوك وأنا لم يكن يهمنا أبدا إنجاب ذكر ..كنا مقتنعين بأن الله يهب لعباده ما يشاء!
أتيتِ في فترة تعرض فيها أبوك لمرض ألزمه الفراش وانقطع عن العمل ،
بعد إنجابك في المستشفى ..ذهبت فورا عند خالتك "زينب" والتي فتحت لي بيتها واعتنت بي وبكِ !
لم أكن أنوي أن أسميك يسرا ولم يكن ساعتها أي اسم يدور بذهني ،
فقط أذكر أنه لما سألني أبوك عن اختياري لاسم لكِ، قلت له مباشرة ودون تفكير : يسرا ..وأذكر أني أتبعتُ كلماتي بالآية الكريمة (إن بعد العسر يسرا )
أنا وقتها لم أكن موظفة ..وكان يؤلمني ان أكون حاصلة على شهادة جامعية و عاطلة عن العمل!
كنت أرى في نفسي إنسانة تستحق أن تكون ذات منصب ولم أكن مقتنعة أن مكاني بالبيت فقط !
مرت علينا فترة عصيبة ..ولن أنسى أبدا دور جدتك رحمها الله -خلال هذه الفترة-في مساعدتنا ،
حيث كانت تقريبا كل يوم تأتينا بالطعام ..الوقت الذي كان فيه دور عائلة أبيك باهتا جدا ،مع أن الفارق المادي بين العائلتين كان واضحا!
ماظل عالقا بذهني هو يوم كنت أحملك وعلى يميني أختك سلمى وعلى شمالي أختك جيهان وأنا مارة قرب الإعدادية التي كانت قرب منزلناوكيف خطر في بالي يومها أن أترجى من إدارتها تشغيلي -ولو-ككاتبة !
لكن كبريائي منعني وتراجعت !
مرت الأيام وأصبح عمرك ستة أشهر ..التقيت بصديقة لي-صدفة-في الطريق وهي من نصحتني بأن أسجل اسمي -للترشيح-في مركز تكوين الأساتذة!
أسرعت إلى الالتحاق بعين المكان ،ثم سجلت اسمي وقدمتُ طلب الترشيح لولوج المباراة مع نسخة من شهادتي الجامعية !
بعدها رجعت إلى البيت ...ومرت مدة انشغلت فيها عن ذلك ولم أعد أتذكره !
إلى أن فوجئت -في يوم -برسالة من المركز التربوي الجهوي مفادها أنه يتوجب علي الحضور لإجراء المباراه !
لم أكن مستعدة لاجتيازها ولم أراجع شيئامن دروس سابقة ولم أكن أعرف نوع الأسئلة حتى ، كان أملي في النجاح ضعيفا وأحسستُ ساعةَ رأيت عدد المترشحين الهائل أنه من المستحيل أن أتوفق!
وقدر الله ان أنجح في الامتحان الكتابي والمقابلة الشفهية وتذكرت حينها الآيةالكريمة "إن بعد العسر يسرا "
عرفتُ أن الله كان يسمعني حين اخترتُ اسمك لهذا السبب!
عزيزتي
أنتِ تعلمين جيدا هذه القصة الحقيقية !تعلمين أن ولادتك كانت إشراقة أمل بالنسبة لي!
ولادتك فتحت أمامي الآفاق التي كنتُ أنشدها !
ولادتك أحيتني من جديد لأن دراستي كانت موفقة وكنت أستحق أن أكون موظفة.

هذه اللمحات أظنها ذات فائدة لك ..أرجو أن تكوني مثالا للصبر والتضحية ..مثالا للاجتهاد والعصامية !
إني ذهبت الى المباراه وفي يدي قلم حبر فقط ..حتى هذا القلم استعرته من إحدى عماتك يومها...وقد أوصيتها بالعناية بكِ !
إني أخاطب فيك حبك لله ..واعلمي أن الله أحبك وأحبني! ماكان الله ليخيب رجاء من دعاه !
المفاجأة الكبرى والتي أراد الله فيها وبها أن أعرف أنه يراني ويسمعني وأنه قادر على كل شيء هي تعييني كأستاذة في تلك الإعدادية التي تمنيت -يوما-أن أشتغل ضمن العاملين بها ككاتبة !
ألا ترين معي أن الله على كل شيء قدير وأنه جعل لنا "مخرجا"؟

عزيزتي
إني أوصيك بأخواتك خيرا ..أحبّي أخواتك و كوني معهن يدا واحدة
أتمنى أن يسود بينك وبينهن الاحترام والمودة حتى يشملك رضاي بعد رضا الله تعالى !

والدتك :نجية



#نجية_نميلي(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ...في قصصي القصيرة جدا
- رد عمري
- رسالة كبرياء
- من بعض قصصي القصيرة جدا
- حوار مفتوح مع الكاتب المغربي:إدريس الجرماطي
- أنا وتلامذتي
- ققج مرتجلة *إبداع من أجل الإبداع*
- حوار ثقافي_أدبي مع الأديب المغربي :عبد الحميد الغرباوي
- قصص قصيرة جدا
- قراءة في نص -انتحاري- لفاروق طه الموسى
- حنين
- وَتَدّعي..


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي(أم عائشة) - رسالة إلى ابنتي يومه 2013/06/20