نجية نميلي(أم عائشة)
الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 06:19
المحور:
الادب والفن
حكيتُ له عن تفوق أولئك الذين يدخلون الفصل والابتسامة لاتفارق محياهم ...
حكيت له كيف أن ما أطالبهم به من فروض منزلية لا يثقل كاهلهم وأنهم يرحبون به بل ويضيفون إليه الكثير...وأنهم سريعو الإدراك في المدرسة لاخارجها...
حدثته عن الآخرين أولئك الذين يأتون إلى المدرسة بعيون مغمضة وأفواه متثائبة ووجوه عابسة ...
وحكيت له كيف أتعبُ لاستخراج من عقولهم فكرة صغيرة أو معلومة مفيدة ...
حكيت له كيف أظل أقلب وجوه الشرح والتحليل علّي أحظى بتجاوب بسيط منهم ...
حدثته كيف أني أعيب عليهم حينا وأرغّبهم في الدرس حينا وأرهّبهم أحيانا أخرى..رغم الاحترام الذي يولونه لي ..
وحكيت ....وحكيت..
لكن زوجي العزيز أثار انتباهي إلى الفارق بين أولئك وهؤلاء...
أولئك الذين يأتون ممتلئة بطونهم بالفواكه الطازجة أو الجافة .بالحليب والتمر والعسل ... في سيارات آبائهم الفارهة ...مرتدين أحسن الألبسة ...
وهؤلاء الذين يأتون وبطونهم فارغة ...قاطعين المسافات... يرتجفون من البرد والريح...
من يومها اعتزلت العمل في المدرسة الخصوصية وقررت أن أدفئ قلوب تلامذتي التعساء حبّا وحنانا وأن أعلمهم تحدي الواقع ومرارة الفقر .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟