أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح الانباري - إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الرابع شخوص على خطّ الموت 2/2















المزيد.....

إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الرابع شخوص على خطّ الموت 2/2


صباح الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين
الفصل الرابع
شخوص على خطّ الموت
2/2

ثالثاًـــ مهند الأنصاريّ

في القصائد الثلاث السابقة كنا قد اشتغلنا على الشخوص الواقفين المنتظرين على خطّ الموت. وكان الشاعر يدير اللعبة من برجه الحروفيّ (من خارج القصائد) دون أن يكون بينه وبين الموت تماس مباشر بينما نجد ذلك التماس على أشدّه بين الشخصية وبين فعل الموت في قصيدة (مُهنّد الأنصاريّ ثانيةً) حيث يقلب أديب كمال الدين تلك المعادلة ليضع نفسه في مواجهة صعبة مع الموت وعلى خطّه الفاصل، وهو يناديه بأفظع الأسماء والصفات (الوحش المهذب، والوحش سليط اللسان) ويسائله محاسباً ومعاتباً بشدّة وإصرار بالغين:
أيّها الموت،
أيّها الوحشُ المُهذّب،
كيفَ تغيّبُ مُكلّمي وتوأم روحي
ومرآةَ حرفي؟(10)
إن أديب كمال الدين يدرك خطورة المواجهة، ويفهم ضرورة أن تكون لها دفاعاتها المحكمة وهو لهذا يلجأ إلى ذكر أكثرها قناعة لشخصية يستحيل إقناعها. ولعل ما يبرر ذلك هو أولاً. إنّ المتوفى هو كليم الشاعر وهذا يحيلنا إلى ما جاء في قصة النبي موسى (كليم الله) ويثبت لنا درجة القرابة الروحية بين الشاعر وبين كليمه مهند الأنصاريّ، وثانياً. إنّ الأنصاريّ هو التوأم الروحي للشاعر أديب كمال الدين، وإنّ إلحاق الأذى بأيّ منهما يترتّب عليه إلحاق الأذى بالآخر، وثالثاً إنّ الأنصاريّ هو المرآة التي تنعكس عليها حروفيّة أديب، وطاقته الإبداعية بما يشي بجوهر العلاقة وعمقها الإبداعي والإنساني. ثمّ يخبر الشاعرُ الموتَ عن ضحيته التي كان قلبها متوهّجاً بالمحبّة السامية. وعبر ستٍ من الكيفيّات الاستفسارية يحاول معرفة أيّ سبب لرحيل توأمه الروحيّ. لقد نجا أديب من الموت وهو الواقف على خطّه الرفيع بينما غادر الأنصاريّ ذلك الخطّ إلى العالم الآخر. ولعلّ من الجدير الاشارة إلى أن أديباً لم يقدّم التماسه من أجل الأنصاريّ إلا بعد أن وضع شمس الأنصاريّ ساطعة بين يديّ الموت في قصيدة (مديح إلى مهنّد الأنصاريّ) مذكّراً إياه بشمس الأنصاريّ التي أحبّها الله كما أحبّ النون وصاحب النون لكنّ الموت – بالطبع - لم يعن بالتماس الشاعر فلفّها بعباءته السوداء الحالكة.
رابعاًـــ الشاعر والحروف
وفي قصيدة (ثلاث صور للموت) يقف الشاعر على خطّ الموت أيضاً لا للدفاع عن شخصية أحد من اصدقائه، ولا عن شخصية من تلك التي تركت ظلالها على جغرافية حروفيّته الشعريّة، ولكن للدفاع عن نفسه ضد الموت الذي حضر هذه المرة بهيئة شرطي:
حين جاء الشرطي
وطرقَ البابَ بعنف
قلتُ له: ما تريد؟
قال: روحك.(11)

هنا تتجلّى البساطة المفرطة العجيبة في السؤال، والعقدة الكبيرة الرهيبة في الإجابة. من السهل طبعا أن تكون إجابات الموت البديهيّة بعفوية مفرطة وهو الممارس لفعله يومياً وتفصيلياً. تحضرني قصة رجل من مدينتي سار إلى جانب جلاده باتجاه المشنقة في سجن بعقوبة الرهيب وكان الجلاد من أقاربه المقرّبين. قال الرجل ملتمساً من قريبه الخلاص من الموت: (دخيلك) فأجابه الجلاد ببساطة مفرطة (لا تخاف العملية مراح تاخذ أكثر من دقيقة) أي أنّ عملية الشنق لن تستغرق أكثر من دقيقة واحدة! هذا هو نصف الصورة الأولى أما نصفها الثاني فأنه يقلب الموازنة أيضا فالشخصية لم تبدِ خوفا أو هلعاً أو تردداً في مواجهة الموت، ولم ترتبك وهي تسقط جثّة في البحر كما في قصيدة (الزائر الأخير) ولكنها وقفت ببرود قاتل فاق برودة الموت نفسه لتقول للشرطي/ الموت:

إنني أبحثُ عنها
منذ نصف قرن دون جدوى!
وأغلقتُ البابَ بهدوء.(12)

لتنتهي الصورة الأولى هكذا دون فلترة لتفاصيلها، أو ماكياج لشخصيتيها على خشبة مسرح الحدث. الإجابة انطوت على معنيين أحدهما ظاهر مُعلَن والآخر غائب مستتر نستقرئ فحوى
غيابه من خلال الضحكة التي أطلقتها الشخصية ساخرة من نفْسها التي لا تزال تبحث عن نفْسها دون جدوى في إشارة واضحة إلى أن الشخصية لم تعش الحياة كما ينبغي بل كما خطط لها الغاشمون المتسلّطون.
في الصورة الثانية يتكرر حضور الشرطيّ، ويتكرر سؤال الشاعر ماذا تريد؟ وحين يرد الشرطيّ: "روحك" تقفز الشخصية فرحاً بلقائها المرتقب مع الموت ليضع حداً للمهزلة التي اسمها الحياة. في هذه الصورة يتضح سرّ الشخصية التي تشي برغبتها في الخلاص بعد أن بلغت الحياة من التسلط، والجور، والظلم، والظلام، والاستهتار، والسقوط ما لم يطقه أحد على مدى خمسين عاماً، وتعلن جهاراً عن مستتر الصورة الأولى.
وفي الصورة الثالثة وهي الأقرب إلى خطّ الموت يحضر الشرطيّ مطالباً بروح الشاعر التي هبطت كغيمة فوق حديقته فيقول له الشاعر ببرود "خذْها:
فأمسك الشرطيّ بيد الغيمة
وهي تصرخُ وتبكي وتزرقّ وتزرقّ.(13)
إلى هنا انتهت الصور الثلاث للموت ولكننا لم ننته بعد من القصيدة فثمّة سؤال مؤجّل لا بد من طرحه لتكتمل غايتها: ترى لماذا حضر الموت بهيئة شرطي هذه المرّة ولم يحضر كزائر أو ضيف أو امرأة بشعر أخضر أو بهيئة طيّار؟ إذا اتفقنا أن الإجابة لا تحتاج إلى تفكير عميق فعلى القارئ، نظراً لوضوح الرمز وبساطته، العودة إلى مفتتح النص ليقرأ القصيدة من جديد انطلاقاً من فهمه لرمزية الشرطيّ وتأثيره في الحياة التي اشتغلت عليها القصيدة، ولننسحب من هذه المهمة التي تقع خارج دائرة اشتغالنا على الموت ومسافاته الافتراضية.
ثمّة قصيدتان أنسن الشاعر حروفيهما ووضعهما في مواجهة مربكة مع الموت في تناصين مختلفين هما (تناص مع الموت) و(تناص مع الحرف). تقع الأحداث فيهما على خطّ الموت. وأبطالهما أو بالأحرى شخوصهما هم: الشاعر كشخصية رئيسة والحرف كشخصية ثانوية في القصيدة الأولى. والحرف كشخصية رئيسة والشاعر كشخصية ثانوية في القصيدة الثانية. تبدأ الأولى بتحديد مسار الشاعر على طريق الذهاب إلى الموت:
في الطريقِ إلى الموت:
الموتِ القديمِ المقدّس،
فاجأني موتٌ جديد
موتٌ لذيذٌ بطعمِ السمّ
موتٌ لم أحجز له موعداً أو مقعداً.(14)

وإذا كان الموت بهيئته أو هيئاته التي تعرّفنا عليها في قصائد أديب كمال الدين يشكّل موتاً قديماً فما هو هذا الذي يصفه بالجديد اللّذيذ المفاجئ؟ الشخصية الرئيسة في القصيدة تجيبنا في المقطع الثاني بوضوح يفسّر نفسه بنفسه في الأبيات الآتية:

في حضرةِ الموسيقى التي تندلق
لتكتب حاءَ الحياةِ وباء الحُبّ
ينبغي أن أكتبَ شعراً
مليئاً بالبحرِ والطيور.
لكنني،
ولسببٍ غير واضحٍ أو مفهوم،
أكتبُ عن الموت.
ربّما لأنّ الموتَ هو نديمي الوحيد
أو صاحبي الذي يُحسن الرقصَ قربي
حين أنهارُ وسط الطريق.(15)

فبعد أن كان الشخوص، والشخصية الرئيسة في هذه القصيدة واحدة من تلك الشخوص، في مواجهة عنيفة مع الموت، ومحاولة جادة للتنديد به تتحوّل إلى صديقة له يرقصان ويمرحان معاً، وينادم كل منهما الآخر (المقطع الثالث) فصداقتهما الجديدة مسالمة ومحايدة حد إلقاء أحدهما (الشخصية الرئيسة) التحيّة على الآخر (الموت). أما المقطع الرابع فقد خصص لبيان طرق استقبال الموت المختلفة في أماكن مختلفة وبه ينتهي دور الشخصيّة الرئيسة ليصار إلى تقديم شخصيّة الحرف (المقطع الخامس) ثمّ إلى تمجيد الإله (المقطع السادس) ليبدأ الدور الفاعل للحرف في المقطع الأخير وهو يرد على الشخصية الرئيسة مطمئنا إياها قبل أن يغادر محلقاً في السماء، وتاركاً إياها في مواجهة مع الأشباح الذين أحاطوا بها سعياً وراء القبض على روحها المرتبكة التي لم تغادر خطّ الموت بعد. الحرف الذي قرر أن الكلّ سيموت عاد من تحليقه البعيد ليلعب مع الشاعر في القصيدة الثانية فوجد الشاعر ضائعاً، وحبيبته عارية فذهب إلى الله فالنبيّ فالوليّ فالصوفيّ فالمجهول:

فالتقى بالموتِ الذي صفعه على أمّ رأسه
صفعةً واحدة
حوّلته إلى قطعةِ فحم.(16)

لقد تلقّى الصفعة في لقاء حاسم ونهائي على خطّ الموت فتفحّم فرحل إلى ما هو أبعد منه بكثير بينما ظلّ الأطفال يكتبون بفحمته المتبقية السوداء أسماءهم، والشاعر قصائده في عالم آيل لطوفان جارف. لم يبقَ أمام الشاعر وحرفه الذي عاد في قصيدة (جاء نوح ومضى) سوى الانتظار العبثي للموكّل بإنقاذ العالم من طوفان لن يبقي على أحد من البشر. لقد بقيا معاً في انتظار نوح وسفينته الجامعة يحدوهما أمل الوصول إلى برّ الأمان، والتطهّر من رجس عالم حقّت عليه العاقبة وما من خيار بعدها سوى الانتظار الطويل فانتظرا طويلاً وكثيراً ليس كالمتوهّمين حضور (غودو)(17) بل كالواثقين المتيقّنين من حضور نوح وسفينته المنقذة. شخصيتان رئيستان في هذه القصيدة هما: شخصية الشاعر الراوي لقصتها، وشخصية الحرف المنشطر عن الشاعر والملازم له في آن. فضلاً عن الشخصية الغائبة التي مارست حضورها من خلال انتظار الشخصيتين لها إيماناً منهما أن لا خلاص بغير فلكها الذي وسع جوفه بذور كائنات ثنائية حيّة ستنمو وتكبر في رحم حياة جديدة وعادلة.
بسملت القصيدة نفسها بتسويف الموت أملاً في الخلاص من معاناة الحياة التي لم تعد تُطاق، ومشاق الرحلة المضنية التي لم تصل إلى غايتها، وتكالب المصائب والنوائب، وهيمنة الوحشة والوحدة، وانفراط عقد الغبطة والمسرّة. يقول الشاعر مخاطباً نفسه من خلال الحرف:
ستموت الآن.
أعرفُ، يا صديقي الحرف، أنكَ ستموت الآن.(18)

فالشاعر لا ينسى أبدا أنهما يقفان على خطّ الموت، ولا أمل لهما بالنجاة إن لم يحضر نوح بسفينته المنتظرة. العالم يغرق بسوءاته وبظلمه وظلامه شيئاً فشيئاً. الطوفان يزحف مبتلعاً بجبروت هائل كل ما هو حي، وسفينة نوح تلوح في الأفق البعيد كبصيص أمل أخير لكوكب الأرض. رحلة مجهولة المصير وما من أحد ذكر شيئاً عن اهوالها ومصائبها التي لا تنتهي.
....................................


طوفان الظلمات يكنس كل شيء حيّ. نفوس مصابة باليأس المطبق، وشخوص تكدّست خساراتها حتّى أضحت بثقل سلسلة من الرّواسي والتلال. الشاعر وحرفه ينوءان بمختلف العذابات وهما ينتظران على قارعة البرّ أو على شواطئ البحار حتّى تُقْبل نحوهما سفينة الخلاص فيشيران لها، ويلوّحان بما ملكا من الملابس والثّياب. يصرخان ويستنجدان ويطلبان الإغاثة حتّى إذا ما استكانا راح الشاعر يكمل حكايته لصديقه الحرف قائلاً:

انتظرنا – أنا وأنتَ – طويلاً سفينةَ نوح.
جاء نوح ومضى!(19)

فما من حلّ يأتي من الماضي ولا من منقذ يقفز المسافات الطويلة ليدخل عبر بوابة الزمن من الماضي المنصرم إلى الحاضر القائم. لقد باء الانتظار باليأس الذريع فالماضي، كما هو شأنه أبداً، مشغول بأحداثه ومكابدته ولن يرى الملوّحين له على قارعة الانتظار. يقول الشاعر مبرراً عدم انتباه نوح لهما:

لم ينتبه الرجلُ إلينا
كان طيّباً ومسالماً
ومهموماً بسفينته وابنه وطيوره.(20)

لقد جاء نوح إذن، ولكنه مضى دون أن ينقذ الشاعر وحرفه الموشك على الموت وكان هذا مدعاة ليأس جديد. لقد خذل الحرف فوهنت قواه، وصار قاب قوسين من الموت، ولم تسعفه جرعة الماء ولا رغيف الخبز الذي قدّمه الشاعر له بإيثار للحؤول بينه وبين القائم على خطّه المهلك ولهذا يرفع الشاعر عقيرته بالصراخ:

لا تستسلمْ!
تمسّكْ بحلمكَ وإنْ كانَ خفيفاً كالغبار!
أرجوك
أنا لم أفقد الأمل بعد!
أرجوك
ال........ن............ج.............دة!
ال........ن............ج.............دة!
ال........ن............ج.............دة!(21)

ويستمر صراخ الشاعر وما من أحد يسمع، ويستمر في طلب النجدة وما من منقذ يأتي. ويستمر الموت راصداً مهيّئاً للانقضاض على ما يصادفه من الأرواح الهاربة من دوامته الرهيبة، والعالقة على خطّه المهلك. وبقدر الضحايا التي تقف على صراطه بأمل الخلاص من براثنه ثمّة من وقف عليه منتظرا بتفاؤل كبير، أو محبطاً بشكل عجيب كما هو حال ديستويفسكي، وأخي الكافكوي، وشهرزاد، وآخرين لم نجد كبير أهمية لتكرار الإشتغال على شخصياتهم في هذا الفصل من فصول اشكاليّة الغياب.

نقاط الاستنتاج:
• شخوص على خطّ الموت: وهم شخوص عالقون في المنطقة الافتراضية (منطقة خطّ الموت) وهي منطقة مربكة، ضبابية، وغامضة، وشخوصها ما انفكوا يحاولون عبور صراطها من حالة الماقبل إلى حالة المابعد. ويمكننا استخلاص وجودها من فعل القصيدة الذي يتفوّق عادة على سردها ويتمظهر فيها كدال على فعل ظاهر، أو خفيّ، أو مخزون في ذاكرتنا الجمعية.
• شخوص هذا الفصل أعلنوا احتجاجهم على الموت، ونفورهم منه، وتجنّبهم له، ومحاولتهم الحؤول دون وقوعه، أو الاستسلام له، أو انتظاره طائعين أو مرغمين.



• اشتغل أديب كمال الدين على شخصية جان دمّو باعتبارها ضميراً شعرياً جمعياً مستتراً حصّن نفسه وشعره من الانزلاق وراء الشهوات، كما حصّن الضمير الجمعيّ نفسه ضدّها. واشتغل على شخصية فتى النقد عبد الجبّار عباس كشخصية مناوئة لشخصية الامبراطور ألقت بظلالها على الضمير الشعريّ الجمعيّ المعارض.
• لم يستثن الشاعر نفسه من الوقوف على خطّ الموت، والتنديد به، ومقاومته، أو مساءلته عما فعل بأصدقائه المقرّبين. وقد كُتب للشاعر النجاة، ولأصدقائه الوفاة.
• وعلى الرغم من مقارعة الشاعر للموت إلا أنه بدا في قصيدة (ثلاث صور للموت) أكثر استسلاماً له، وأكثر اهمالاً لروحه، وأشدّ شغفاً لحضوره كطريقة لبيان تردّي الحياة، وسقوطها تحت براثن الظلم والظلام والأنظمة الجهنمية.
• حاول الشاعر تحييد الموت، وعقد نوع من العلاقة الحميمة بينهما لكنه فشل في التأثير على سطوته، أو التخفيف من عنجهيته. كما أنّ الوقوف إلى جانبه على صراطه الرهيب لم يمنح الشاعر ولا حرفه السلام والاطمئنان من ضربته القاضية.
• حلّ أزمة الموت لن يأتي من الماضي فما من منقذ يقفز المسافات الطويلة ليعبر من بوابة الماضي المنصرم إلى الحاضر القائم ليقدم حلاً أو مقترحاً لحلّ ثمّ أن الانتظار محكوم باليأس مهما بالغ اليائسون في التلويح والانتظار.
• تجربة الوقوف على خطّ الموت إذن سواء للشاعر أو حرفه أو غيرهما من الشخوص لن تصل بهم إلى برّ الأمان، ولن توقف المدّ الهائل لأمواج الموت الهادرة.

وبانتهائنا من هذا الفصل يكون التشاخص قد بلغ أشدّه، ويكون قد وصل إلى الحالة الأشدّ حرجاً حيث يكون فعل الموت مستأثراً بالحركة المهيمنة على مفاصل الحياة كلّها، وعلى فاعلية الروح وأجهزتها، ويكون الشخوص قد دخلوا غرفة الموت التي لا عودة منها إلى أبد الآبدين، ويكون السؤال المهم والأخير: كيف سيراهم الأحياء، وماذا سيقولون بعد أن غادروا خطّ الموت إلى ما بعده بخطوة واحدة حسب؟ لنأمل أن يقدم لنا الفصل الأخير الإجابة المنتظرة.
*

إشارات وإحالات
.............................................................
1) مقتطف من حوار مع الشاعر نشر في صحيفة الاتحاد الكردستانية بتاريخ 6/10/2009.
(2) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت 2011/ الصفحة 29.
(3) هذا ما حدّثني عنه الشاعر في واحدة من جولاتنا في مدينة أديلايد بشكل مباشر عام 2013.
(4) الموسوعة العالمية للشعر العربي. الرابط أدناه:
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=63186
(5) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ الطبعة الأولى/ بيروت 2013/ الصفحة 26.
(6) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ الطبعة الأولى/ بيروت 2013/ الصفحة 26.
(7) القصيدة مأخوذة من مقالة الشاعر سعد جاسم الموسومة (عبد الجبار عباس.. ذكرى الغياب) المنشورة في موقع مجلة الف الالكتروني في 12/ 9/ 2008. الرابط أدناه:
http://www.aleftoday.info/article.php?id=2723
(8) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ الطبعة الأولى/ بيروت 2013/ الصفحة 79
(9) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ الطبعة الأولى/ بيروت 2013/ الصفحة 79.
(10) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ الطبعة الأولى/ بيروت 2013/ الصفحة 77.
(11) مجموعة حاء/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ عمّان – بيروت 2002/ الصفحة 62.
(12) المصدر السابق.
(13) مجموعة حاء/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ عمّان – بيروت 2002/ الصفحة 62.
(14) تناص مع الموت قصيدة من مجموعة الشاعر (أربعون قصيدة عن الحرف)/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ عمّان الأردن 2009.
(15) تناص مع الموت: قصيدة من مجموعة الشاعر (أربعون قصيدة عن الحرف)/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ عمّان الأردن 2009.
(16) تناص مع الحرف: قصيدة من مجموعة الشاعر (أربعون قصيدة عن الحرف)/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ عمّان الأردن 2009/ الصفحة 43
(18) اربعون قصيدة عن الحرف/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ عمّان الأردن 2009/ الصفحة 7.
(19) (20) أربعون قصيدة عن الحرف/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ عمّان الأردن 2009/ الصفحة 7.
(21) أربعون قصيدة عن الحرف/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ عمّان الأردن 2009/ الصفحة

يتبع



#صباح_الانباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الرابع شخوص ع ...
- إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الثالث شخوص م ...
- إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الثاني تمهيد ...
- إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الثاني تمهيد ...
- إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين/ الفصل الثالث/ شخوص ...
- شكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الثالث شخوص ما ...
- إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين/ الفصل الأول 2/2
- إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين/ الفصل الأول 1/2
- قراءة في قصيدة الشاعرة د. اسماء غريب (اليكَ شمسي في عيد العش ...
- الاحتراق عِشْقاً في مجموعة السماوي (أطفئيني بنارك)
- سيرة ذات حروفية.. قراءة في سرة أديب كمال الدين الابداعية
- كتاب موت الرواية.. أزمة الخيال الفني بعد عام 1985
- العنونة وجمل القص في مجموعة صالح الرزوق (تشبه القصص) أوراق ف ...
- القواسم المشتركة في قصص د. صالح الرزوق حضور بصيغة الغائب
- محي الدين زنگنه الجبل الذي تفيأنا بظلاله الوارفة
- أضف نونا قراءة في كتاب د. حياة الخياري
- قراءة في أنشودة النقيق للكاتب المسرحي راهيم حسّاوي
- العنف في المسرح
- استقراء الصامت والصائت في مسرحية ياسر مدخلي (عزف اليمام)
- قراءة العنونة وفحوى النص في مسرحية د. حمدي موصللي (هولاكو عل ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح الانباري - إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الرابع شخوص على خطّ الموت 2/2