أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - قرع طبول الحرب في أوكرانيا















المزيد.....

قرع طبول الحرب في أوكرانيا


حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعود الأحداث في أوكرانيا إلى صراع مرير بين برجوازية مرتبطة بروسيا وأخرى مرتبطة بالاتحاد الأوربي وأمريكا و كان الخلاف حول اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي القشة التى قسمت ظهر البعير فقد رفضت حكومة اناكوفيتش التوقيع عليها مفضلة تقوية الروابط مع روسيا متخوفة من أن تؤدى الاتفاقية إلى دعم نفوذ الامبرياليين الغربيين في البلاد وهو ما كان سببا في اندلاع مظاهرات وقف وراءها رئيسيا اليمين الليبرإلى الموالي للغرب مدعوما بجماعات فاشية تجد في ستيفان اندروفيتش بانديرا العميل الأوكراني للنازية خلال الحرب العالمية الثانية والقومي المتعصب ملهما لها وغذاها الامبرياليون الأمريكيون والأوربيون الذين أكدوا بصنيعهم هذا أنهم مستعدون للتحالف مع النازيين و استعمالهم كأدوات ضد روسيا و غيرها من البلدان التي تتناقض مصالحها معهم و معلوم انهم استعملوا أمثال هؤلاء في الوطن العربي خلال السنوات الثلاث الماضية .
وقد برز الطابع اليميني الفاشي للاحتجاجات عندما تركزت على ملاحقة الناطقين بالروسية و طغيان التعصب القومى ضد الغجر والأجانب والشيوعيين وتحطيم تماثيل لينين وتلك المخلدة لبطولات الجيش الأحمر ضد النازية وإصدار قرار من قبل السلطة الجديدة ينكر اعتبار اللغة الروسية لغة من اللغات المستعملة في أوكرانيا .
وتحولت الاحتجاجات إلى اعتصام في ميدان الاستقلال استمر اياما قبل أن تقرر المحكمة فضه و يتدخل البوليس لتنفيذ القرار و هو ما أسفر عن 78 قتيلا وعدد آخر من الجرحى و هنا بدأت بوادر حركة الانقلاب في بعض الأقاليم ممثلة في السيطرة على المقرات الحكومية ، و سرعان ما توجت بالسيطرة على الوزارات والبرلمان والقصر الرئاسي في كييف وفرار الرئيس وتركيز سلطة جديدة موالية للاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية ، اى ان ما لم يتم أخذه من خلال اتفاقية الشراكة بالسلم تم أخذه من خلال الانقلاب بقوة السلاح
و أمام التهديد الذى تعرضت له مصالحها و خطر تطويقها من طرف الحلف الأطلسي دخلت روسيا مبكرا على خط الأحداث و سيطرت قواتها على شبه جزيرة القرم التي تحتفظ فيها بقواعد عسكرية مهمة و يقطنها عدد من السكان الناطقين باللغة الروسية فهذه المنطقة كانت روسية قبل أن يقرر خروتشوف سنة 1954 ضمها لأوكرانيا.
كانت أوكرانيا جزءا هاما من الاتحاد السوفياتى قبل ان يتحول الاتحاد إلى دولة امبريالية تعصف بها الصراعات و الأزمات مما أدى إلى تفككه و انهياره فانفصلت مثل دول كثيرة أخرى عن روسيا وتأسس فيها نظام سياسي برجوازي ديمقراطي حرص على إقامة علاقات وثيقة بالغرب الامبريالي وتخلت عن الترسانة النووية و رغم ذلك بقيت تربطها بروسيا علاقات اقتصادية وثيقة وبالأخص في مجال الطاقة إذ تستورد القسم الأعظم من المحروقات منها وبأسعار تفضيلية طبق معاهدات موقعة بين البلدين.
وخلال الانتخابات المتتالية تداول فيها على السلطة حزب الأقاليم الموالى لروسيا وأحزاب ليبرالية أخرى موالية لأمريكا والاتحاد الأوربي فقد كانت محل صراع بين تلك القوى الامبريالية بالنظر لموقعها الاستراتيجي الذي سعت أمريكا لاستثماره في محأولة لإلحاق أوكرانيا بالحلف الأطلسي أسوة بدول أخرى كانت تؤلف الاتحاد السوفياتى و لكنها كانت في كل مرة تجد روسيا في طريقها التي بدت حازمة في عدم التفريط في أوكرانيا مهما كلفها الأمر حتى لو استدعى ذلك الدخول في مواجهة مسلحة .
بعد نجاح الانقلاب لم يخف الامبرياليون الغربيون دعمهم للسلطة الجديدة التي وعدوها بالدعم فزارت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون العاصمة الأوكرانية على عجل مثلما حل بها بعد ذلك وزير خارجية أمريكا أما أوباما وهولاند وكاميرون وميركل فقد أعربوا مجتمعين عن الترحيب بالسلطة الانقلابية و وجهوا التحذيرات المتتالية لروسيا من مغبة تدخلها العسكري في القرم عازفين كالعادة على وتر حقوق الإنسان و القانون الدولي و كانت الصين الدولة العظمى الوحيدة التي قالت إنها تشارك روسيا تقييمها للأوضاع في أوكرانيا .
و في وقت وجيز تحول الصراع الداخلي في أوكرانيا إلى صراع خارجي بين قوى امبريالية تتنازع على تقاسم النفوذ ليس فقط على ارث الاتحاد السوفياتى و إنما على العالم كله فمن فنزويلا إلى أوكرانيا مرورا بسوريا يستعر ذلك الصراع الذى يهدد البشرية بحرب امبريالية ثالثة .
ترتبط أوكرانيا ا اقتصاديا بروسيا و هي أكبر مستهلك للغاز الروسي و معبر أساسي له نحو أوربا غير ان أوضاعها الاقتصادية ليست على ما يرام فهي تعانى من أزمة اقتصادية من مؤشراتها انخفاض في احتاطييها من النقد الأجنبي و تدهور قيمة عملتها الوطنية الهريفنيا مقابل الدولار وهى مهددة بالإفلاس.
ويستغل الامبرياليون الغربيون هذا الوضع لتقديم الوعود أملين شراء أوكرانيا و تحويلها إلى قاعدة لمحاصرة روسيا و التقدم في اتجاه الشرق بما في ذلك الصين و خلال الأحداث الأخيرة أوفدت أمريكا إليها خبراء اقتصاديين لتققيم احتياجاتها .
وعسكريا تعالت قعقعة السلاح و حركت روسيا قواتها مستعرضة عضلاتها من خلال التدريبات العسكرية الضخمة التى شاركت فيها 90 طائرة و120 هليكوبتر و880 دبابة وأكثر من 1200 آلية، إضافة إلى 80 قطعة بحرية. و عززت القوات الروسية تواجدها في قواعدها في روسيا البيضاء و طاجكستان وقرقيزيا وفي غمرة الأحداث قال وزير الدفاع الروسي:اننا نبحث إقامة قواعد عسكرية جديدة في فيتنام وكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وجزر سيشيل و سنغافورة و في الوقت ذاته أعلن المتحدث باسم المنطقة العسكرية الشرقية في روسيا ألكسندر غوردييف أن وفدين عسكريين من روسيا والصين اتفقا على إجراء تدريبات بحرية مشتركة تحت عنوان "التعاون في البحر – 2014".
و في الجانب المقابل أكد حلف شمال الأطلسي استعداده لدعم الإصلاحات الديمقراطية في أوكرانيا وقال الأمين العام للحلف، أندرسن فوغ راسموسن خلال اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل إن مناقشة انضمام أوكرانيا للحلف ليست مطروحة بشكل ملح في الوقت الحالي فالحلف يحترم القرار المستقل للشعب الأوكراني’. مضيفا أن أوكرانيا حليف وثيق وقديم للأطلسي الذى اجتمع سفراؤه ملوحين باتخإذ اجراءات ردعية ضد روسيا بما في ذلك ايقاف التعاون العسكري معها .
و في الوقت الذي اعتبرت فيه أمريكا أن يانوكوفيتش فقد شرعيته على لسان سوزان رايس مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ولم يعد يحكم البلاد لانه وقف ضد شعبه و لجأ إلى العنف ضد المتظاهرين السلميين، فان روسيا دافعت بحدة عن شرعيته معتبرة السلطة الجديدة انقلابية جاءت باستعمال العنف المسلح ونادت بتنفيذ الاتفاق الموقع بين الحكومة والمعارضة قبل الانقلاب و ضمنته روسيا و الاتحاد الأوربي ، اما يانوكوفيتش فقد صرح من داخل روسيا التى لجأ إليها انه لن يوقع على أي وثيقة ولن يقدم الاستقالة و انه عائد إلى بلاده قريب دون ان ينسى التذكير بأنه قائد القوات المسلحة .
تكشف الأزمة الاوكرانية عن عجز البرجوازية عن تقديم حلول للمشاكل التي يعانى منها الكادحون و هو ما ينعكس على الاستقرار السياسي فتحدث الانقلابات و الانتفاضات تمهيدا للثورة ، و في روسيا و غيرها من بلدان الاتحاد السوفياتى السابقة يقوى الآن الاعتقاد انه لا حل للازمات التي تغرق فيها شعوب المنطقة دون الاشتراكية وتأسيس اتحاد سوفياتى جديد يحقق للكادحين ما يحلمون به من تآخى و سلام و رفاه تحت الراية الحمراء .

صدر بجريدة طريق الثورة / مارس 2014



#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان : وضع المرأة يزداد سوءا
- تونس : تردى الاوضاع المعيشية للكادحين
- بيان حول اوكرانيا
- بيان حول الوضع في فنزويلا
- تونس : صندوق للنهب
- تونس : وقائع انتفاضة الإتاوة
- حكومة جديدة على بوّابة العام الجديد
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة


المزيد.....




- السعودية.. فيديو ضرب ورفع سكين على رجل مُسن أمام باب مسجد يش ...
- هل دمر القصف الأمريكي منشأة فوردو بشكل كامل؟ رئيس استخبارات ...
- CIA تكشف امتلاكها أدلة وسط ضجة مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيرا ...
- قائد الجيش الإسرائيلي يكشف عن -تحرك بري في عمق إيران-، وطهرا ...
- فوضى استخباراتية أميركية.. هل يتكرر سيناريو -العراق 2003- ؟ ...
- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - قرع طبول الحرب في أوكرانيا