أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - تونس : صندوق للنهب















المزيد.....

تونس : صندوق للنهب


حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل الانخراط في النضال والدفاع عن مصالح الجماهير الكادحة والسعي لتحرير الأوطان والكفاح من أجل الاشتراكية مسائل مرتكزة على مبادئ ثابتة تجعل من المناضل يسلك طريق الثورة، فالعديد من المناضلين والمناضلات سلكوا نهج النضال مستخفين بالموت الذي يتربص بهم في كل لحظة وفي كلّ زاويّة ، بل إنّ أغلب الثوريين وهبوا حياتهم من أجل الوطن و الاشتراكية. إنّ المناضل الحقيقي يعلم جيّدا وهو ينخرط في النضال ما ينتظره من موت أو سجن وتعذيب أو حرمان من العمل إلى جانب المضايقات المستمرّة له ولأفراد عائلته . و هو لا يبالي بتلك الأضرار لأنّه اختار طريقه عن قناعة وأصبح همّه الوحيد هو الثبات على المبادئ والعمل على تحقيق الأهداف التي رسمها بمعية بقيّة رفاقه . إنّ الانتصار بالنسبة إليه هو انتصار لشعبه وتحقيق أهدافه هو تحقيق لأهداف الكادحين فذلك هو أقصى ما ينتظره المناضل وهو أجمل هديّة يمكن أن يقدّمها لشعبه وأحسن مكافأة له على ما بذله من نضالات هذا إن بقي على قيد الحياة لأنّ أغلب المناضلين يعتبرون أنّ دورهم يتمثّل في تعبيد الطريق للأجيال القادمة إيمانا منهم بأنّ تحقيق مهام التحرر والاشتراكية ليس سهلا فهي لا تنجز بين عشيّة وضحاها وإنّما تتطلّب نفسا طويلا وربّما نضالا مستمرّا لعدّة أجيال متعاقبة .
تلك هي قناعات الثوريين الذين ارتبطوا بقضايا شعبهم العادلة ولعلّ التاريخ يذكر لنا أن حركات التحرر و الاشتراكية في العالم لم تحقق نصرها إلاّ بعد أن حصدت آلة القمع الرجعيّة آلاف المناضلين والمناضلات الذين عبّدوا بدمائهم الطريق للأجيال التي حملت بعدهم مشعل المقاومة وحققت النصر الذي استشهدوا من أجله . لقد أعدم العديد منهم رميا بالرصاص في الساحات العامة بينما نصبت للبعض منهم المشانق في كل مكان وامتلأت السجون بالبعض الآخر وعانى الكثير منهم من التعذيب الوحشي ومن الحرمان من العمل ومن الفقر وشظف العيش وكذلك النفي القسري. غير أنّ كل أنواع القمع والاضطهاد التي مارستها الرجعيّة لم تزد العديد منهم إلاّ إصرارا على مواصلة السير في طريق الثورة سعيا منهم لتقريب ساعة إحراز النصر على العدو الطبقي و الوطني. إنّ النضال بالنسبة إلى هؤلاء يعني بالضرورة التغيير الجذري للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسيّة السائدة وتوفير الأرضيّة الملائمة لتطوّر علاقات الإنتاج.
لقد عانى شعبنا الكثير من الاستعمار المباشر ومن الرجعية الحاكمة ممّا دفع بالعديد من أبنائه إلى الانخراط في المقاومة المسلّحة فاستشهد العديد منهم قبل 1956 بينما رمي بالمئات في غياهب السجون ، كما استشهد البعض الآخر إبّان انتفاضات جانفي المتعاقبة (جانفي 1978، جانفي 1984، جانفي 2008 ...) دفاعا عن الأرض والحرية والكرامة الوطنيّة . و نتج أيضا عن هذه الإنتفاضات طرد المئات من المناضلين والمناضلات من العمل والزجّ بالعديد منهم في سجون الرجعيّة وحرمان البعض الآخر من مواصلة الدراسة .
واعتبر هؤلاء المناضلين أنّ ما تعرّضوا له من تعذيب وسجن وحرمان من العمل ومن الدراسة أمرا طبيعيّا اقترفه نظام عميل اى انه ضريبة لا بد من دفعها من أجل الحرية و اعتبرت عائلات الشهداء استشهاد أبنائها وشاحا يزيّن صدورها ولم تفكّر يوما ما في مطالبة النظام الرجعي الذي تسبب في تلك المآسي بتعويض عما لحق بهم من ظلم واضطهاد .
إنّ هذا المدخل الذي حاولنا من خلاله تحديد صفات المناضل ونظرته للكفاح يضطرّنا للتّساؤل عن أسباب إصرار حزب النهضة على استصدار قانون يضمن لبعض منخرطيه العديد من المنافع والتعويضات عن اعتقالهم تحت سلطة الجنـرال بن على تحت مسمّى "صندوق الكرامة وردّ الاعتبار لضحايا الاستبداد" والذي تمّ إقحامه بصفة فجئيّة في قانون المالية لسنة 2014 وتمّت المصادقة عليه في ساعة متأخّرة من ليلة 29/12/2013 . كما يحيلنا أيضا للتساؤل حول طبيعة الصراع بين الرجعية الدينية و الرجعية الدستورية وهل تعتبرمعاناة هذا على يد ذالك نضالا أم لا ؟
إنّ ذلك الصراع الذي لا يزال مستمرا إلى الآن مع تبدل المواقع في جهاز السلطة لا يتعلق ببرامج اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة من شأنها تغيير واقع الكادحين نحو الأفضل و إنما ببرامج تلتقي جوهريا في اضطهادهم واستعبادهم.
تفيد كافة المواقف المعلن عنها من قبل الاتجاه الإسلامي أو حركة النهضة تجاه تحركات الجماهير الشعبيّة خاصّة إبّان انتفاضات جانفي المتتالية معاداتها لهذه التحركات والتنديد بها مع مساندة النظام وقد تواصل هذا العداء في السنوات الأخيرة وهي في سدّة السلطة من خلال تجريمها للاحتجاجات الاجتماعية وعدائها للعمل النقابي وللهياكل النقابيّة وسعيها المحموم لإضعافها عبر تركيز " اتّحاد إسلامي " وتصدّيها لكلّ فصول الدستور التي من شأنها التخفيف قدر الإمكان من الأوضاع المتردية للكادحين مع العمل على مزيد تفقيرهم وتجويعهم وتهميشهم من خلال قانون المالية لسنة 2014 .
إنّ خلاف حركة النهضة الوريث الشرعي للاتجاه الإسلامي مع سلطة بن على لم يكن الهدف منه تحسين وضع الجماهير ولم يكن حول برامج اجتماعية واقتصادية وسياسيّة شعبية بل تمحور حول السيطرة على المساجد مثلا بغرض التحكم في الفضاء العام وهو ما دعا حزب النهضة لإعداد قانون خاص بالمساجد مؤخرا في انتظار الفرصة السانحة لتمريره في المجلس التأسيسي بمعنى ان الخلاف بين النهضة وسلطة بن على تمحور حول من يحكم قبضته على الجماهير وتطويعها لإرادته
وعندما تتعذر تلك السيطرة بالوسائل السلمية تلجا الرجعية لفرضها بوسائل العنف و الإكراه و هو ما تلتقى في الرجعيتان الدستورية و الدينية من ذلك ما قامت به الرجعية الدينية من تشويه وجوه بعض الفتيات بماء الفرق لعدم ارتدائهن الحجاب وتفجير بعض النزل و الهجوم على الكليات و المبيتات لأسلمة الجامعة. جرى الصراع بين الرجعيتين المذكورتين دوما ضمن النظام و تحت الادارة المباشرة للامبريالية وخاصة امريكا و فرنسا وكان يحتد ويخفت بحسب طبيعة التوازنات بينهما و هو ما يمكننا من فهم سر ترحيب الرجعية الدينية ممثلة في حركة النهضة بانقلاب 7 نوفمبر و تصريح راشد الغنوشى الشهير " ثقتنا في الله و السيد الرئيس بن على " من جهة و اصطدامها معه من جهة ثانية وصولا الى انقلاب 14 جانفي 2011 المزدوج عندما قطعت الامبريالية الطريق على تطور انتفاضة 17 ديسمبر و طردت بن علي ووضعت محله الترويكا.
إنّ ذلك الصراع لم يكن في يوم ما لصالح الجماهير بل كان الهدف منه حرف نضالاتها عن مسارها الصحيح لكي تستغلّها كوقود لصراعات بين أطراف رجعيّة همّها الوحيد تدعيم تمركزها في السلطة و هو ما أخفته الانتهازية عن الشعب التى اعتبرت تارة بن على مناضلا ضد الظلامية و طورا راشد الغنوشى مناضلا ضد الاستبداد
و تأسيسا عليه فان تمرير " صندوق الكرامة وردّ الاعتبار لضحايا الاستبداد " يمثل ضربا من ضروب السطو على أموال الشعب التي يجب أن تصرف لصالح الطبقات والفئات والجهات المفقرة والمهمشة لتوفير العمل لطالبيه وفي قطاعات الصحة والتعليم التي يجب أن تكون مجانيّة وكذلك في المواصلات لتوفير النقل العمومي .
إنّ ضحايا الاضطهاد والاستبداد هم في الحقيقة سكان المناطق المفقرة والمهمّشة الذين يعانون إلى حدّ الآن من السياسات اللاوطنية و اللاديمقراطية واللاشعبية التي انتهجها النظام منذ 1956 .
إنّ ضحايا الاضطهاد والاستبداد كثر ، إنّهم الشهداء الذين استشهدوا في مواجهة النظام الرجعي خاصة في انتفاضات جانفي وكذلك كل الجرحى والمساجين وعائلاتهم، إنّهم الآلاف المؤلّفة من الأميّين الذين لم يتمكنوا من الدراسة وكذلك الذين دفعت بهم ظروفهم الاقتصادية الصعبة إلى عدم مواصلة دراستهم، إنّهم كل من توفي بحكم الإهمال وعدم تمكينه من الرعاية الصحية اللازمة. إنّهم الذين عمدوا إلى الانتحار بأيّ طريقة كانت أو الذين ماتوا غرقا في البحار بحثا عن عمل .
إنّ هؤلاء الضحايا لم يسعوا إلى مطالبة مضطهديهم بالتعويضات أو بالهبات لأنها لن تحلّ مشاكلهم المزمنة بل اعتبروا ان إسقاط النظام هو الحل الجذري لمآسيهم وهو ما دفعهم إلى تفجير انتفاضة 17 ديسمبر 2010 يحدوهم الأمل في تغيير أوضاعهم المترديّة بصفة جذريّة وتوفير الظروف الملائمة للحياة الكريمة .
إنّ حركة النهضة الماسكة بزمام السلطة تسعى اليوم مثلها مثل من سبقها إلى استغلال الفرص لتمكين مؤيّديها من امتيازات ومنافع على حساب قوت الشعب في ظرف اقتصادي يقترب من وضع الكارثة ممّا يطرح على الكادحين مهمة رفض هذا النهب و مقاومته .

طريق الثورة / جانفي 2014



#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس : وقائع انتفاضة الإتاوة
- حكومة جديدة على بوّابة العام الجديد
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - تونس : صندوق للنهب