وقفة ضد حديث صحيح بالبخارى

طه يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

أولاً وأنت تقرأ كلامى ينبغى عليك خلع انتمائك المذهبى فضلاً على أنه يجب أيضاً ألا تخالجك الظنون فى أن ما تقرأه يهدم الدين ولا تلعب بك العواطف الدينية لعبها الذى يصم الآذان ويغلق العقول أمام الحقائق التاريخية التى أحاول جاهداً بثها لنحلل ونفهم ما حدث وآثر ذلك على ثقافة المسلمين الآن .
سنطرح سؤالاً

هل كان البخارى صاحب " صحيح البخارى " أصح كتاب بعد كتاب الله كما يزعمون يبطن البغض والعداء لآل محمد ويضع الأحاديث التى ترفع من مكانة قاتليهم؟؟

دعونا نرى

فى ذكر حوادث عام 49 هـ يقول ابن كثير فى البداية والنهاية " فيها غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم حتى بلغ القسطنطينية ومعه جماعة من سادات الصحابة ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وأبو ايوب الانصارى " ثم أردف قائلاً " وقد ثبت فى صحيح البخارى ( أن رسول الله قال أول جيش يغزو مدينة القسطنطينية مغفور له " فكان هذا الجيش هو أول من غزاها ) ..

فالحديث على صحته إلا أنه يخالف الوقائع التاريخية الثابتة الصحيحة ويعارض أيضا ما قاله النبى محمد فى فضائل الحسين وفوق كل ذلك فهو يخالف الآيات القرآنية الواضحة يقول الله " (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما ً))

يزيد بن معاوية كان قائد الجيش اذن... ولمن لا يعرف من هو " يزيد بن معاوية " عليه لعنة الله فهو الخليفة الثانى فى الدولة الاموية يقول عنه الذهبى " وكان ناصبيا فظا ، غليظا ، جلفا . يتناول المسكر ، ويفعل المنكر " ومعنى ناصبيا أى أنه يبغض ويلعن آل بيت محمد عليهم السلام !!

وقد بدأ هذا الملعون خلافته بقتل الامام الحسين وسبى نسائه حتى أنه لما قدموا عليه برأس الحسين أخذ ينكت بقضيب كان فى يده فى ثغره ، وليزيد من الجرائم الكبرى مالا يحصى فقد استباح المدينة المنورة وأطلق يد جيشه بقياده مسلم بن عقبه فقتل خلقاً كثيرا من أشرافها وقراءها وانتهب أموالا كبيرة ووقع فساد عريض بها وهتك أعراض الكثير من النساء وتبع ذلك بضرب الكعبة فيما بعد .

ولفت نظرى ما قاله العلامة " عبد الله العلايلى " فى كتابه الرائع " الامام الحسين " : ( يبدو مستغربا ، بادئ ذى بدء ، أن يزيد نشأ نشأة مسيحية تبعد كثيرا عن عُرف الاسلام ) ويقول ( أن يزيد يرجع بالامومة إلى بنى كلب هذه القبيلة التى كانت تدين بالمسيحية قبل الاسلام ومن بديهيات علم الاجتماع أن انسلاخ شعب كبير من عقيدته يستغرق زمنا طويلاً ) ويقول أيضا( إذاً كان يقينا أو شبه يقين أن تربية يزيد لم تكن اسلامية خالصة ، أو بعبارة اخرى كانت مسيحية خالصة ، فلم يبق ما يُستغرب معه أن يكون متجاوزاً مستهتراً مستخفاً بما عليه الجماعة الاسلامية )..

فهل كان البخارى أموى الهوى حتى يضع حديث كهذا؟؟

#طه_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات