تورتيلا فلات والصعلكة السياسية العربية

خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في رواية جون شتاينبك " تورتيلا فلات" مجموعة من العاطلين عن العمل يعيشون على السرقة والنهب والبلطجة في بلدة تورتيلا فلات. تبدأ الرواية بداني الذي يرجع من الجيش وهو في حالة سكر ويتفاجأ بأنه أصبح صاحب ملكية لبيتين عن طريق الوراثة من جده وهو الشاب الذي لم يعتد على هذا المفهوم ومايحمله من التزامات حيال الاملاك وطريقة ادارتها. فتتغيرحياته من التشرد إالى بيت ينام به. ويأتي اصدقاءه الذين يشبهونه في الصعلكة يعيشون في البيت الثاني ثم يحترق البيت فيأتون للعيش معه. من خلال هؤلاء يرصد الكاتب سكان البلدة ونشاطاتهم. يريد أن يقول أن حياة التشرد هي ضد مفهوم الملكية وتتعارض معه، رغم كل سلبياتها الا أنها لاتحمل حقدا على أحد بل هي حياة بسيطة. فالقرصان الذي يسكن معهم يجمع في كل يوم ربع دولار كي يشتري شمعدان كان قد نذره في حال شفاء كلبه. والوجه الاخر لهذه الحياة أنها صادقة وتبني العلاقات فيها على صداقة دون مصلحة. ورسالة أخرى يريد أن يقولها هي أن الملكية قد تكون احد مسببات المشاكل بين الناس. لكن دون ملكية لايمكن أن تبني حضارة وستظل في مرحلة التشرد.
هذه الصعلكة هي الشكل الذي اعتاشت به الانظمة العربية في طريقة النهب والسرقة واللصوصية والفوضى. وهذا احد الاسباب التي ساهمت بالتخلف , أذ أن التحضر بحاجة إلى مؤسسات ترعاها وليس الى قطاع طرق ولصوص يديرون سدة الحكم فيها.
رواية تورتيلا فلات هي من الروايات المشهورة للكاتب الامريكي جون شتاينبك وقد نالت الكثير من النقد والإقبال عندما نشرها في عام 1935. مثلها في ذلك مثل رواية اللؤلؤة.

#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل