أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - إصدار غابة الذئاب - تعليق خليل السواحري














المزيد.....

إصدار غابة الذئاب - تعليق خليل السواحري


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


مجموعة قصصية - غابة الذئاب
هذه المجموعة الأولى للقاص السوري المغترب "خليل الشيخة"، وهي تنبئ في مجملها عن ولادة موهبة قصصية رفيعة تمتلك منذ البدايات أصول الفن القصصي، اللقطة القصصية، طريقة رسم الشخوص، بناء الحدث وتطويره، وقبل كل ذلك المضمون الواقعي الواضح الملتزم بهموم الناس البسطاء من شعبنا الفلاّحين والعمال، دون الالتفات إلى كليشهات الأيدلوجيات التي إن صحت هناك فقد لا تصح دائما هنا .
خليل الشيخة قاص بالفطرة، يحسن التقاط المشهد والتركيز عليه والابتعاد عنه والاقتراب منه، ومجموعته هذه تنتمي - باستثناء قصة واحدة، وهي غابة الذئاب - إلى الواقعية البسيطة، شبه الحكائية، فهي قصص بسيطة في تكنينها الحكائي، واضحة في مغزاها وشخوصها، إنها تعيدنا إلى تخوم القصة الكلاسيكية، إلى تشيخوف وغوركي ويوسف إدريس وغسان كنفاني، ويوسف القعيد.. الخ.
كما تعيدنا إلى تخوم الحكاية الشعبية ذات الإطار الفني الحديث، وإلى الطريقة التي برع فيها عدد من الكتاب العرب المعاصرين أمثال: أميل حبيبي ومحمد علي طه من فلسطين، وكاتب هذه السطور.
ولم يكتف خليل الشيخة بتناول أوضاع الفقراء من العمال والفلاحين وهمومهم اليومية، مشكلات الخبز ومشكلات العمل مع الإقطاعي أو صاحب المصنع، ولكنه التفت إلى هموم الوطن حين تداهم أمور الناس البسطاء، فيجدون أنفسهم في مواجهتها، ففي قصة "الحاج ياسين والبندقية" نجد العجوز ينخرط لاشعوريا في مقاومة المحتلين، يخفي رجال المقاومة ثم يفتح لهم مجال الهرب من مطارديهم. ثم يتستر على الوجهة التي سلوكها في هروبهم وتتنامى نقمته بعد الإهانات التي تعرّض لها فإذ به ينخرط تلقائيا في المقاومة المسلحة... ومثل ذلك حدث في قصة "آلام من الماضي" حيث يلتحق البطل بالمقاومة رغم الجو العام من الإحباط الذي يسود المنطقة.
ولكن جو البؤس والحزن والفقر الذي يسيطر على معظم قصص المجموعة لم يمنع المؤلف من إضفاء نوع من الكوميديا السوداء على بعضها. ملامح هذه الكوميديا تبدو واضحة في قصة " الجمعيات التعاونية" ومشهد بيع الحمار، وفي قصة "الرغيف" وما تعرض له الشاب الأبله المطلي بالشحوم، كما تبدو في مشاهد صغيرة مبثوثة هنا وهناك بذكاء قصصي فطري مدهش.
أما قصة "يوم في الذاكرة" فهي من أجمل قصص المجموعة وأكثرها دلالة على مدى توغل النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى مدى إحساس البطل بالغربة وفقدان الحس الفطري بالعدالة الإنسانية، وفيها تبدو طريقة السرد وتسلسله أكثر نضوجا.
القصة الوحيدة التي جاءت شاذة عن باقي قصص المجموعة، شاذة في تكنينها وأسلوبها لا في مضمونها هي قصة "غابة الذئاب" التي اختار فيها القاص طريقة "كليلة ودمنة" في تقديم مضمون سياسي عصري، فيما يشبه طريقة القاص السوري "زكريا تامر" في مجموعاته القصصية الأولى. ففي هذه القصة يستخلص المؤلف الحكمة من أفواه الحيوانات في إسقاط صريح على العالم العربي المعاصر بدويلاته التي تتنافر لأسباب لا علاقة لها بشعوبها.
هذه المجموعة بأسلوبها البسيط وشخوصها الأكثر بساطة وعوالمها الشعبية تعيد إلينا الثقة بأن هذا النمط الواقعي الكلاسيكي في القصص لم يمت وأن ثمة إمكانية لمواصلة الكتابة، وأن التجريب الذي طغى على عالم القصة القصيرة العربية قد ينحسر من جديد لصالح هذا النمط من الكتابة البسيطة الواضحة.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق
- علم تحليل الشخصية - الشخصية اليقظة
- من العم توم الى باراك اوباما
- قراءة في كتاب (الرقيق) – ميندي نزار *
- إصدار كتاب إنطباعات الزمن الفائت
- ماوراء أعياد الربيع....سانت باتريك - النيروز - الفصح
- قراءة في رواية -عمارة يعقوبيان- لعلاء الاسواني
- تركيز الثروة العالمية بين أفراد
- تركها زوجها وفر مع صاحبته الامريكية
- الذات العربية والكيان الاسرائيلي
- قراءة في مجموعة (الكلاب) من الكاتبة ريما فتوح
- مشكلات التنمية في الوطن العربي
- الثقافة العربية ومرحلة الضياع
- الأصولية والغطاء الديني
- الابعاد الفنية للشخصية السياسية عند شارلي شابلن
- المجتمع والثورة
- الانسان والتاريخ
- السيطرة الاقتصادية في المجتمع الامريكي
- العنصرية ضد الزنوج في الولايات المتحدة
- الفكر الثوري


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - إصدار غابة الذئاب - تعليق خليل السواحري