أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - الأصولية والغطاء الديني














المزيد.....

الأصولية والغطاء الديني


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الواقع السياسي والاقتصادي في الوطن العربي يعطي ضوءا احمرا وهو يحرك هذا الكائن النائم بشتى أبعاده ومنها الحركات الأصولية. تتأصل حركة الرفض الشعبية خاصة في الطبقات الفقيرة بشكل واسع. ومن ثم تجد حركة الأصوليين تعاطفا من هذه الطبقة المضطهدة وبسبب أن الحركات اليسارية أخذت تتقاعد لما شهد المركز (الاتحاد السوفيتي) سابقا من انهيار.
- نشاطات الأصوليون في العالم العربي :
منذ أن قام الانقلاب الأبيض في الجزائر ليمنع جبهة الإنقاذ من السيطرة على البرلمان والأزمة في الجزائر تتفاقم. وطبعا لهذه الأزمة جوانب سياسية وأخرى اقتصادية وإضافة لكل ذلك المؤثرات الخارجية ، وكل هذا مجتمع ساهم بشكل أو بآخر في تضخم الأزمة. فمنذ رحيل الرئيس بومدين والأوضاع تسير في اتجاه سلبي . فالشاذلي بن جديد لم يستطع أن يضع برامج عملية لمواجهة المشكلات المتضخمة، خاصة مشكلة التنمية في البلاد ومشكلة ازدياد السكان. ولم تكن معظم هذه المشاكل ظاهرة في أيام الرئيس السابق، فلقد اتسمت مرحلة بومدين بالاستقرار السياسي واندماج الجزائر في محيطها القومي العربي وممارستها الايجابية في الدفاع عن القضايا العربية.
ومن الممكن أن نحصر الأزمة في الجزائر ضمن نقاط تبدأ بغياب الديمقراطية وخاصة عندما لجأت الحكومة إلى طريقة سلطوية لسد الطريق على المعارضة. مما أثار سخط المواطنين على الحكومة فكان ذلك فرصة للأصوليين لاستقطاب الكوادر الشعبية. وثانيا فشل البرامج الزراعية في توفير الموارد الغذائية مما جعل الجزائر ذات المناخ المتنوع والأرض الخصبة بلدا مستوردة للغذاء، والجانب الأخر يكمن في فساد التركيبة الحكومية بانتشار الرشوة والاحتيال على القانون مما ولد تناقضات ذات طابع حاد كانت الحكومة مسئولة عنها.
أما الأسباب الخارجية فتقع في محاولة السيطرة الأجنبية على خيرات البلاد وخاصة البترول والغاز ومعادن طبيعية. فقد عقدت صفقات مع الولايات المتحدة من أجل الغاز ومحاولة فرنسا التدخل في شؤون البلد الداخلية من طمس للهوية العربية للجزائر وأحياء التيارات المؤيدة لذلك. وفي عهد الشاذلي أخذ التيار القومي يضعف وتلته صراعات إقليمية مع المغرب وليبيا وتونس .
ومنذ تعيين بوضياف كرئيس مؤقت بعد الانقلاب والوضع ينحو إلى الهاوية، مما غير طبيعة الصراع ما بين الحكومة وجبهة الإنقاذ وخاصة بروز ظاهرة الاغتيالات ضد النظام . فقد ظن الشاذلي أنه إذا طرح برنامج الانتخابات سينهي المعارضة. وكانت النتيجة مذهلة فقد ربحت الجبهة الإسلامية 88 مقعدا وأقلية ضئيلة من الكراسي بقيت للحكومة.
وطريقة الإلغاء هي طريقة ستؤدي إلى نتائج سلبية وانفجار دام سيكون الخاسر فيها الناس بشكل عام ، وما إن يجد للأزمة حلول سلمية سيستمر النزيف ويغطي كامل ربوع الجزائر.
وأما في مصر فالواقع مشابه نسبيا، لتشابه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الجزائر. فمنذ أن انخرطت مصر في معاهدة (كامب ديفيد) حيث أخذت تنعزل عن واقعها العربي وتنشد في تجاه القوى الغير مستحبة. ولم تساهم تلك المعاهدة في حل الأزمة الاقتصادية بل فاقمتها . وتعرضت الأوضاع الاجتماعية إلى تفتت وتفكك داخل الأسرة وانتشار ظاهرة المخدرات كهرب من المشاكل الاقتصادية والأزمات الاجتماعية. لأن المعارضة السلمية غائبة أو مغيبة بواسطة الممارسات التي يلجأ إليها النظام في مصر فقد بدأت الأزمة تعبر عن نفسها بطريقة عنيفة دامية ومسلحة . مما دمر السياحة في البلاد وهز الأمن واضطربت البلاد. وبالطبع تطرح القوى الإسلامية كبديل عن الفساد والفشل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي. والمشكلة أن التيارات الإسلامية لا تطرح نفسها كبرنامج سياسي بل كقوة اجتماعية ذات أبعاد سياسية .
ومابين السياسي والديني يضيع الحق ويصبح المواطن مشتت الذهن . فهو يؤيد التيارات الإسلامية لأنه فقد ثقته في الأنظمة العربية وليس لأن هذه التيارات لديها حلول سريعة. فشعار (الإسلام كحل) ولا يقول شيئا من ناحية البرنامج الاقتصادي. لأنه باختصار المسألة ليست تطبيق حدود أو إقامة شعائر، بل هي تحد اقتصادي وحضاري بحاجة إلى أكثر من قوة وطنية للمساهمة فيها . واهم قوة هي المواطن . وقد اندرجت تيارات إسلامية تحت جناح الولايات المتحدة ، كونها فسرت الأمر على أنه تقاطع في المصالح مع الولايات المتحدة ، فهي ذهبت في السابق إلى أفغانستان لحرب النظام الشيوعي تحت يافطة كبيرة وواسعة هي (الجهاد) وهذا ما احيا هذه التيارات كقوة شعبية وأصبح من العسير السيطرة عليها.
هذه القوة الإسلامية لو تحقق لها الحلم لأكتشف المواطن العادي بأنها غير قادرة على تأمين الحماية واللقمة والاستقلال ، لأنها هي نفسها تعيش على فتات الماضي أو على هامش قوى أجنبية خارجية.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابعاد الفنية للشخصية السياسية عند شارلي شابلن
- المجتمع والثورة
- الانسان والتاريخ
- السيطرة الاقتصادية في المجتمع الامريكي
- العنصرية ضد الزنوج في الولايات المتحدة
- الفكر الثوري
- معانات الطابة العرب في امريكا
- أنور رجا والصافرات
- سقوط المثقف في هوة التطبيع
- سياسة العصا الغليظة
- من طرزان إلى رامبو
- كبف تصرفت هيئة الأمم مع أزمةالخليخ الأولى
- الفارق بين الانتخابات العربية والامريكية
- سكير ومجرم
- إنتزاع البراءة
- الثقافة العربية
- الثقافة العربية والتحديات
- عبدالرحمن منيف روائي ملحمي
- لماذا سقطت بغداد
- العرقية وحقوق الانسان


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - الأصولية والغطاء الديني