أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حذيفة صلاحات - لننتزع ما تبقى لنا من كرامة














المزيد.....

لننتزع ما تبقى لنا من كرامة


حذيفة صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 03:12
المحور: الادب والفن
    


لقد انتصف اليل يا أمي ايقظيني في الثامنة صباحا لكي اصل مبكرا الى الكلية استلقيت قليلا على سريري فنهارت علي احلام اليقظة تحدثني عن مستقبل جميل ما هي الا دقائق معدودة فغرقت بنوم عميق .انها الساعة الثامنة ايقظتني امي شربت قهوة الصباح بسرعة ومن ثم ذهبت للشارع الرئيسي في القرية استقليت الحافلة متوجها الى مدينة نابلس وكالعادة اشتريت الصحيفة لكي تخفف عني ملل الطريق صعدت الحافلة متوجها الى مدينة رام الله جلست في المقعد الاخير الى جانب النافذة وفتحت الصحيفة وقرأت العنوان الرئيسي الولايات المتحدة تهدد بقطع المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية اذا فشلت المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ومن ثم بدات اقلب الصفحات واقرأ العناوين اصابات في مخيم الجلزون خلال المواجهات التي جرت مع قوات الاحتلال يوم امس وقوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة في القدس والقوات الخاصة الاسرائلية تعتقل ثلاث شبان خلال اقتحامها مخيم جنين. دقائق ومن ثم انطلقت الحافلة فرحت لعدم وجود جنود الاحتلال على الحاجز لم تدم فرحتي كثيرا فلقد وصلنا حاجز زعترة طابور كبير من المركبات وبعد اكثر من نصف ساعة وصلة الحافلة الى الجنود صعد جندي قصير القامة وأمر الجميع ان ينزل من الحافلة جمع الهويات ومن ثم صعد باقي الجنود ليفتشو الحافلة ومن ثم عادو الينا وبدئو باعادة الهويات لنا بعد منادة كل باسمه فيذهب ليؤخذ هويته ومن ثم يصعد الى الحافلة بصدفة كان جيفارا صديق الطفولة يقف امامي لم نجرأ على مصافحة بعض خوفا من ذلك الجندي قصير القامة!منذ فترة لم ارى جيفارا فهو يعمل في مدينة رام الله ولا يتواجد كثيرا بالقرية جاء دوره ليؤخذ هويته وما ان اقترب من الجنود انهالو عليه ضربا ومن ثم قيدوه والقوه بداخل الجيب العسكري لم يجرؤ احد على مساعدته وبعد ان انتهي تفتيش الذل شبه اليومي صعد الجميع الى الحافلة فقمت فورا بالاتصال باهله واخبرتهم بما جرى مع جيفارا ومن ثم انطلقنا بطريق وما اطولها من طريق وما اشدها مرارة على قلبي فعلى افق عيوني لا أرى الا مستعمرات صهيونية كبيرة والقليل من القرى الفلسطينية سرطان الاستيطان التهم معظم اراضيها لم ولن اتقبل ولن لم استوعب كيف ان يهودي جاء من اقصى بقاع الارض واستوطن في تلك القرى الفلسطينة وسلب اجمل ارضيها ولم يكتفي بذلك بل يمغص حياتهم اليومية بالاعتداء عليهم والاعتداء على ما تبقى من اراضيهم شوارع كبيرة خصصت لذلك الصهيوني الذي اتى من اقصى بقاع الارض بيوت راقية واشجار كثيرة على اعلى ذلك الجبل وفي الاسفل بيت فلسطيني بسيط وما ما تبقى له من ارض واشجار له كئيبة جدا ارى صهاريج لنقل المياة لتلك القرى وهناك في اعلى الجبل لم يكتفو بالارض فقط بل ينهبون ما بها من مياه جوفية وهي محرمة لغير الصهيوني ارى السيارات العسكرية الاسرائلية تجوب الشارع بكثافة لأجل حماية مستوطنيها اتنفس بعمق لم يتبقى لنا سوى الهواء ولو استطاعو لسلبوه منا اصل مشارف رام الله وما زال كابوس الاستيطان يلاحقني وفجاة تتوقف الحافلة قليلا القى نظرة من النافذ انها مواجهات مخيم الجلزون شبه اليومية مع جنود الاحتلال وادهشتني شجاعة ذلك الطفل الذي يلقي الحجارة على جنود مدججين بسلاح وهو سلاحه الحجر ومن ثم انطلقت الحافلة وصلنا مركز المدينة نزلت من الحافلة سمعت اصوات صراخ في مركز المدينة فدفعني الفظول لاذهب وارى ماذا يجري ادهشني العدد الكبير لجنود السلطة الوطنية الفلسطينية الذين يقمعون مسيرة لعدد من الشبان خرجو ليقولو لا للمفاوضات مع الجانب الاسرائلي ربما عدد الجنود اكثر منهم والسبب يريدون منعهم من الوصول الى المقاطعة ليسمعو رسالتهم للقيادة الفلسطينية .وما هي الا دقائق قلية وتم انهاء المشهد وعاد الامور الى طبيعتها عاد الهدوء الى مركز المدينة اتنهد قليلا وانظر الى المستعمرة التي لا تبعد سوى دقائق عن المدينة واقول لنفسي تبا عن اي سلام وعن اي دولة يتحدثون في ظل وجود سرطان الاستيطان .
اهرول الى كليتي فقد تاخرت كثيرا وحينما وصلت وجدت ان المحاضرة قد انتهت اذهب الى الدكتور لا عتذر منه سبب عدم حضوري لايقبل عذري ماذا عسانا ان افعل الان سوى الذهاب الى الجلوس مع زملائي ومن ثم بدأ الحديث عن عالم السياسية ومشادات كلامية بينهم حول انتمائتهم الحزبية أصمت ولا اخوض في نقاشتهم فلم يعد للكلام اي معنى ولم أعد اهتم بتلك الاحزاب وبعالم السياسية فالكلام لا يقدم شيء فلم يعد في قلبي متسع للكلام لقد ان الاوان للعمل لاعادة ما تبقى لنا من كرامة ...ان الطريق مظلم وحالك فأذا لم احترق انا وانت فمن سينير الطريق؟؟!!



#حذيفة_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتاء وفقر وانانية وثائر هو الضحية
- حكاية المارد الاحمر
- فصل الشتاء
- فرحة لم تكتمل
- مأساة عامل فلسطيني
- على الحاجز
- القطب الثالث هو الحل
- هل هو ربيع ام خريف ؟


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حذيفة صلاحات - لننتزع ما تبقى لنا من كرامة