أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - هل وقع المحظور في المناطق الكوردية من سوريا؟














المزيد.....

هل وقع المحظور في المناطق الكوردية من سوريا؟


جوان ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجري الأمور على قدم وساق في المنطقة الكوردية في سوريا وعمومها، كما تشتهي العصابة الحاكمة في دمشق وفق خطط وسيناريوهات موضوعة ومحبوكة بإتقان , فها هي الاطلالة الاولى من بوادر الحرب الاهلية العرقية بين الكورد والعرب بالمعنى الجزئي للكلمة تطل برأسها, واكثر من ربع مليون كوردي هجر ارضه فقرا وخوفا ويأسا, ويوما بعد يوم تتجسد حقيقة انتصار النظام واعوانه في المناطق الكوردية , وحقيقة انه سيعود اقوى مما كان عليه بعد استتباب الاوضاع في المناطق الاكثر مفصلية في الصراع الدائر في سوريا كدمشق وحلب اذا استمرت التطورات على هذا المنحى وبهذه الوتيرة.
خلط الأوراق وضرب الأطراف بعضها ببعض وانهاكها وارهاقها والهاءها وقبل ذلك كله اختراقها ، هو المدماك الرئيسي لسياسات النظام الأسدي الجهنمية لإطالة عمره والتوضيح للرأيين العام المحلي والدولي بأنه افضل الموجودين على الساحة من بين المتصارعين والمتكالبين على السلطات والفتات. والعصابة الاسدية لها باع طويل وخبرة استثنائية في هذا الميدان اكتسبتها ايام تواجدها على الساحة اللبنانية وما عاثت هناك من خراب وفساد واقتتال بين اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء.
سمح النظام للكورد الموالين لحزب العمال الكوردستاني ( الصديق- العدو , القديم- الجديد ) بتشكيل قوات الحماية الشعبية وترك لهم بعض المناطق الصغيرة غير الحيوية في محافظة الحسكة لإيهامهم بالتودد حياله او على الأقل لتحييدهم ونجح في مسعاه، لكنه بقي وتشبث في قامشلو والحسكة , كما سمح لهم بتشكيل كانتونات وحكومات لا حول ولا قوة لها لادارة مناطقهم كما يدعون ومكافأة لهم على انتهاج الخط الثالث كما يحلو لهم تسميته.
ولأن النظام يدرك انه لا يستطيع كسب ود الكورد الى ما لا نهاية لسجله الإجرامي الأسود حيالهم ، وكذلك مع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي حليف العمال الكوردستاني الذين غدر بهم وبزعيمهم المعتقل في ايمرالي في الماضي القريب ، ولانه لم يرق له أيضاً تعاظم تلك القوة العسكرية ، التي قد تنقلب يوما ما ضده لانه لا ثابت في السياسة , ولان تلك القوة باتت اكثر عددا وعدة من جيش ومخابرات النظام نفسه في المنطقة الكوردية , الامر الذي لم يطب له, ولان اولوياته هي دمشق وحلب , لذلك استقدم داعش وغيرها متغاضياً الطرف عن نشاطاتها وتحركاتها في اكثر من منطقة في سوريا , وبالذات في الرقة والمناطق الأكثر قرباً من المناطق الكوردية ، وذلك مكافأة لها على عدم محاربتها او تحرشها بجيش الأسد في اكثر من مكان ، واستوطنت تلك المجموعات الهجينة والتي هي عبارة عن كوكتيل من المرتزقة والارهابيين الذين يعملون لصالح اجندات استخباراتية اقليمية ودولية وكذلك من بقايا البعث وشبيحة النظام وعملاءه في المناطق العربية الحاضنة الاجتماعية القوية لها والتي تؤكد الكثير من التقارير ان معظم عناصرها ومقاتليها هم من العرب المحليين ابناء المنطقة الذين يمتازون بعنصرية فريدة ازاء الكورد ومعاداة ما يطمحون اليه، وعدم استيعاب وجود قوة عسكرية خاصة بالكورد ( التجربة الاولى لهم في سوريا على هذا الصعيد ) بصرف النظر عن القيل والقال واللغط الذي يدور حول تلك القوة وعلاقاتها وتنسيقها مع النظام في اكثر من موقع وعلى اكثر من صعيد, وهم على استعداد للتحالف مع الشيطان في سبيل لجم الطموحات الكوردية المشروعة في سوريا , كاحدى نتاجات وتجليات فكر البعث والعائلة الاسدية الحاكمة طوال ما يقارب الخمسة عقود من حكمها الجائر لسوريا, وبدأ النظام من خلال الخلايا العميلة باللعب على الوتر الأكثر خطورة في المنطقة وهو وتر الحساسيات العرقية الكوردية - العربية الدفينة من خلال الأبواق والعملاء في تل حميس وتل براك وأخيراً والأكثر خطورة من كل ذلك إقحام الدين من خلال المساجد وخطب الجمعة للتجييش والتأجيج ضد الكورد من خلال قوات الحماية الشعبية كالذي يصب الزيت على النار.
ليس صحيحا بأن النظام لا يستطيع دحر عدة مجاميع مسلحة متمركزة في تل حميس الصغيرة جدا منذ ما يقارب الستة اشهر , ومعظم تصويباته العسكرية تذهب سدى وتخطأ الاهداف ؟!! فكيف به اذا يحاصر مناطق تضاهي مساحة تل حميس اضعافا مضاعفة في دمشق وحمص وغيرها ويبيد السكان جوعا ومرضا لاركاعهم , ولا يستطيع تطبيق ذلك الحصار على بقعة جغرافية صغيرة كتل حميس بغية استسلامها , لا يكلف حصارها النظام ربع ما كلفه من وقت ورجال وعتاد مقارنة مع المناطق الساخنة الاخرى , وليس صحيحا ايضا بأن داعش والنصرة ومن لف لفها لا يعرفون بأن النظام يسقط وينتهي في دمشق وليس في المناطق الكوردية, ولكنه الدور المنوط بهم في هذه المرحلة.
قد لا يرتقي ما اقترفته القوات الكوردية في تل براك الى ربع ما اقترفته عناصر داعش والنصرة بحق المدنيين والمسلحين الكورد في المناطق الكوردية , واخر فصولها في تل معروف الابية والمساس بالمقدسات الدينية لآل الخزنوي الكرام , وقد لا يجوز حتى المقارنة في احيان كثيرة , ولكن الان ليس مهما المقارنة بين الانتهاكات والفظائع في ظل ( فقدان الطاسة ) والتغطيات الاعلامية المنحازة وغير المنصفة والتي تسبح في فلك المحاور والتكتلات , كما ليس مهما تسجيل النقاط ضد بعضنا البعض بقدر ما هو مهم البحث عن امكانية عدم الانجرار وراء الاعيب النظام من حيث نعلم او لا نعلم وعدم الوقوع في افخاخه الكارثية التي سيكتوي بنارها الجميع دون انتصار احد وهزيمة اخر.
بصرف النظرعن الحق والباطل والمحق والضال في هذه المعمعة فقد نجح النظام في اشعال الشرارة الاولى من الحرب الاهلية في المناطق الكوردية في سوريا بين العرب والكورد في التلال الثلاث ( حميس وبراك ومعروف ) وبمساعدة وعون العملاء والمرتزقة من جميع الاطراف , ونأمل جميعا ترجيح كفة العقل , وانه لا يزال هناك متسع من الوقت وجوانب مضيئة في الضمير والاخلاق لدى الجميع لتفادي الكارثة الكبرى .



#جوان_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد في سوريا واقتناص الفرصة التاريخية
- عندما تتأبد الضحية دورها
- جنيف 2: عُقد ولم يُعقد
- أضواء على زيارة رئيس اقليم كوردستان ( العراق ) الى آمد ( ديا ...
- مواسم الهجرة الى الجنوب


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - هل وقع المحظور في المناطق الكوردية من سوريا؟