أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - جنيف 2: عُقد ولم يُعقد















المزيد.....

جنيف 2: عُقد ولم يُعقد


جوان ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحفل التاريخ بالعديد من حالات النزاع التي لم تستقم معها الحلول التوافقية الترقيعية الوسط ( اللون الرمادي ) ، وأبت تلك النماذج ( القلاقل ) الرضوخ والإذعان للسكينة والهدوء إلا على قاعدة ( يا غالب يا مغلوب ) او ( يا ابيض يا اسود ) ، مع ما عنيت من أثمان باهظة في البشر والحجر, وبصرف النظر فيما اذا كانت البدائل التي في جعبة المنتصرين راقت للثائرين ام لا.
ومع بالغ الاسف والحزن , يبدو ان الحالة السورية تتبوأ صدارة هذه الشاكلة من المنازعات السياسية والمسلحة, في ظل الغياب والتغييب التاريخي المتأصل والمتجذر للغة الاعتدال والوسطية , التي طالما تشدق بها السوريين على مر تاريخهم , والتي سقطت في واد سحيق في اول امتحان حقيقي تعرضت له , والتغييب القسري للغة السياسة ومفرداتها الرئيسية كالواقعية والحقائق والمعطيات. وبعد ارتكاب النظام الأهوال والفظائع على وتيرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً بعد الحرب الكونية الثانية ، على امل إطفاء جذوة الحراك الجماهيري السلمي أولاً ، والمسلح لاحقاً ، بعد استفراده بالشعب الاعزل , وتأكده مرارا وتكرارا بصعوبة حدوث التدخل العسكري للاطاحة به , او على الاقل للجمه وردعه , بحيث لم يعد في وارد التنحي او التسليم، لأن في ذلك فناءه فيزيائياً , مع ما تعنيه هذه الحقيقة من تعرض رموزه للتصفية والملاحقات القضائية وعمليات الثأر والانتقامات الفردية والجماعية , التي ستكتسي دون ادنى ريب صورا واشكالا مختلفة قد تفوق المعقول في احايين كثيرة.
وبعد ان أتقن الدور المنوط به في تخريب البلاد والعباد لحدود الاحترافية والإبداع ، لدرجة لم يعد بمقدور القائمين والممولين لهذه اللعبة القذرة ( المنتجين والمخرجين ) الاستغناء عن نظام ممانعة ومقاومة الشعب في استكمال مسرحية الرعب الى مطافها الأخير ( مثوى البلد).
قلما تقاطعت وتلاقت المصالح الدولية والإقليمية للقوى المتناقضة في النزاعات السياسية والمسلحة لدرجة الأوج والذروة والكمال ، كما في النزاع الدولي الإقليمي الدائر رحاه على الرقعة السورية ، حتى باتت فرضية الاستسلام والانسحاب او حتى الارتخاء من طرفي الصراع في أداء الدور الموكل اليهم هرطقة وتخريف وتدجيل , وغير قابل للتطبيق او ربما حتى للجدال، واذا كانت تلك الفرضية قابلة للتناول والتداول في أروقة صانعي اللعبة واللاعبين في البدايات ، فإنه من الصعب إن لم يكن محالاً تخيله الآن بعد ان تمرغت لا إنسانية عديد أطراف النزاع السوري الدولي الإقليمي في وحل ومستنقعات القتل والاجرام بحق شعب اعزل كل ما اقترفه وجناه انه فكر وسعى يوما الى تذوق طعم ربيع الحرية والديمقراطية ، التي حرم منها لعقود خلت على ايادي العصابة الاسدية الحاكمة ، وانه لو كان على ربع دراية بما سيجلب عليه جنوحه وجموحه ومغامرته في الإقدام على المطالبة بربيع الحياة، لفكّر ألف مرة قبل ان يخطو خطوة واحدة على الدروب الشائكة والملغومة، ولمّا اقدم على ذلك ، ولفضّل الخريف الذي أدمنه بنقائصه ومثالبه والخلود فيه , على اللعب بالنار او الارتماء الى دائرة جهنم والانتحار، بعد ان تآمر كل العالم ضده واغتالوا حلمه الجميل وهو في المهد.
يستشف من الكلمات ( الخطب ) النارية التي القيت في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف ٢-;- ، ان أبواب الحل السياسي في سورية بالصيغة ( الغامضة ) المأمولة المتداولة في أروقة الدبلوماسية الدولية المنافقة ، موصدة بإحكام قلّ نظيره ، وان مفاتيحها نائية كبعد الأمل وفقدانه لدى السوريين في حيازة أدنى مستويات العيش والإنسانية والكرامة ، وكنأيي البسمة عن شفاه أطفالهم، وان جنيف ٢-;- ( اذا كتب له العيش والانطلاق ) لن يكون نزهة قصيرة الأمد على دروب سالكة ، لا بل وكما يبدو سيكون على النقيض من ذلك تماماً ، طريقاً وعراً غير سالك محفوفاً بالمخاطر ، بسبب تراكم النفاق الدولي والاقليمي وجبروت الطغمة الحاكمة في دمشق , وغباء وسذاجة وبدائية المعارضات السورية المتعددة.
مضامين الكلمات وطريقة القاءها وتضاريس الوجوه المتجهمة ، لم توحي بأن هناك أجواء مؤتمر للصلح ، وكانت أشبه بأجواء المحاكم ومرافعاتها ، او بمهرجانات الخطاب والبلاغة او كمن يحضر نفسه لجولات لاحقة اكثر دموية وشراسة , او بمحاولات دؤوبة لتسويق الخطابات المتناقضة وللتشهير والتجريح والإهانة في عملية استعراض العضلات ( لغوياً ) وهذه المرة وجهاً لوجه.
الأسلوب الذي تحدث به وليد المعلم ينم عن ان النظام ما زال قوياً على الأرض ويحقق المزيد من التقدم ميدانياً، وانه ليس في وارد مسألة تنحي الأسد نهائياً ، وهذا يستحضر في الاذهان القاعدة القديمة الجديدة للنظام وهو انه لا يفقه غير منطق القوة ، فهو أساس بناءه وتاريخه وديمومته ولا يمكن ان يزول إلا بذلك المنطق والأسلوب الذي اغتصب من خلاله السلطة في غفلة من الزمن والتاريخ.
تمسكن كثيرا احمد الجربا باسم الشعب المنكوب المسكين ، ولكنه يدرك في قرارة نفسه انه حضر المؤتمر مع ائتلافه الهزيل مكرهاً لا بطلاً ، وانه لم يكن يملك خيارات اخرى تمنكه من الاستمرارية والصيرورة في حال العزوف عن الحضور , وان المعارضات السورية المختلفة تتآكل تدريجياً سياسياً وعسكرياً على الارض , بفعل التشرزم الذي يفتك بها , وارتهانها اللا محدود للاجندات الخارجية المتضاربة , واختراقها من قبل عملاء النظام.
يحدونا الأمل جميعاً بوضع نهاية قريبة للمأساة السورية المروعة رغم المعطيات والوقائع التي لا تشي بذلك ، ويبقى بصيص الأمل الخجول معلقاً على الرعاة لاڤ-;-روڤ-;- وكيري في الضغط على وكلائهم لتقديم التنازلات في سبيل الوصول الى صيغ وتفاهمات توافقية في حدودها الدنيا حول الجوانب الانسانية فقط كفتح ممرات الى المناطق المنكوبة الخاضعة لحصار جائر من قبل جيش النظام كوسيلة للتركيع والخنوع ، املاً للتخفيف من معاناة السوريين في الداخل.
قد يكون من المبكر الحكم على المؤتمر وما سيفضي اليه , الا انه وكما يقال حسب المثل السوري الشائع ( المكتوب باين من عنوانه ) , ويبدو ان الجميع حضر المؤتمر وقال كلمته باستثناء الشعب السوري المنكوب المسكين , لذلك فان جنيف 2 عقد ولم يعقد.



#جوان_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على زيارة رئيس اقليم كوردستان ( العراق ) الى آمد ( ديا ...
- مواسم الهجرة الى الجنوب


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - جنيف 2: عُقد ولم يُعقد