أنام فوق نعش السفر

حرية عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 00:43
المحور: الادب والفن
    

أنام فوق نعش السفر
إرحل ..
لا أريدك قربي
لا تقترب..
فأنا سوف أختلي بنفسي
وأسكن أفق الكهوف
أطوي ليالي الضباب
وأنحث إسمي على مرايا الماء
لا تبحث عني بين الدروب الغريبة..
فلن تجد غير الرماد يتفجر بالبكاء
ولا تُفتش في دهاليز زوايا الجنون...
فهي ساكنة في صمتها ،،
لا ترغب في اللقاء
رجوتك ...
أن ترحل ،،،
عن غياهب قلبي
ودعوتك ...
أن ترمي بالملح المجروش على صدري
فرغبتي لم تكن سوى خطيئة
ودعوتي عواء الوحدة
وتوسلاتي بكاء الإكتئاب
وراء اِرتعاشة الغيم
وراء شبح القصب
تدلى فحيح الغضب
وتدلت معه كآبة الليل على مواء الفقر
فهوت سقوف الماء على الدجى الحزين
ورمت بأشباحها بين أنياب الموج
تلتقطها حيتان الغرق
فما همني أن تبحث عني
وما همني أن تسأل عن جنوني
فأنا ما زلت أقبض على جمر صدري
أحمل قلبي بين أنياب الطرقات المظلمة
وأشكي مرض الروح للصبر
عله يداوي عيونه المتورمة
يا مانحي الغمم
يا من فرش أرض الكون بعشب الوهم
خانتني الوعود الباهتة
ضمرني حريق العطر
وصب كؤوس المرارة على قافلتي
يا ويحاه
يا راقداً في كنف العدم
كف عن ملاحقة الماء
ففي زبده ورم
وفي رمله شهب
وفي موجه يرقات من خفافيش ونمل
ومن براعم صلصال وطين وكتب
فاِرحل عن موجي ورصاص قلبي
واِرحل عن بقايا جسدي
لا أريد اِعادة الغطاء على صدري
ولا أرغب في مداوات اليأس
فما أريده هو اِرتوائي من عطش الصمت
وكنس دلال الهمس
وأن أسبح في ظلالك وأنام فوق نعش السفر

حرية عبد السلام
30/12/2013

#حرية_عبد_السلام (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل