أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شيرزاد شير - صفحة سوداء تجري احداثها بين جبلي كاروخ وهندرين!!














المزيد.....

صفحة سوداء تجري احداثها بين جبلي كاروخ وهندرين!!


شيرزاد شير

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 05:51
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


صفحة سوداء تجري احداثها بين جبلي كاروخ وهندرين!!
في ذكرى مجزرة بشت آشان المأساوية!
شيرزاد شير (شوان شقلاوا)
كان ذلك في ربيع عام 1983، وكانت نار الاقتتال الداخلي تتوهج اكثر فأكثر ويزداد اوار سعيرها يوما بعد اخر، وقرقعة السلاح تُسمع من بعيد..! انها مفرزة جود المشتركة والكبيرة العدد، تتحرك رويدا رويدا شمالا ولا نعرف شيئا من التفاصيل عما يجري في المناطق الأخرى...! الشيء الوحيد الذي نعرفه هو اننا في طريقنا الى بشت آشان.. ولا اخبار من هناك!؟ وحدتنا الصغيرة تتجه يسارا واخرى اكبر عددا يمينا، في طرق ومسالك غير مألوفة بالنسبة لنا...!
بالأمس القريب كنا في ضواحي اربيل، واليوم نتسلق قمما عالية ونسير في وديان وعرة..! نتجه شمالا ونجد انفسنا في وادِ عميق وبين عملاقين، انهم جبلي كاروخ وهندرين...! في الجانب الأخر تقع قرية درگلة الشهيرة، احدى معاقل الثوار الشيوعيين في الستينيات!
ففي هذه الرقعة الجغرافية الضيقة نوعا ما وقعت قبل حوالي 20 عاما احداثا تأريخية جسام! عند هذه السفوح جرت احداث معركة هندرين الشهيرة والذائعة الصيت! تلك المعركة التي كسرت شوكة الجيش العراقي في المنطقة وعززت مكانة وهيبة الحركة الثورية الكوردية انذاك! انها مأثر مسجلة ومنقوشة ومطرزة في صفحات الثورة الكوردية!
نقترب من نهاية الوادي، امامنا الأن قرية "سران" الرابضة هناك...! ننتشر حواليها بسرعة فائقة وندخلها بيسر وبدون قتال يذكر، اذا صح القول..!
في القرية يقع عدد من مسلحي اوك اسرى في ايدينا، ويُنقلون حالا سالمين الى الخطوط الخلفية! فتتوضح الصورة لنا شيئا فشيئا، نحاول ان نوسع دائرة حركتنا، ونتسلق الفسحة المطلّة على القرية من الجانب الأيمن، جانب جبل كاروخ الشاهق!
نشوة الانتصار السريع هنا تعزّز ثقتنا بأنفسنا...بِتنا نشرف كليا على الوادي في الجانب الأخر... نُحكم سيطرتنا التامة على اي تحرك لمسلحي اوك هناك اثناء النهار..! ما هو في حوزتنا من عتاد ومؤونة وغذاء قد لا يكفينا امدا طويلا..! وقد تنفذ كلها في المساء..! يسدل الليل سدوله ويخيم الظلام الدامس في كل مكان! اضوية بعيدة نراها ونتذكر، ان "كل ظلام الدنيا لا يقوى على اطفاء ضوء شمعة واحدة"..!!!
هدوء غريب ومشوب بالحذر يسود المنطقة! وفجأة، يتطاير الرصاص فوق رؤوسنا ومن كل الاتجاهات! ما هذا...وهل انهم هنا..؟ وهل وصلت الامدادات لمسلحي اوك المتواجدين في جانب جبل هندرين من القرى القريبة من هناك.!!!
لقد ارسلنا الرفيق زيرك عند بزوغ الفجر الى القرية طلبا للنجدة، حيث كانوا رفاقنا في مفرزة جود..! ولا جواب..!؟ يا ترى، ماذا جرى له..؟؟؟
ننتظر وصول التعزيزات او البدلاء من قوتنا المتواجدة في القرية وضواحيها..! وعبثا نحاول ان نقتنع بذلك..!؟؟؟ فنحن في عزلة تامة عن التطورات السريعة على الساحة..! ولا علم لنا بالموقف هناك..!!!؟
في تلك اللحظة الحاسمة تصل قيادة المفرزة المشتركة معلومات تؤكد استيلاء مسلحي اوك على مقراتنا في بشت آشان! فتتخذ قيادة القوة قرارا سريعا بالانسحاب فورا من المنطقة الى الوراء، بإتجاه وادي ملكان، والى منطقة باليسان الأمينة نسبيا!
يعطى الايعاز لنصيرين، حسبما قيل لنا فيما بعد، لكي يتم تبليغنا بالتفاصيل والانسحاب من مواقعنا! ولم نتأكد الى يومنا هذا من صحة ذلك من مصادر مستقلة، " وانا في شكٍ من ذلك! الجبن والتخاذل والاهمال الكلي من جانب قيادة القوة، كلها معا تسببت في عدم وصول الخبر الينا..!!؟؟؟
في الصباح نقرر، نحن المتبقين هناك في القمة، النزول الى القرية، متأكدين نوعا ما من الأمان حوالينا..! ونتحرك نزولا بإتجاه القرية! فلا زلت اتذكر كل ذلك وكأنها احداث جرت قبل ايام فقط! ولا زال المشهد يتراقص امام عيني بكل وضوح!
يُطلق علينا الرصاص وجها لوجه، تأتينا رشقة مفاجئة ومن مسافة قريبة جدا، يطير اليشماغ من رأسي ويصاب رفيقي في كتفه في نفس اللحظة...! يسقط بجنبي واسقط معه، امسك احدى يديه واحاول ان اجره الى الوراء، اسحبه بضعة امتار وبصعوبة خلف حجرة!
يطوقوننا من كل الجوانب ويقتربون منا شيئا فشيئا! اسمع صراخا من الجانب الأخر..!!! اين انتم، ايها الكلاب..؟؟؟ ارموا السلاح وارفعوا اياديكم..! لقد نفذت اخر الاطلاقات في قتال الليل، وسلاحنا الخالي من الاطلاقات بات عبئا علينا..!
نقع اسرى في ايديهم وتأتيني ضربة من فوهة البندقية، تُلقيني ارضا ويتدفق الدم من جبيني! ومن ثم ينقضّون على رفيقي الجريح كالذئاب..!!! شتائم واهانات تتكرر مرارا..! انهم جبناء..!
قوتنا الصغيرة كانت تضم حوالي 18 مسلحا من مفرزة جود المشتركة، ولا اتذكر بالضبط كم كان عددنا نحن الشيوعيين، اربعة، خمسة او اكثر... لست متأكدا من ذلك...!؟؟؟ فما هو انا متأكد منه، كنا - انا وملازم سيروان وسربست وزيرك!
يجمعوننا معا ويتهيأ احدهم ان يطلق علينا الرصاص، فيقفز عليه اخر من اهل القرية ويمسك ببندقيته قائلا – لا تفعل ذلك، لا تفعل، سيقتلون اسرانا الذين في حوزتهم...! فيفصلوننا عن بعضنا البعض...
اسمع اصواتا اخرى من جهة اليمين- انهم انذال وجبناء...انه كلب عربي اسود...!!!؟ لا لا، ارجوكم وانا اصرخ عاليا، انه من قومكم، انه من قومكم..! لا لا، انه من اهلي، من شقلاوا...اسألوه، انه سربست، رجاءً اتركوه معي.!!! يأخذونه بعيدا ومن ثم يطلقون النار عليه فيما بعد، اسيرا لديهم وجريحا بين ايديهم..!!! وامام انظار الرفيق زيرك، الذي كان قد دخل القرية مطمئنا من ان رفاقنا لازالوا هناك، ووقع قبلنا في اسرهم عند منبع الجامع!
نعم نعم، لقد تركونا رفاقنا في ساحة القتال وحدنا وفروا هاربين، خوفا وتحسباً لهجوم محتمل عليهم من جانب قوة اوك القادمة من جانب قرية ورتي ....!!!
وهكذا تم نقلنا في اليوم الثاني الى "سجن ورتي" لنلتقي هناك بالرفاق الأسرى من بشت آشان!
فتباً للجبناء وتباَ للأوغاد، تباً للقتلة المجرمين، وتباً للوحوش الكاسرة، وتباً لأشباه البشر، الذين باعوا كل شيء بسعر بخس في سبيل مصالحهم ولإشباع رغباتهم المريضة...!!!



#شيرزاد_شير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراراتكم التاريخية الاخيرة اثلجت صدورنا!
- شعبنا جدير بأن يقرر مصيره بنفسه
- شعبنا الكلداني الأشوري السرياني ومسودة دستور كردستان
- الانتخابات السويدية عرس وطني كبير
- -بلدتي شقلاوا بين الأمس واليوم-
- إلى أمّي، في الثامن من آذار!
- الى أمّي، في الثامن من آذار !
- هل تعلمنا شيئا من مأساة تسونامي !؟
- هل نحن فعلا أصحاب قضية أم يكفينا فقط أن نتغنى بأمجادنا التار ...
- الحوار المتمدن- مدرسة للمدنية والحوار الهادئ والبناء-
- لا أمان لنا في وطننا إلا في ظل نظام ديمقراطي حضاري
- سوف أقاطع الدستور المعمم
- الانتخابات العراقية و افرازاتها المستقبلية
- الرفاق - والأشقاء في سوريا جنبا الى جنب مع الأرهابيين الظلام ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شيرزاد شير - صفحة سوداء تجري احداثها بين جبلي كاروخ وهندرين!!