أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - سوريا خارج مجلس الأمن















المزيد.....

سوريا خارج مجلس الأمن


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من أولويات الشروط التي لم يفرضها الوفد السوري المعارض والمفاوض في جنيف2 هو وضع جدول زمني محدّد للمفاوضات بحيث لا تمتد إلى أمد غير معروف يسمح للنظام بشراء الوقت واللعب على حبل تطوّر الأحداث الذي هو خبير به. واتفاق حمص الذي حدث بين الأمم المتحدة والنظام السوري في الأسبوع الثاني من شهر شباط/فبراير، بمعزل وجهل تام من طرف الائتلاف، الذي من المفترض ان يكون جهة مشتركة في هذا الاتفاق، وتطبيقه الهش الذي كان يقطعه من وقت لآخر قصف موجّه على قوافل الأمم المتحدة أثناء إجلاء المحاصرين المدنيين منذ ما يزيد على الـ 100 يوم في المدينة المنكوبة، هذا ناهيك عن الانحراف في حيثيات الخطة المعتمدة أصلاً في جنيف2 وهي فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الطبية والغذائية قبل عمليات الإجلاء التي أقل ما نصفها بأنها عملية تمييزية تمّت على أساس الفئة العمرية بحيث لا يخرج من المحاصرين من تجاوز عمرهم الـ 15 عاماً، بما يؤكد القراءات السياسية لهكذا نهج برغبة النظام في تغيير التوزيع الديموفرافي للمنطقة، وفرزها على قاعدة طائفية سياسية وليس إخلاؤها لدوافع إنسانية، وذلك من أجل تحقيق مآرب بعيدة المدى في التأصيل لمناطق ذات طابع طائفي يتبع ويدين للنظام.

ومن اللافت أن الأمم المتحدة وافقت على هذا الانحراف الذي حدث في الاتفاق المبدئي الذي رعته جنيف2، وأن الابراهيمي لم يهتم برضى أو قبول الائتلاف، الممثَل بوفده المفاوض، بهذا التحول الذي جرى في مجريات عمليات تحرير المدنيين المحاصرين في مدينة حمص. وكأن الأمم المتحدة تعقد اتفاقات جانبية مع النظام، وهو الجهة الأقوى على الأرض الآن باعتراف وزير خارجية الولايات المتحدة، السيد جون كيري، في تصريحاته الأخيرة غير المطمئنة، والتي أشار فيها إلى التفوّق العسكري للنظام مقابل تراجع المعارضة المسلحة على الأرض، وهو يعلم تماماً ان مشروع جنيف2 كان مشروطاً منذ إطلاقه بوعود قطعتها الولايات المتحدة بتسليح متواصل للمعارضة من أجل تحقيق توازن عسكري على الأرض يضمن لقواها المسلّحة الدخول إلى هكذا مفاوضات بشروط أفضل مما هي عليه اليوم.

لم يقتصر تخاذل المجتمع الدولي، بما فيه الدول الكبرى الراعية لجنيف2، على الانفراد باتفاق أممي مع النظام في موضوع حصار حمص، بل تجاوزه إلى التغاضي عن المطالبة الملحّة من قبل المنظمات الإنسانية، المحلية والدولية، لإعلان سوريا بلداً منكوباً ومحكوماً بنظام فقد سيادته على الأرض لأنه لم يفشل في حماية مدنييه وحسب بل توجّه بقتل ممنهج لهم مستخدماً كافة صنوف الأسلحة، المشروعة نتها والممنوعة دوليا،ً ثم قام بحصارههم بسلاح التجويع والحرمان من أبسط شروط الحياة الإنسانية وهي الدواء والغذاء.

في العام 2009 تقدّم الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون، بتقرير يسرد البنود الثلاثة لمبدأ مسؤولية حماية المدنيين المعتمد في الجمعية العامة، والذي ينص مبدأه الأول على ما يلي:
"تقع على عاتق كل دولة المسؤولية الدائمة لحماية شعبها، سواءً كانوا مواطنين أو مقيمن على أراضيها، من أشكال التحريض أو ارتكاب أعمال الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية بحقّهم . وتكون مسؤولية تجنب انتهاكات حقوق الإنسان جزءاً لا يتجزّء من الدور السيادي الذي تمارسه هذه الدولة، وأن احترام حقوق الإنسان هو المؤشّر الأساسي على مدى المسؤولية التي تتمتع بها هذه السيادة".

بناء على ما تقدّم يصبح من واجب الأمم المتحدة في جولة جنيف2 القادمة أن يحسم أمره ويطالب من خلال مندوبه، السيد الابراهيمي، في البدء بتطبيق البند الأول من جنيف1 فوراً، وهو تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحية للحكم في سوريا بعد أن سقطت السيادة عن النظام السوري الحالي، ليس بسبب عدم حمايته لمدنييه وحسب، بل لقيامه بالاعتداء عليهم والتنكيل بهم وقتلهم بشكل ممنهج ومتعمّد منذ ما يزيد على 1000 يوم ابتداء بتاريخ اندلاع الثورة السورية الماجدة.

وإذا أسفرت الجولة الثانية من جنيف2 عن المزيد من التمييع لرسم خارطة طريق ـ محدودة زمنياً ـ بغية تطبيق بنود جنيف1 الستة كاملة، والانتقال بسوريا إلى حكم مدني ديمقراطي تعدّدي لا وجود لبشار الأسد وزمرته القاتلة فيه، لابد في حينها من اللجوء إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة من أجل تطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين كحلّ أخير لانقاذ ملايين من النازحين والمحاصرين والمعرّضين يومياً للقتل في الداخل السوري.

الأزمة السورية المستعصية تقدّم نموذجاً للتدخّل الإنساني تحت مبدأ مسؤولية الحماية. فسلوك النظام السوري العنفي، الذي توجّه بالاعتداء على المدنيين العزل بشكل ممنهج وعشوائي واسع النطاق، والذي آخر فصوله كانت مشاهد الانتهاكات خلال فكّ حصار حمص، إنما يؤسس لحالة جرائم ضد الإنسانية من قبل النظام على الرغم من جهود المجتمع الدولي لوضع حد لإنهاء العنف النظامي من خلال إجراءات سلمية اتخذتها الأمم المتحدة في الضغط الدبلوماسي والسياسي، وفرض العقوبات الاقتصادية والمالية على مؤسسات النظام وأفراد في زمرة بشار الأسد ضالعين في تمويل القتل المنظّم، وخطط السلام عديدة وهدن لوقف إطلاق النار وضعت وفشلت في إيقاف مسار الموت. وما قيام القوات النظامية السورية بتجاهل الإتفاقية الأممية المنعقدة إثر جنيف2 لوقف إطلاق النار في حمص، بل ومهاجمتها المدنيين المحاصرين أثناء إجلائهم، وفي حضور ومشهد من المراقبين الدوليين، إلا دليل قاطع على وجوب اللجوء إلى آخر الطب وهو الكيّ.

وبمرجعية مبدأ مسؤولية حماية المدنيين الأممي، فإن تحالفاً من الدول أو المنظمات الإقليمية يمكن أن يتدخّل بشكل مشروع في سوريا، مع أو بدون تفويض من مجلس الأمن، من أجل حماية المدنيين من إررهاب وعنف الدولة الممنهج بعد أن فشلت كافة السبل الدبلوماسية والسياسية والعقابية في إيقافه. إن تدخّلاً في سوريا ربما يكون الأمل الأمثل للمجتمع الدولي لتجنّب مزيد من الكوارث الإنسانية، وهذا التدخّل الإنساني في سوريا سيكون متناغماً مع القانون الدولي و ميثاق الأمم المتحدة والشرعة افنسانية العادلة.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا في مقاومة جاذبية ظريف
- الدم الحار في سوريا وجليد مفاوضات جنيف2
- أوباما لا يقرأ الواشنطن بوست!
- أيها السوريّ.. كيف يحلو لك أن تموت؟!
- من سيراليون إلى سوريا.. العدالة الوطنية
- مرح البقاعي تردّ على صحّاف الشام
- ألف يوم في الهولوكوست
- هل سأكون الهدف المقبل؟
- دولتان دينيّتان.. وضابط
- ليس دفاعاً عن أميركا
- المخلب النووي
- لا تتركوا الحصان وحيداً!
- حتى لا يكون جنيف 2 -أوسلو- السوريين
- الثورة العميقة
- اللاجئون السوريّون وحقّ العودة
- المرأة والإمامة في سورية
- سوريَسْتان
- الاجتهاديون.. وسلطتهم
- بعيداً من أم الدنيا!ّ
- حروب العرب وسلام الكرد


المزيد.....




- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لطر ...
- أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
- مقتل وإصابة 18 شخصاً بانهيار منجم ذهب شمال شرق السودان
- ساني يودع البايرن دون أن يترك بصمة واضحة أو حباً جماهيرياً
- كارثة صحية جديدة في غزة.. 35 حالة حمى شوكية في مجمع ناصر
- توابع الحرب مع إيران.. المالية الإسرائيلية تعطل تمويل الكلفة ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - سوريا خارج مجلس الأمن