يوميات جنين فى بطن امه

هادر نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 21:36
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

وضعت هذا المقال تحت محور حقوق الاطفال والشبيبة , لانه ببساطة ليست هناك حقوق للاجنة التى يجهض منها الملايين سنويا بدون تأثير يذكر فى ضمير المجتمع الانسانى , لاعتبارهم مخلوقات صغيرة جدا غير مكتملة النمو.
وفى الغرب المتحضر تنتهك حقوق الاطفال غير المولودين بدعاوى تافهة جدا مثل " حق الام فى ان تفعل ماتشاء فى جسدها " وبالمقابل بحدث التعدى على حق الاجنة فى ان يولدوا فى عائلات محبة تمنحهم الرعاية والاهتمام , ويتم التخلص منهم بدون رحمة
انها مذبحة بكل مافى الكلمة من معنى , تمضى بصمت وتصميم يحير العقول..
هذه الحكاية اخذت من مفكرة نجمة السينما والتليفزيون لوريتا يونغ :
- 5 اكتوبر : بدأت حياتى اليوم , ان ابوى لم يعرفا ذلك بعد , فأنا اصغر من بذرة التفاحة.
- 19 اكتوبر : لقد كبرت قليلا , ولكنى مازلت اصغر كثيرا من ان افعل شيئا بنفسى. ان امى تفعل كل شئ لى , والطريف انها مازالت تجهل انها تحملنى هنا تحت قلبها مباشرة وانها تغذينى بدمها.
- 23 اكتوبر : بدأ فمى الاّن فقط , تصور اننى فى خلال عام او نحو ذلك سوف اطلق الضحكات , وبعد ذلك سأتمكن من الكلام.
- 27 اكتوبر : بدأ قلبى ينبض اليوم من تلقاء نفسه , وسوف يخفق منذ الاّن برقة طوال ما بقى من حياتى دون ان يتوقف لحظة واحدة للراحة.
- 2 نوفمبر : اننى اكبر قليلا كل يوم. لقد لقد بدأ ذراعاى وساقاى تتخذا لها شكلا , ولكننى مضطرة للانتظار طويلا قبل ان تحملنى ساقاى.
- 12 نوفمبر : بدأت اصابعى الرقيقة تتكون الاّن على يدى , وما اعجب حجمها الصغير , ومع ذلك فما اروع المظهر الذى ستبدو عليه , سوف تداعب الجرو , وتقذف الكرة , وتقطف الزهور , وتلمس يدا اخرى. ان اصابعى هذه قد تعزف على الكمان يوما , او ترسم لوحة.
- 20 نوفمبر : قال الطبيب اليوم للمرة الاولى , لامى , اننى اعيش هنا تحت قلبها , هل انت سعيدة يا اماه , لن يمضى لى وقت طويل حتى اكون بين ذراعيك.
- 25 نوفمبر : ان ابى وامى لم يعرفا بعد اننى مجرد بنت صغيرة , ولعلهما يتوقعان غلاما , او ربما توأمين , ولكننى سافاجئهما.
- 10 ديسمبر : لقد تم تشكيل وجهى تماما , اننى اّمل ان ابدو شبيهة بأمى.
- 14 ديسمبر : اماه , اننى اسمع خفقات قلبك , اننى اتساءل , عما اذا كنت انت ايضا تسمعين نبضات قلبى , اننى لا اكاد اقدر على الانتظار , لكى اكون بين ذراعيك , المس وجهك وانظر الى عينيك . . انك فى انتظارى كما اننى فى انتظارك , اليس كذلك ؟.
- 28 ديسمبر : اماه , لماذا تركتهم يوقفون حياتى ؟ , لقد كنا على وشك ان نقضى وقتا جميلا معا.
هكذا تمت القصة , وهكذا لم يتم اللقاء.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات