أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم البياتي - ديمقراطية الوهم














المزيد.....

ديمقراطية الوهم


جواد كاظم البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 21:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد غالينا كثيرا في الترحيب بالديمقراطية التي وصلتنا مع وقوف الدبابات الامريكية على جسر الجمهورية الذي قامت بأصلاحه الكوادر الهندسية والفنية في وزارة الاشغال والاسكان بعد ان خربته القاذفات الامريكية في العام 1991آذارعلى اثر ارغام العراق على الانسحاب من اراضي مشيخة الكويت التي غزتها القوات العراقية في زمن الرئيس العراقي المتهور صدام حسين في آب 1990. لقد هلل العراقيون الذين تضررت حياتهم ومصالحهم من جراء سياسات العهد السابق للحدث السياسي الرهيب في المنطقة واستبشروا خيرا بقدوم الديمقراطية بعد ان حرموا منها زهاء اربعة عقود لكنها بدأت بمشاعية المال العام والخاص وبدا العراق وكأنه مضارب عشيرة تعرضت لغزو عشيرة اخرى . فقد عاث الحثالة والطفيليون في ارض العراق سلبا ونهبا لايردعهم عن ذلك دين او مذهب او اخلاق او وطنية ونشأت حروب طاحنة بين العصابات من اجل النفوذ والسيطرة والاستحواذ . لقد اختفى الجيش والشرطة ومارس بعضهم ذات الفعل المنكر وبدل ان تستقر الامور وتهدأ بعد فترة ولادة طبقة هجينة من الاغنياء المراهقين الذين قاموا بغسل الاموال المسروقة دون ان تمتد لهم يد القانون وتلاحقهم ، وكانت الصدمة هذه هي الاشارة الاولى لذلك الوهم الرهيب . لا بل ان الشكل الجميل المستورد للديمقراطية قد بدأ يساهم في تدمير البلد خدميا وسياسيا ونشر الخوف بين ابنائه وكان من بين ذلك ان وجد الشعب العراقي نفسه يحارب نفسه في حرب طائفية قذرة خلال سنوات 5، 6 ، 7 لا ذنب ولا مصلحة له فيه فقد تم تخريب مقدساته مثلما خرب وحدته الوطنية ، ويكفي هذه الديمقراطية عارا ان تكون بيوت الله بكل توصيفاتها تحت حراسة رجال الشرطة لحمايتها من خطر التدمير مع من فيها . واذا كانت هذه الاعمال تأتي في سياق المفهوم الحضاري للديمقراطية في الشرق الاوسط الامريكي والذي يفتخر به عراقيو دول الجوار ــ على حد تعبير صحفي عراقي جرئ ــ فأن الاستخدام الامثل لهذه الديمقراطية كان اوضح مافيه الجرأة على القيام بحملات التأديب التي تقوم بها الميليشيات المسلحة المدافعة عن افكار ومصالح وسياسات دول الجوار ضد الصحافة والصحفيين خاصة وان القائمة يزداد رقم المغدورين فيها من الشهداء والجرحى يضاف اليها حملة الاعتداءات والمداهمات على بعض مقرات الصحف ، لا لشئ الاّ لأنها تسبب الانزعاج الفكري لهذا المسؤول او ذاك السياسي او لرجل دين وكأن الرأي حكرا على هؤلاء فقط ، وماجرى لجريدة الصباح الجديد المعتدلة والمشهود لها بموضوعيتها هو نموذجا للعمل الديمقراطي المنفلت . فكيف تجمع هذا العدد مهما كان قليلا من ذوي الازياء المختلفة تسبقهم الى ساحة الفردوس بعض الفضائيات المصنّفة لهم ( ربما ) دون حتى موافقات اصولية للتظاهر .
ان الملحق الاسبوعي الذي اصدرته جريدة الصباح الجديد لا غبار عليه على الاطلاق لأنه يروي بموضوعية كيفية وصول الاسلامييين الى السلطة في ايران ومن تواتروا على الحكم وبورتريت كاريكاتوري للمرشد الاعلى الايراني وقد سبق ان نشرت الجريدة العشرات من البورتريهات للكثير من الشخصيات السياسية وغير السياسية . لكن الذي يبدو وجود هدف كبير لهذا التحرك او لنقل دوافع حقيقية مهيأة وغير معلنة لفرض امر واقع على الشارع العراقي كان قد بدأ قبل سنوات من خلال نشر صور بعض الشخصيات الدينية في الاماكن العامة لبعض المحافظات والتي اثارت في حينه بعض الامتعاض والاحتجاج لدى شريحة واسعة من المجتمع . ومما يدعو للأستغراب ان نقابة الصحفيين العراقيين قد التزمت الصمت ازاء هذا التصرف الغير مبرر رغم الاعتذار الرسمي للسفارة الايرانية المباشر وكذلك الاعتذار المعلن في الصفحة الاولى لجريدة الصباح الجديد يوم السبت 9 شباط الفائت . الاّ ان التفسير كما يبدو كان من مصدر واحد لاعلاقة للمتظاهرين به ، بل ان معظمهم لم يطلع على الصحيفة اصلاً . ويبدو ان هناك ديمقراطيتان في بلدنا ، وهناك من يعمل في ظلهما وكل يدعي وصل بليلى . فديقراطينتا التي نتكئ عليها لحمايتنا فيما نكتب ونرسم هي نفسها ديمقراطيتهم التي يستخدمونها في مسائلتنا عما نرى وعما نكتب وعما نرسم ويقتلوننا بها في حالات التفسير الخاضع لأدبياتهم . والحقيقة انها اصبحت اكثر من ديمقراطيتان بل انها متعددة ولا يمكن تفسيرها لأمثالنا بسهولة . وتتبجح الاحزاب والكتل والميليشيات والمنظمات الاخرى كل بديمقراطيتها التي فصّلتها لحسابها الخاص حتى اصبحت لكل محافظة ديمقراطيتها ودستورها . ورغم وجود قانون نقابة الصحفيين وحمايتهم في ظل الديمقراطية ( المفروضة ) الاّ انها ديمقراطية الوهم التي يمكن تشبيهها بالسيطرات الوهمية التي ما ان يطمئن لها المواطن حتى يجد نفسه واقعا في شباك الموت .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تورطت القاعدة في تجربتها على الساحة العراقية
- عندما يساء استخدام الحب
- شعر : عدن وعيونها العسلية


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم البياتي - ديمقراطية الوهم