|
هل تورطت القاعدة في تجربتها على الساحة العراقية
جواد كاظم البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 4329 - 2014 / 1 / 8 - 03:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في نهاية عام 2011انهت الولايات المتحدة وجودها القتالي على ارض العراق ،بعد ان ربطته باتفاقية امنية محكمة الحبك لضمان مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، لأبقاء هذا البلد محميا من قبلها ازاء المخاطر التي قد تحدق به من مطامع دول الجوار كايران وتركيا او حتى السعودية التي راحت تنافس ايران على احتواء العراق عبر تسويق الفكر الطائفي المتطرف ، فكانت الساحة في الاعوام 2005 و6 و7 ميدان لتخزين الاسلحة ومختبرات تفقيس الارهابيين الذين تجمعوا من باكستان وافغانستان ودول عربية وافريقية في غرب الانبار لجعل العراق البديل الشرعي لنقل الحرب على الارهاب من اسيا الوسطى الى الشرق الاوسط وقد تمت معالجته في حينه ابان حكومة الدكتور علاوي . وقد كانت تلك الاحداث تجربة مريرة جرت على ارض الانبار تحمل عبئها وويلاتها اهل المحافظة الابرياء فكان ذلك درسا وعبرة ظل الشارع الانباري يئن منها حتى يومنا هذا وكان سيستمر الامر هكذا لولا الحراك الذي قادته الولايات المتحدة لتحقيق شعار بوش الابن في الشرق الاوسط الجديد الذي كان له رابطا قويا مع فعاليات ما أطلق عليه الربيع العربي الذي جعل بلدانه تهدم كل مابنته خلال قرن كامل من الزمن وسوريا نموذجا كأحدى كرامات ذلك الربيع . ولم تقرأ فصائل الحراك السوري التاريخ القريب لفلسفة النظام السوري او تحالفاته فساعدت النظام على تحويل الحضارة الشامية والدمشقية الى انقاض بل انها راحت تستعين بالحركات الدينية السلفية والتكفيرية المتطرفة على تخريب البلد واعدام اهله . وكان لوجود القاعدة مع الفصائل التي تقاتل في سوريا هدفا غير الهدف الذي تصبو اليه الفصائل المعارضة السياسية . اذ انها كانت تقاتل على اساس طائفي محض فتزامن وجود هذه الفصائل المسلحة للقاعدة وبالتنسيق معها مع قيام اعتصامات الرمادي . وللأسباب المعروفة التي ان لم تنشر علنا يفضحها المضمون . وكان الهدف سحب العمليات الارهابية الى داخل الاراضي العراقية غرب الفرات ومع ان كل الاقمار الصناعية لايخفى عنها عشرات المعسكرات التابعة للقاعدة لكنها لم تساعد في كشفها حتى تأكدت واشنطن ان من كانت تعول عليه في اسقاط الاسد سيكون الافعى البديلة خاصة بعد التصعيد الذي طغى على لهجة المعتصمين والاعتداء على القوات الامنية والتي دفعت بالمالكي الى تصفية جيوب القاعدة في الصحراء والتي كان من نتائجها استيقاظ الخلايا النائمة عند بعض الحاضنات في الانبار لتعلن دولة الخلافة في الفلوجة ثم انتشار المسلحين في كل اراضي الانبار . ولم تنتظر القيادة العراقية طويلا فهاجمت اوكار القاعدة في الصحراء بلا هوادة فكانت النتائج قد اذهلت هذا التنظيم الذي كان يعتقد بانه القوة الاشد في المنطقة انطلاقا من سمعته في افغانستان والباكستان والشيشان وهذا ما سارع بانهيار المجاميع الارهابية في شمال سورية ثم سحق جيوب التنظيم في معظم مناطق الانبار باستثناء الفلوجة التي اصبحت بين سطح سندان العشائر ومطرقة الجيش الذي اغلق عليها كل المنافذ . ومع ان المجاميع الارهابيه جميعها ستختفي بدخول الجيش في الوقت المناسب الاّ ان هذه القوات سوف لن تجد غير اهل الفلوجة لأن 90 بالمائة من المسلحين في الشوارع هم من اهل الفلوجة حصرا وليسوا غرباء كما يدعي البعض ولعل سرعة وصول هذه المجاميع من الصحراء الى الفلوجة واعلان دولتهم يثير مليون علامة استفهام . واذا ماتأكد ذلك بعد اقتحام الجيش لها او مسلحي العشائر فان ذلك سيكشف بشكل واضح عن الورطة التي وضعت فيها القاعدة نفسها في تجربتها البائسة الثانية والتي اتضحت بشكل سريع جدا ، القاعدة اخطأت عندما اعتقدت بأن اهل السنة في الانبار سيفرشون الارض وردا لها عند انتشار مسلحيها في الشوارع حالها حال القوات الامريكية في 2003 ، ثم ان تجربة حرب العصابات ليست مكانها الصحراء وان كانت تجربة القاعدة قد نجحت في افغانستان فلأنها تضاريس صعبة وقاسية ولذلك كانت هزيمتها السريعة والضربة القاضية المنتظرة لها ستجعل من هذا التنظيم غير جدير بكل الدعم والامكانيات المادية واللوجستية التي يحصل عليها من الدول الساندة خاصة وان معظم اعضاء هذا التنظيم من الشباب الغاشلون او المحبطون او ارباب السوابق والذين تقطعت بهم السبل والمطاردين من قبل سلطات بلدانهم في قضايا شتى وهؤلاء من النوع الذي لايتحمل المسؤولية بل لايتحمل وجوده ضمن حضارة وعصر تنويري جديد لأنه تم تحنيط دماغه عند فترة معينة من التاريخ وهكذا نرى ان الفاشلون الذين لايستطيعون تحقيقطموحاتهم على ارض الواقع فيضطرون الى الانتحار للاسراع في تحقيق احلامهم الرومانسية على طريقتهم الخاصة وكذلك المجرمون والقتلة .الذين يجدون ملاذات آمنة في انتماءاتهم للتنظيم . ورب ضارة نافعة .. فقد يكون سوء طالع هذا التنظيم قد دفعه ليقدم للحكومة العراقية فرصة ذهبية يتمناها اي قائد مهما كان مستوى ذكائه ليكتب بأسمه شارة الخلاص من هذا التنظيم التكفيري خاصة وان كل المقومات الاقليمية والدولية والقوي البشرية والمادية متوفرة بشكل فائق فضلا عن الاجواء الدولية المناسبة جدا ، وان اي تردد في الاجهاز على هذا التنظيم خطأ كارثي لايغفره التاريخ .
#جواد_كاظم_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما يساء استخدام الحب
-
شعر : عدن وعيونها العسلية
المزيد.....
-
انحرف في لمحة بصر.. شاهد كيف تناثر طلاب بحافلة لحظة وقوع حاد
...
-
لماذا أصدرت شركة أبل تحديثاً لهواتفها يعالج الرمز التعبيري ل
...
-
ماكرون: على الاتحاد الأوروبي أن يوسع نطاق العقوبات ضد طهران
...
-
عضو في الكونغرس الأمريكي: البحرية الأمريكية متخلفة عن الصيني
...
-
الكونغرس الأمريكي يناقش مشروعي قانونين حول المساعدات لأوكران
...
-
تقرير: وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية تسعى الى تغيير الوضع
...
-
وزير القوات الجوية الأمريكية يتهرب من سؤال بشأن فشل مشروع مق
...
-
البحرية الأمريكية: عودة سفينة أمريكية كانت متجهة إلى غزة بعد
...
-
نائب أمريكي يستنكر عدم نشر أي منظومة فرط صوتية أمريكية حتى ا
...
-
بعد استدعاء سفيرتها لدى باكو...أذربيجان تندد بـ-ضغوط- و-تهدي
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|