أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم البياتي - عندما يساء استخدام الحب














المزيد.....

عندما يساء استخدام الحب


جواد كاظم البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 22:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ضوء قضية الاعتداء على العامل الاجنبي في حقل الرميلة

عندما يساء استخدام الحب
الحب كلمة سامية وقد يكون الحبيب اسمى منها في بعض الاحيان ، في حال يكون هذا الحبيب مغلفاً بهالة التقديس كالوطن والرموز الدينية في بعض المجتمعات وليس واضحاً ان يكون هذا النوع من الحب هو السائد بدليل المشاكل العميقة التي تمر بها الشعوب والممثلة بالأفكار العدائية والاختلاف الكبير في الثقافات وفي الرؤيا للثوابت ، كذلك النوايا المطلوبة لتذويب هذه الخلافات او التقليل منها على ادنى تقدير .
ومع ان ليس هناك احصائية دقيقة لتقدير نسب الحب والكراهية على الارض لكننا نرى ان هناك توازن الهي يحكمها . وهذا ما تؤكده استمرارية الحياة على الأرض على اساس ان اي صراع فوقها من علامات الصحة ، رغم انهار الدم التي سالت في ارواء
لقد قرأنا الكثير عن قصص الحب في التاريخ العذري والصوفي والوطني والعائلي التي يدعو الى التآلف والالتحام الروحي والسلام والتسامح الذي يعني تهديم كل كتل الافتراق مع من نختلف معه عن طريق الاقناع ، وبالتأكيد فأن الاقناع من خلال المعاملات والسلوك هو افضل بكثير من الاقناع باستخدام النحو والبلاغة والبديع اللغوي ، إلا أن هذا الكلام يبقى خيالاً عندما يغيب الوعي عمن يحب بل يبقى مجرد وصفة عشبية لتحنيط العقل حصراً .
فالحب عندما يرتبط بالوعي يكون مثمراً باعتباره قضية والوعي هو السماد الفعال في حقول الحب ، لكن الحب وحده كعاطفة صماء بلا وعي ولا هدف يؤدي الى التدمير والتخلف ثم مرحلة الانحسار والاضمحلال وموت القضية .. اية قضية ، اية على اعلى افتراض سيبقى الحب لتلك القضية مجرد حمل كاذب . والتاريخ ملئ بمثل هذه القضايا ، ومن اجل عبور الحب السلبي يجب البحث عن كوامن الاستخدام الامثل للحب .
وما جرى من مشكلة الاقدام على ضرب أحد موظفي شركة شلمبرجر الامريكية في حقل الرميلة يصب في هذا الموضوع ، فمهما كانت فعلة هذا الرجل الاجنبي فهو ضيف ولم يأت الى العراق حاملاً الكراهية لأفكارنا الدينية وشعائرنا المذهبية حسبا يعتقد البعض فلا يعنيه شيئاً غير العمل الذي جاء من أجله . ثم انه لا يدرك ان رفع راية من على هوائي السيارة جريمة تتصدع لها السماء او تسبب اهانة لشعيرة او معتقد ديني ، وربما كان يعتقد بأن الشركة لا علاقة لها بمعتقدات الاخرين ، وأهل البصرة والعمارة هم اكثر سكان العراق ادراكا ً لهذا الأمر لدى الشركات الأجنبية العاملة في حقول النفط او مع سلطة الموانئ سابقاً ، وان الجدية في العمل هو اول ما يطلب من الشخص الذي يعمل معهم ولا شأن لهم بأي شئ آخر ، فالشركة ليست معنية بغير الجدية في العمل الذي جاءت من اجله فللزمن عندها قيمة عليا وهذا ما يجب ان يلتزم به كل العاملين معها . وبدلاً من ان نجعل من ذلك صراعاً عقائدياً مع الآخرين كان يمكن التحاور مع أي مسؤول في الشركة لتسوية الوضع وتجاوز الأزمة ، ومع ان هذه الحادثة تم شجبها من قبل بعض المرجعيات الدينية إلا ان ما حصل في موقع الشركة من تدمير واعتداء كما عرضه مقطع شريط الفيديو على موقع يوتيوب او كما اطلعنا على بعض تفاصيل القضية من خلال شبكة الفي سبوك وما عرضته شاشات الفضائيات من احتجاج وسفر شامل للشركات العاملة في حقل الرميلة .. لمصلحة من ؟ ومن يتحمل مسؤولية اعاقة الاعمال ، فلو تصرفنا بحكمة مع من لا يعرف قدسية قضيتنا الحسينية وأبعادها الانسانية لربما كسبناه صديقاً ونصيراً لقضيتنا عن طريق سلوك أخلاقي رفيع ، وهنا يمكن القول بأن حبنا لقضية الحسين لم يتم هضمها بشكل كاف من قبل البعض لأنها أخذت مبتورة ، وان حبنا لقضية الأمام تدخلت فيه العاطفة اكثر من الوعي بروح الرسالة التي بعثها هذا الامام العظيم للأجيال من بعده . هذا الوعي الذي يمنح القضية اشعاعها الانساني والأخلاقي والفكري الشاسع ، فهي لا تقل عن قضايا الشعوب التي حملها الفلاسفة والمصلحون والمفكرون وأبطال التاريخ المعروفين اهمية ، وصولاً الى عصرنا الراهن .
لذلك فالحب المجرد من الوعي والحكمة والحلم ليس أكثر من مجرد سلاح مدمر بيد حامله .



#جواد_كاظم_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر : عدن وعيونها العسلية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم البياتي - عندما يساء استخدام الحب