أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهند حميد الراوي - المهنة بين الطب والسياسة














المزيد.....

المهنة بين الطب والسياسة


مهند حميد الراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 13:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المهنة بين السياسة والطب
دائماً ما يقال بأن السياسة عبارة عن كلام لا فائدة منه وان دراسة العلوم السياسية لا تجدي نفعاً لأنها فقط كلام وبدون تطبيق، ومن الافضل الغاء هذه الكليات (العلوم السياسية) والاتجاه بدلاً من ذلك الى الكليات التطبيقية كالرياضيات والطب لأنها اكثر فائدةً للإنسان وقد اثبتت نجاحها. وهذه نظرة سطحية جداً للأمور ونظرة من زاوية واحدة وضيقة جداً لأن الذين يتهمون العلوم السياسية بعدم الفائدة هم اصلاً ليسوا مختصون في العلوم السياسية والقاعدة الفكرية تقول (فاقد الشيء لا يعطيه) فضلاً عن انهم ينظرون الى السياسية من خلال ما يحدث على ارض الواقع من فشل سياسي. وهذا صحيح الى حد ما! لكن في نفس الوقت ان الفشل في تطبيق الاختصاص لا يعني ان الاختصاص فاشل وليست مدعاة الى الغاء الاختصاص لان الطبيب عندما يفشل في عملية جراحية معينية فأن هذا لا يدعو الى الغاء اختصاص الطب بسبب فشل بعض الاطباء في التطبيق وانما الفشل من الطبيب نفسه.
وكذلك الحال بالنسبة للعلوم السياسية فأن الفشل السياسي على ارض الواقع هو ليس حجة لإلغاء هذا الاختصاص او انه ليس له فائدة، فالخلل في التطبيق وليس في الاختصاص. والسؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة لهؤلاء السياسيين هو هل هم خريجو علوم سياسية؟ والجواب ان اغلبهم لم يتخرجوا من العلوم السياسية فضلاً عن اغلبهم ليس لديهم شهادات اصلاً! فضلاً عن ان لديهم مستشارين سياسيين بالمعنى الحقيقي للمستشار السياسي الذي درس في العلوم السياسية؟ بالطبع الجواب لا ! اذ انهم لا يعرفون ((الف باء)) السياسة اصلاً ! فضلاً عن ان الكثيرين الذين يُدرسون في العلوم السياسية هم اصلاً غير مختصين في العلوم السياسية، وان الذي يُدرس في غير اختصاصه هو كالذي ليس لديه اختصاص اصلاً لأنه كما قلنا (فاقد الشيء لا يعطيه).
وعليه، فكما ان الطبيب لا يستطيع ان يمارس الطب واجراء العمليات الجراحية الا بعد ان يدرس الطب ويقوم بعمليات تجريبية، واذا ما اتى شخص وحاول ان يمارس الطب دون ان يدرس الطب فأنه سيتسبب بمقتل الناس. فالإنسان عندما يتمرض يذهب الى الطبيب وكذلك الذي يريد ان يبني بيتاً يذهب الى المهندس. فمن باب اولى ان الذي يريد ان يمارس السياسة يجب عليه ان يدرس السياسة او على الاقل يكون لديه مستشارين متخصصين لان مهنة السياسة هي اخطر مهنة عرفها الانسان والذي لا يجيد هذه المهنة فمن الممكن ان يتسبب بإيذاء الاخرين، فالطبيب اذا اخطأ في العملية الجراحية فأنه يتسبب بمقتل شخص واحد فقط واذا ما نجح في العملية الجراحية فأنه يكون قد انقذ حياة انسان واحد فقط. في حين ان الذي يمارس السياسة اذا اخطأ في العملية السياسية فأنه قد يتسبب بمقتل وذهاب بأكمله وكذلك في حال نجاحه في العملية السياسية فأنه سيكون قد انقذ شعباً بأكمله وذهب به الى بر الأمان.
وعليه فأن العلوم السياسية والسياسة بصورة عامة هي اهم واخطر من اي اختصاص آخر بما فيه اختصاص الطب، لذلك لابد من الاهتمام بالعلوم السياسية كونها من اهم العلوم التي تنهض بها الامم والمجتمعات، فلو القينا نظرة الى الدول المتقدمة وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي يوجد فيها اكثر من اكثر من (50) عالم في السياسة واكثر من (2500) مركز دراسات مختص في العلوم السياسة من مجموع (4000) مركز في جميع انحاء العالم، سنجد ان اختصاص العلوم السياسية هو من اهم الاختصاصات التي تهتم بها هذه الدولة التي وصلت الى مرتبة الدولة الاولى في العلم في كافة الاختصاصات لأن كل تقدم في اي مجال يحتاج الى قرار سياسي ناجح وناضج ورشيد. لأن هذا الاختصاص هو الذي يقود الاختصاصات الاخرى من خلال ان صانع القرار الذي يجب ان يكون لديه المام كافي بالعلوم السياسية هو الذي يصنع النهضة اذا استطاع التعامل بحكمة سياسية في قيادة الدولة والمجتمع. فهلا اتعظنا واهتممنا بهذا الاختصاص الذي يكاد يكون قد انتهى من الناحية العملية في بلداننا العربية.
فاذا كانت الرياضيات هي لغة الكون فان السياسة هي لغة الانسان، واذا كان الطب يعالج افراداً فقط، فان السياسة تعالج امماً وشعوب.



#مهند_حميد_الراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السياسي الدولي : رؤية مستقبلية
- مستقبل سوريا في المشاريع الاقليمية والدولية : قراءة في المشر ...
- مشروع الدرع الصاروخي والصراع في سوريا


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهند حميد الراوي - المهنة بين الطب والسياسة