أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهند حميد الراوي - مستقبل سوريا في المشاريع الاقليمية والدولية : قراءة في المشروعين الايراني والامريكي















المزيد.....

مستقبل سوريا في المشاريع الاقليمية والدولية : قراءة في المشروعين الايراني والامريكي


مهند حميد الراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 19:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مستقبل سوريا في المشاريع الاقليمية والدولية
قراءة في المشروعين الايراني والامريكي

وصلت الازمة السورية الى عامها الثالث ولازالت تتجاذبها عدة مشاريع بين من يريد الحفاظ على النظام السوري وبين مشاريع اخرى تريد تغيير النظام، وكل مشروع من هذه المشاريع يمثله لاعب رئيسي على الساحة السورية ، فمشروع المحافظة على النظام تمثله ايران ، لكن ايران ليس غايتها الكبرى هي المحافظة على هذا النظام حبا فيه ولكن لأنه يمثل حليف استراتيجي وامتداد لمشروعها في الهيمنة على المنطقة ، فمعروف انها ايدت او تظاهرت بأنها تؤيد ما يعرف بالربيع العربي في المنطقة العربية بدءا من تونس ومرورا بمصر واليمن وصولا بالبحرين ، لكن الوضع اختلف عندما اتى التغيير الى سوريا ، اذ يدرك النظام الايراني جيدا انه اذا سقط النظام السوري فهذا يعني انه القادم، اذ ان التحدي الذي يواجهه النظام السوري بتغييره يمثل تحديا خطيرا امام سياسة ايران التوسعية الاقليمية ، لذلك نرى ان ايران تبذل ما بوسعها من اجل اجهاض التغيير في سوريا ، اذ انها تدعم النظام السوري بالمقاتلين ، فضلا عن الدعم اللوجستي ، فقد نقل عن مسؤولين في البيت الابيض ان ايران تعهدت بدفع معونة مالية عاجلة قدرها 5.8 مليار دولار لنظام بشار الاسد ، اذ ان سقوط النظام السوري متمثلا في بشار الاسد يعد تقطيعا لأوصال ايران الاقليمية في المنطقة المتمثلة بالنظام السوري الذي يعد بالنسبة لأيران حليفا استراتيجيا وكذلك النظام العراقي فضلا عن حزب الله في لبنان ، اذ ان النظام السوري يعد جسرا استراتيجيا بالنسبة لمشروع ايران الاقليمي يربط طهران بحلفائها في المنطقةمتمثلا بالنظام العراقي بعد عام 2003 وكذلك امتداداتها في لبنان متمثلا بحزب الله ، الذي يمكن ان يعد اداة بيد سياسة ايران الاقليمية ، او فيما يتعلق بالجماعات التي التقت مصلحتها مع ايران مثل بعض الجماعات في فلسطين متمثلة بحركة الجهاد الاسلامي ، وعليه فأن اي تغيير في سوريا سينعكس على الداخل الايراني وبالتالي على مشروع ايران الاقليمي ،
اما فيما يتعلق بالمشروع الامريكي في المنطقة فهو ما يعرف بمشروع الشرق الاوسط الكبير ، اذ ان هذا المشروع ينص على تفكيك الدول العربية الى دويلات طائفية ودينية وعرقية من اجل ان تكون اسرائيل ليست هي الدولة الوحيدة الدينية في المنطقة ، أي ان تكون عضوا طبيعيا في المنطقة ، فضلا عن اضعاف هذه الدول بتفككها في مقابل ان تكون اسرائيل دولة قوية مهيمنة على هذه المنطقة.
وبناءا على ذلك فأن الموقف الامريكي من التغيير في سوريا تدرج من مطالبة النظام السوري بأجراء الاصلاحات ، الى المطالبة بالتنحي على لسان الرئيس باراك أوباما نفسه ، وصولا الى التهديد بأستخدام القوة العسكرية.
لذلك تعمل الولايات المتحدة على تغيير النظام السوري بكافة الطرق والاساليب لكن بشكل لايعرض مصالحها في المنطقة للخطر ، اذ ان هناك معادلة معقدة جدا في المنطقة بسبب كثرة اللاعبين الفاعلين ، هذه المعادلة تتمثل في ان الولايات المتحدة لا تريد تغيير النظام في دمشق بالتدخل عسكريا لأنها لا تريد ان تعيد مرارة التجربة العراقية في 2003 وحتى لو ضغطت الولايات المتحدة على النظام السوري او استخدمت القوة العسكرية فأنها ستعرض مصالحا في المنطقة بصورة عامة والخليج بصورة خاصة والعراق بشكل اخص للخطر ، ذلك ان النظام السوري يعد حليف للنظام الايراني في مشروعه الاقليمي ، ففي حالة حدوث تغيير في النظام السوري فهذا يعني تشكيل خطر على مشروع ايران الاقليمي في المنطقة وبالتالي فأن ايران ستعمل على تحريك اذرعها في المنطقة متمثلة بالنظام العراقي وحزب الله في لبنان وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين فضلا عن المعارضة في البحرين.
لذلك فأن الولايات المتحدة – خشية على مصالحها في المنطقة – تعاملت مع النظام السوري تدريجيا بدأت بالمطالبة بالإصلاحاتومن ثم بالمطالبة من بشار الاسد بالتنحي وصولا الى التهديد باستخدام القوة العسكرية ، لكنها وصلت اخيرا الى الضغوط عن طريق المنظمات الدولية والاقليمية ، فقامت بتحريك جامعة الدول العربية من الضغط على النظام السوري من خلال المبادرات التي قدمتها الى سوريا ، وكذلك عن طريق منظمة الامم المتحدة من خلال بعثة المراقبين الدوليين التي يترأسها الامين العام الاسبق للأمم المتحدة كوفي عنان ، التي تقوم بمراقبة الوضع في سوريا ، والتي في حقيقتها تقوم بدور الوكيل للولايات المتحدة من اجل الضغط على النظام السوري ، وذلك من اجل اضفاء الشرعية على التدخل في سوريا وكذلك اشعار ايران ان هذا التدخل انما هو تدخل من المجتمع الدولي متمثلا بالأمم المتحدة وليس تدخل امريكي لضمان عدم تعريض ايران لمصالح امريكا في المنطقة للخطر.
وفيما يتعلق بتعامل الولايات المتحدة مع المعارضة السورية ، فأنه اذا سلمنا ان سقوط نظام الاسد بات مسألة وقت،فأن الولايات المتحدة تحاول ان توصل رسالة مبطنة للمعارضة السورية تنص علىان سقوط بشار الاسد لا يمكن ان يتم بدون دعم وتأييد من قبلها ، وذلك من اجل تمسك هذه المعارضة بالدعم الخارجي الامريكي ، فضلا عن إملاء شروطها عليها لضمان تبعيتها للولايات المتحدة في حال تسلمها السلطة مستقبلا .
وعليه فأن التغيير في سوريا يتجاذبه مشروعين ( امريكي وايراني ) ، السؤال هو لمن ستكون الغلبة في النهاية؟ الارقام على ارض الواقع تشير الى ان النظام السوري يسير الى نهايته بسبب الضغوطات المترتبة عليه سواء الداخلية متمثلة بالمظاهرات والمجلس الوطني فضلا عن الجيش السوري الحر او الحركات الاسلامية المسلحة، او الاقليمية متمثلة بدور تركيا المحوري في دعم المعارضة فضلا عن دعمه المتواصل للجيش السوري الحر ، وكذلك دول الخليج بدعمها الخجول لكنه مؤثر على الساحة السورية اذا ما اجتمع مع الدعم التركي ، فضلا عن دعم جامعة الدول العربية وان كان على استحياء! اما الدعم الاهم فهو الدعم الدولي متمثلا بالولايات المتحدة الامريكية وادواتها كمنظمة الامم المتحدة وغيرها.
وعليه فأنه اذا ما نجح هذا المشروع فأنه يعني انتقال عدوى ما يعرف ((بالربيع العربي)) الى داخل ايران ومن ثم تقطيع اوصال ايران في المنطقة ، وبالتالي فشل مشروعها بالهيمنة على منطقة الخليج العربي وبالتالي هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط .



#مهند_حميد_الراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الدرع الصاروخي والصراع في سوريا


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهند حميد الراوي - مستقبل سوريا في المشاريع الاقليمية والدولية : قراءة في المشروعين الايراني والامريكي