أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امجد ابراهيم - صورة طبق الاصل : هل تحتاج داعش لمن يبرر لها وجودها؟؟















المزيد.....

صورة طبق الاصل : هل تحتاج داعش لمن يبرر لها وجودها؟؟


امجد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 00:01
المحور: كتابات ساخرة
    


لكم يشبه بعضنا بعضا ( اهل العراق وأهل لبنان ) حتى تكاد صورة واقعهما السياسي ان تتطابق في ادق التفاصيل. فحينما تطالع الصحافة اللبنانية، تتصور نفسك كما لو كنت تقرأ موادا لكتاب اعمدة الصحافة العراقية، وبالمقابل، اعتقد ان اللبنانيين اذا اتيحت لهم فرصة قراءة الصحافة العراقية، فسوف يتوهمون ان هناك بعض من الكتاب اللبنانيين قد انتحلوا اسماء عراقية !! فالمادة هي عينها، ويكاد التحليل ان يكون ذاته ، فما ان ترفع اسم لبنان حتى تصبح المقالة ناطقة بأوضاع العراق، والعكس صحيح... لكأنهم يحققون المثل العراقي القائل : " تافلين بحلق بعضهم !" ... وبمناسبة ( التفال: وهو كلمة عربية فصحى على ما تقول القواميس) فهو مادة لها فعل السحر جاءتنا من المراحل الاولى لطفولة الانسانية، ولها في الديانات الشامانية " الوثنية " ( وارجوا من المختصين ان يسامحوني على هذا التطفل ) فعل السحر مع فوائدها الطبية التي لا تخفى على احد. فالمتنبئ الشاماني يبصق على المرضى لطرد الارواح الشريرة التي تسكن اجسادهم وتتسبب لهم بتلك الامراض، كما انه يُستخدم ( اي البصاق) لأغراض اخرى. وقد انتقلت هذه الوصفات السحرية الى الديانات الاخرى ومنها الديانات التوحيدية، ولذلك فان التراث الاسلامي ، على سبيل المثال، مليئا بالتفال! فما ان يبصق الرسول الكريم في بئر غائرة حتى تفور ولا ينقطع ماؤها بعد ذلك ابدا، كما انه بصق في عيني علي حينما قال ، سيحمل الراية فتى احبه ويحبه الله، وأعطاها عليا وكان حينها ارمداً، فذهب رمده ما ان مسح على عينيه الشريفتين ببصاقة الطاهر ... كما انه بصق في فم متأتأة فكانت فصيحة اللسان لم تعرف العرب مثيلا لها من قبل!! وهناك مئات ومئات من المتشابهات في الديانات الاخرى. لا بل انه ( اي التفال) مازال مستخدما في ارياف ومدن الامة العربية والإسلامية الى يومنا هذا والناس تتبرك به ! الم تسمعوا بآخر صرعات الطب النبوي الذي تنتجه مؤسسات اعلام البترودولار ....
لنرجع الى موضوعنا، وعذرا على هذه الاطالة البصاقية...اقول، على ما يبدو اننا ( ابناء العراق ولبنان ) اخوة في البصاق ... فما ان تنفجر سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية او الهرمل ..الخ حتى يضج الكون بتصريحات منددة بالضحية لأنه كان السبب وراء هذا التفجير( لانهم لا يريدون النأي بالنفس التي اطلقها فخامته، حيث ردد لمرات عديدة : النأي عن النفس في خطابه الفخيم! )، لان الانتحاريين والمتطرفين التكفيريين ارادوا الرد على تدخل حزب الله ( حزب اللات كما يسمونه ) في الشأن السوري!! لكن الغريب في الامر ان دعاة بناء الدولة المؤسسات هم اول النافخين في ابواق اوركسترا الالات الهوائية، حيث يخفون تحت ضجيج ابواقها وصنوجها وطبولها قعقعة السلاح المهرب وضجيج بصاطير فصائل المؤمنين الذاهبة للرباط والقتال والدفاع عن ثغور ارض المسلمين، وهي تحمل اعلامها وألويتها وتتسمى بأسماء الاولياء ومشتقات اسماء الله ، لقتال المرتدين والكافرين ونشر ديمقراطية الاسلام التي اطفأ نور مجدها المرتدون من 71 ملة ونحلة ومذهب منحرف !!... اما دموع ودماء وأشلاء وانين الضحايا في اماكن التفجير فهي مادة للتسلية، وكأني بهم وهم يرددون بلسان عربي فصيح: ( حيل وياكم يا كفرة يا مجوس يا عبيد اللات). اما في العراق العظيم! ( وهو وصف لم اعرف له مصدرا اسبق من مصدره البعثي المعبأ بروح فاشي حينما ينفخ في اطناب ضحاياه ليحلقوا بعيدا في تهويمات عظمة فارغة ... لكن ابناء العراق حينما ينطقون باسم العراق المجرد من كل لواحق، فهذه الكلمة تخرج من لباب قلوبهم المحبة وليس من الفم) فكلما تفجرت سلسلة من السيارات المفخخة حيث تحصد المئات من الضحايا، ترتفع نفس الاصوات المنددة الصارخة ب " لولا السياسات الاقصائية التي تستهدف ابناء الطائفة الفلانية ، ولولا انعدام المشاركة والإبعاد المستمر لهم، لما استطاعت قوى "الخير" الداعشية والوهابية المبرقعة بتسع وتسعين برقع واسم ، ان تستغل هذا الاخفاق لتفريق الصف وتصبح بعد ذلك بديلا ! ولكن السن البعض منهم تقول " عساكم بابي زايد يا اولاد المتعة وسليلي الخنازير يا فرس ..." طبعا ليس غريبا ان يلقى اللوم على الحكومة، والحكومة هنا تعني رئيس الوزراء وحزبه، لأنهم الوحيدون الذين يحكمون ولا يوجد معهم اي وزير من اي حزب اخر! (وهذا لا يعني تبرئة رئيس الوزراء ، هو وكتلته، من الخراب المعشعش في كل زوايا دولتنا العتيدة )، حيث ان الاخرين " خوش اوادم وماعدهم كار بهذا الموضوع "... وعليه فان ما يجري في مثلث برمودا ، على سبيل المثال، من اعمال وقلاقل، منذ سقوط نجم صبحهم في حفرة الجرذان ( اقصد كل مخلفات البعث وأولئك الذين يعتقدون ان سقوط دولة البعث هو سقوط دولة طائفتهم )، هو لان " ابناء المتعة والخنازير " يحكمون الان! حتى وصل الامر برئيس البرلمان، وهو المعتدل جدا جدا، رغم تخرصات البعض التي تريد اضفاء صفة الطائفي عليه ظلما وعدوانا! ان ينطق فمه الشريف فيقول : اذا قاتل الجيش في الرمادي فأن الامر يصبح طائفيا، بينما اذا قاتل ابناء العشائر فان اهل السنه يقاتلونهم وهذا يعني ان الدولة تقاتلهم!!! هذا هو الكلام الذي قٌد من ذهب والحلو كلش. فهل بعد هذا، اذا استحلفتكم بكل ما تؤمنون به : هل تعتقدون ان هذا كلام واحد معتدل ووسطي ويريد يبني دولة مؤسسات ( التي صدعوا رؤوسنا بها طويلا) اوليس هذا هو ما ينطقه عقله الباطن ، بكل عقده، حيث يكشف هذا العقل المريض عن اعتقاد يماهي بين الدولة والطائفة، هذا اذا تركنا جانبا موضوع بناء دولة المؤسسات التي يلهجون باسمها الكريم صباح مساء، وكيف يتساوق هذا البناء المنشود مع تسليح العشائر التي ستصبح بغمضة عين حامية " للديار "، ام ان وراء الاكمة ما وراءها ؟!
واخيرا وليس اخرا، اقول: من يعتقد ان داعش وأخواتها تحتاج الى مبررات لوجودها وإجرامها ، فهو ليس واهما فحسب، بل هو يبرر لها وجودها وان كان ذلك على غفلة منه .. ان هذه الهمجية لا تحتاج الى من يبرر وجودها، فهي تنمو في ارض خٌصبت بسماد تأويلات دينية، وما احسنه من سماد .. لربما تتأجج اعمالها الاجرامية باشتداد الخلافات بين القوى السياسية، إلا انها ليست الجوهر في وجودها، كما ان مكافحتها واقتلاع جذورها تكمن في قضايا اخرى ( ليسنا هنا بصدد بحثها ) وليس كما يدعون ... لست من هواة قمع الاختلافات السياسية واختلاف وجهات النظر، لكن حينما تصاب بصيرة الانسان بالعمى يصبح اشد عدوانية من العدو الواضح غير المموه.. واخيرا اتمنى ان ( يتفل) احد المؤمنين، وما اكثرهم هذه الايام، على هذه الخلافات القائمة فتتحول بأسرع من لمح البصر الى محبة ومودة ومساكنة بمعروف، فهل من بصقة مقدسة على هذه الامة التي فقدت صوابها لكي تستعيد رشدها وان جاء ذلك (ضحى الغد)!!!



#امجد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة انصارية ثانية : يوم وقوعه في قبضة الجيش
- ورقة انصارية
- القوى الديمقراطية وماراثون الانتخابات!
- حينما يتسرب - التبرير - من بين سطور النقد !!
- قراءة في ورقة الحزب الشيوعي العراقي المقدمة للسمينار النقابي
- من وحي السمينار النقابي اليساري
- وقفة مع الحزب الشيوعي العراقي في لقائه مع المالكي


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امجد ابراهيم - صورة طبق الاصل : هل تحتاج داعش لمن يبرر لها وجودها؟؟