أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - الحلاقة والحلاقون في بنغازي زمان















المزيد.....

الحلاقة والحلاقون في بنغازي زمان


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 02:21
المحور: سيرة ذاتية
    


كان الحلاقون الشعبيون في بنغازي زمان يطوفون، في الأزقة حاملين عدّة الحلاقة يحلقون للناس في الطرقات .. وظل الحلاقون الدوارة حتى زمن قريب يدورون في الأسواق والمحلات، بحيث يجلس الزبون على كرسي أوصفيحة، ويشرع الحلاّق بمسك الموس وتمريره على الحزام الجلدي حتى يكون حاداً ثم يبدأ بحلق رأس الزبون .. وإذا أراد الزبون حلق لحيته وضع الحلاق ماء في ابريق معدني ويبدأ بحلاقة اللحية ، وإذا أتمها غسل وجه الرجل ونشفه، وقال للزبون نعيماً ، إيذاناً بأنتهاء العمل .
كان ذلك قبل أن تنتشر صالونات الحلاقة الحديثة. ويبدأ المواطن الليبي في الاعتناء بالمظهر والشعر باعتباره من رموز التحضر.
كان أول عهدي بحلاقة الشعر بدون أرادة مني، أتذكر أول مرة عندما أخذني ابي رحمه الله عليه، أنا وشقيقي الاصغر مني بعامين( علي) الى شارع سيدي سالم، الذي اختفى الان، وكان المرء يدخل عليه من ثلاث جهات( ميدان البلدية، ميدان الحدادة، سوق الظلام)، وهنا
توقف أمام باب محل له درجات عالية، وبه كرسين حلاقة، لجلوس الزبائن، وبعدما تبادل التحية مع صاحب المحل (سي محمد بن اجميعة)، الذي كان يرتدي معطفا (كبوطا) أبيضا اللون، على الدوام اثناء العمل، حسب ما تقتضيه لوائح بلدية بنغازي في ذلك الوقت.
غادر والدي المكان بعدما أوصاه، بأن يقص شعرنا، قصة متفق عليها هو والحلاق، وبعدما أنتهي سي أجميعه من عمله، رأيت شكلي في المرآة الكبيرة المنصوبة أمام كرسي الحلاق، فلم أجد أي اثر لشعر في رأسي، ألا خصلة في مقدمة الرأس، وهوما مكان معروف في ذلك الوقت عندنا باسم ( الشوشة)..
نسيت أن اذكر ان هناك محل حلاقة اخر في نفس الشارع، وهو حلاق الحجام التونسي الاصل الذي عاش في ليبيا سنوات طويلة.
واستمر الحال على هذا المنوال، وحفظت طريق الحلاق، حتى توفى والدي وانقطعت عن التردد على سي اجميعة، واخترت انا بعد ان كبرت حلاق خاص بي.... وبعدما وصلت فترة المراهقة وظهور ظاهرة الخنافس وموضة الشعر الكثيف، التي كانت سائدة بين شباب بنغازي ذلك الوقت، توقفت بطبيعة الحال، بشكل شبه نهائي عن التردد على صالونات الحلاقة، الا للضرورة القصوى، لتخفيف وتحسين صورة وشكل الشعر مع الاحتفاظ بمظهره، واستمريت على هذا الحال، أهذب وأقص شعري قليلا عند حلاقي بنغازي المشهورين في ذلك الوقت مثل سي سليم طرخان وهو من اقدم الحلاقيين في المدينة( محله السابق في ميدان البلدية، ثم انتقل الى ميدان الشجرة)، وحلاق علي الفلاح، الذي يعتبر من اقدم وأعرق حلاقي بنغازي، وحلاق أقعير في رأس شوكة العقيب مقابل محل خضروات سي التركي.. أوعند محل حلاقة صديقي المرحوم جمعة المسلاتي( ياشين العظيم)، بمحله في شارع فياتورينو.
وفي السنوات الاخيرة قبل سفري لليونان، اقوم بالحلاقة عند حلاق في شارعنا العقيب (أحمد التركي) وهو فني على السفن التجارية الليبية، أحب مهنة الحلاقة، واتخذ منها مهنة لسنوات... وهو المحل الذي كان يديره محمود (حوده) المصري قبل ان ينتقل لشارع المهدوي.
وكان هناك عدة محلات حلاقة شهيرة في بنغازي، نذكر منها محل، واحد من اقدم الحلاقين بمنطقة البركة، المرحوم حسن بوشعالة، ومحله كان يوجد مقابل مركز شرطة البركة القديم.
ومحلات حلاقة اخرى، مثل محل مفتاح بوقرين، وحلاق عبد الرازق زيد في شارع الطيرة، وكلها محلات كانت متواجدة في منطقة البركة.
وفي شارع بوغولة كان هناك محل حلاقة( الدلح)، وخلف سينما هايتي، كان هناك محل حلاقة( المرحوم مصطفى الضراط)، وبجوار سينما هايتي بمنطقة الفندق البلدي، كان هناك حلاق محمد عبد الله الفلاح في (شارع التحليل حاليا)..وحلاق مفتاح المغربي، الشهيربـ (بوذينه)، بجوار صيدلية بوشيحه.
وفي منطقة وسط البلد كان هناك ،حلاق نوري الفلاح في شارع فيا تورينو، وكذلك حلاق حميد الفلاح، بجانب المؤوسسة الوطنية للنفط بميدان الشجرة، وحلاق خالد حماد في سيمافرو الكهرباء، بجوار المطعم التركي.
وتعرضت مهنة الحلاقة في بنغازي وليبيا عموما، الى نكسة عندما قرر حاكم ليبيا السابق، فجأة الغاء مهنة الحلاقة ، واغلاق كل محال الحلاقة، لانه اعتبر ان الحلاقة نشاط تجاري غير منتج، فاضطر الليبيين في فترة معينة الى الاعتماد على انفسهم في حلاقة الشعر او الاستعانة بحلاقين في اماكن سرية مثل البيوت وغيرها..
كان أغلب الحلاقين قديما في بنغازي يمارسون بعض الاعمال الطبية الى جانب الحلاقة، مثل الحجامة، أو ما كان يعرف بالمغاثة، وختان الاطفال، ومعالجة الدمادل والقروح والحروق.
وكانت عدة الحلاق، تحتوي على، كرسي حلاقة، ابريق معدني لوضع فرشة حلاقة الوجه، ومقص ومشط ، ومرآة، ومجفف شعر، وماكينة حلاقة شعر، وفوطة يغطي بها ظهر الزبون لمنع تساقط الشعر على ملابسه، قطن
وزجاجة كولونيا.. ومعجون حلاقة، وحزام جلدي طويل لسن امواس الحلاقة..
كانت اجرة الحلاقين زهيدة جدا، في تلك الايام، وكان الحلاقون والى عهد قريب لديهم عطلة اسبوعية كل يوم اثنين، لكنهم كانوا يعملون ساعات طويلة قبل حلول موعد الاعياد الدينية،
حيث تبقى محلات الحلاقة مفتوحة طوال اليوم والى ساعات متأخرة، وليلة العيد الى الصباح ولأخر زبون.
وكان لكل صاحب محل حلاقه، صبي صغير يقوم بعملية تنظيف المحل، وتقديم المنشف أو الوزره (الفوطه )، ويقول نعيما للزبون، ليقبض البقشيش،وربما يتطور الصبي مع الايام ليكلفه صاحب المحل بحلاقة وجه احد الزبائن، وعند تمرسه في المهنه، يصبح حلاقا ..
كان هناك عدة قصات وتسريحات في سنوات الستينيات والسبعينيات مثل قصة( الكابيلا)، وهي مشط الشعر على الجنب، وتسريحة جيمس دين، وهي تسريحة الشعر الناعم المصفف بالكريمة.. وتسريحة شعر طويل نازل من وراء الظهر..، والجمة وهي نزول خصلات من الشعر على العينين..
وكان هناك حلاقة الصفر أو (الصلعة) للكبار والصبيان في موسم الصيف. حيث تتم الحلاقة بواسطة الموس ويتم إزالة كافة الشعر من الرأس.
الى محل الحلاقة أو ( تزيين الشعر) يدخل الزبون الذي يريد فقط تخفيف اللحية وتعديلها، وتحديد أطرافها، وإبراز الوجه وتعديل الشنابات (الشارب).
وهناك الزبون الذي يتعب الحلاق لا نه لا يعرف ماذا يريد، والجملة الشهيرة التي يقولها الزبون الليبي، وحيرت كل الحلاقين،، يسأل الحلاق الزبون، كيف تريد شكل الحلاقة، يرد الزبون، بجملة، (خليه زي ماهو غير نقص فيه اشويه)...
هذا عن حلاقة الشعر، أما حلاقة الذقن، فقد كنت قد قمت بعد ان ظهر الشعر في ذقني باستخدام كل وسائل حلاقة الذقن من اللاميتة المشهورة، الى شفرات بيك وكذلك جربت ماكينة الحلاقة بالبطارية والكهرباء ماركة فيليبس، واستقر الامر الى التردد على محل حلاقة الحلاق المصري الليبي( حودة) الذي كان يعمل في محل حلاقة يملكه ليبي في شارع العقيب، وقد دام ترددي عليه اكثر من عشر سنوات.
واليوم اصبحت الحلاقه من المهن المعتبره، والتي تدر واردا جيدا لا صحابها ودخلت اليها التكنولوجيا الحديثه، في الادوات والشفرات والتعقيم والكريمات، والتسريحات الحديثة، وغيرها.

ملحوظة/ الشكر للصديق محمود الفلاح، الذي قام بتزويدي بأسماء أصحاب محلات الحلاقة..
الصورة من موقع/ وجوه مشرقة ليبية..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميراث بورقيبة وميراث القذافي
- ذهاب الشيرة وعمية البصيرة..
- ليبيا صارت بلا جدران أو سقف... ليبيا عادت جماهيرية..
- القتل في -برسس-.. والنوم في -ريكسوس-..
- نجية التائب... صورة مشرفة للمرأة الليبية
- السؤال الذي يبحث عن إجابة..
- العودة للكانون في شتاء أثينا التقشف..
- لا لنشرات الاخبار...نعم للافلام القديمة
- الانكشاريون الجدد...
- ميدان الشجرة... ذاكرة مدينة
- 100 يوم على اغتيال المحامي والناشط عبد السلام المسماري
- انقاذ ليبيا من الارهابيين..
- اختطاف زيدان أم اختطاف الدولة
- عصابة جضران والاربعين حرامي..
- حكايات بنغازية.. كاشيك.. وقرنين فلفل خضر
- الفرحة المسروقة...
- ماتت وهي تنتظر عودة ابنها المفقود في حرب تشاد
- الأمن قبل الخبز أحيانا...
- ليبيا والخروج من الهوة العميقة..
- نوارة البيت..


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - الحلاقة والحلاقون في بنغازي زمان