أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - عندما يكون الأمر واقعا














المزيد.....

عندما يكون الأمر واقعا


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في احيان كثيرة.. وفي هذه الايام بالذات ( كثيرة جداً )، هناك العديد من الوقائع لاتتلائم مع منظور العلم والادب والذوق العام والتقاليد الاجتماعية والدينية والشرعية وسواها تراها وقد اصبحت امامك واقعا ًيصعب عليك ازالته ، بل وليس هناك قيمة لرأيك في وجوده . واذا ماحاولت ان تحتج على وجوده وتعمل على تغييره او تعديله او انتقاده فلربما تندم على ذلك فتضطر للركون الى اضعف الايمان وافضله هذه الايام وهو ان ترفضه بقلبك ، وهذا هو الموقف السلبي الذي اعتاد عليه المجتمع ، او اجبرونا على التعود عليه ، فبرغم الاشاعة المضحكة عن الديمقراطية التي كانت يوماً ما عنواناً كنت أنوي تقديمه لعمل رسالة الدكتوراه لجامعة كامبرج ، الاّ ان هذه الديمقراطية وصلتنا بالمقلوب كما هو واضح لأننا لم نسمع يوما عن ديمقراطية ( سلبية ) تعيد عقارب الساعة الى الوراء ــ وياليت يحصل ذلك في تاريخنا ــ لكن عودة هذه العقارب لاتفهم في هذا الزمن سوى التسميم والقتل والرعب والعمل الشاذ .
فالديمقراطية التي كنا نحلم بها كلما شاهدنا افلاما امريكية او اوربية هي نفسها التي أخذت منا احبابنا واصدقاؤنا واخوتنا وابناؤنا في ذلك الزمن الذي كنا نعتبره جميلاً فهاجر من هاجر وعاد من عاد ومات من مات هناك في الغربة وبقي في بلداننا الثورية من نذر نفسه ليناضل من اجلها عروساً في حضن الوطن وكثيرون الذين غيّبتهم السجون ونخرالرصلص صدورهم إذ لم يعد هناك ابعاد او نفي كما كان يفعله ( النظام الملكي الرجعي ) او الانظمة البرلمانية السابقة التي كانت تقودها بريطانيا بحق من يرفع صوته او قلمه تجاه الدولة . لقد استبدلته دولنا المستقلة اليوم بأجراء بعيدا عن ( وجع الرأس ) عن طريق اقطع عرقاً .. ضيّع خبراً وهذا ما بدأته الدول في عصر الثورات الشعبية بزعامة ثورة الباستيل في فرنسا التي ذبحت بمقاصلها الحادة الافاً من الشعب الفرنسي النبيل فضلاً عن رجالاتها .
ان الديمقراطية ( المقلوبة )التي لم تصل الى انساننا العربي والعراقي بشكل خاص بالوجه المطلوب ، فأستخدمها العرب والكورد والمسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة وغيرهم كل على هواه وكل من الوجه الذي يقف امامه ويحقق به مصلحته. وكم كان جميلاً ان يكون استخدام هذا الوافد الجديد استخداما عقلانيا وليس بشكل مجتزأ من قبل البعض ، كل حسب مايحققه له من مكاسب ومصلحة له او لعائلته او لعشيرته او كتلته السياسية ضارباً مصلحة الوطن والمواطن عرض الحائط ، فالمشاريع المنقوصة والاموال المسروقة والفساد الاداري والمالي والضحك على ذقون الناس في قاعة اسمها البرلمان العراقي الذي شبع رئيسه واعضاؤه مالاً وثريدا وجولات حسب الطلب في كل مطارات العالم . وليس هذا حسب ، فأنهم يقتطعون الوجه القبيح للديمقراطية في اثارة النعرات والخلافات بل والعداوات بين ابناء هذا الوطن . فبدل ان يبذلوا الجهود من اجل توحيد الشعب فأنهم يقاتلون من اجل ان يتقاتل ابناء هذا الشعب فيما بينهم . لقد اصبحنا مرغمين على القبول بسياسة الامر الواقع المفروض علينا فصدور القوانين المبتورة والمشاريع المتسرعة المنقوصة الجدوى او ذلك المقاول الذي يعمل على هواه او التخريب المتعمد والمداهمات الكيفية وما يجري من عمليات بيع وشراء المناصب والتعيينات في الدوائر ذات الخدمات البلدية والتنظيمية وغيرها باتت امورا واقعة لا يستطيع احد الوقوف بوجهها . حالها حال المافيات الخطرة رغم كل اجراءات النزاهة والاحالات الى القضاء التي قد تحفظ اكثرها في ادراج المكاتب بعد دفع المقسوم .
ان الامر الواقع هو ذلك الواقع الذي ليس لك رأي فيه حتى ولو تسبب في تخريب الوطن . واذا ما حاولت رفع صوتك فسوف لن يسمعك احد .. هذا اذا لم تلقم حجرا .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليارديرو اخر الزمن
- العمر الافتراضي للسياسي (نسخة معدلة )
- العمر الافتراضي للسياسي
- انا وانت عيون الوطن
- واوي مع وقف التنفيذ
- الوعي الشخصي في موضوعة العمل السياسي
- الانظمة السياسية العربية والاسلامية ورش لتصنيع احزان الشعوب
- الدعم الكوني لحكومة المالكي
- حكومة عاطلة
- الموت يتجول
- عقلانية المواطنة
- استغلال طيبة البسطاء
- وطني الشمس


المزيد.....




- -زنقت الدولة عشان تعيش وألا تخرب-.. السيسي يرد على منتقدي كث ...
- الأمن السعودي يعلن القبض على مواطن و4 مقيمين مصريين ويكشف ال ...
- أيسلندا تطلق -ماموث- أكبر منشأة في العالم لامتصاص الكربون من ...
- الأمن التركي يعتقل خبيرا أمريكيا حاول تهريب عناكب وعقارب عبر ...
- وثائق: هكذا تراقب حماس الفلسطينيين بجميع مناحي الحياة
- -مخاطر أمنية جسيمة في رفح-.. بيان مصري بعد اتصال مع بلينكن
- مسرب معلومات يقول إن أجسام طائرات بوينغ بها عيوب خطيرة
- تشكيل حكومة جديدة وحل مجلس الأمة... ماذا يحدث في الكويت؟
- الحكومة الكويتية دون -وزير مُحلِّل- لأول مرة منذ عام 1991
- فيديو: صراخ ومضايقات يتعرض لها وزراء إسرائيليون خلال مراسم ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - عندما يكون الأمر واقعا