أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السباهي - البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين. (2)















المزيد.....

البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين. (2)


محمد السباهي
(Mohamed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 14:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البئر المعطلة (العقل) عند العرب والمسلمين (2).
قلنا فيما سبق، اننا سنحاول طرح هذا التعطيل للعقل من خلال البحث في كُتب التراث من تفسير وأحاديث وسنحاول التطرق لبعض طرق التأويل. وكل هذا سيكون من خلال الشاهد والمثال.
الرجل الشجاع ....
أبو حنيفة ، ثابت بن زوطـي، أدرك عدد من الصحابة كأنس بن مالك وعبد الله بن عباس. قال ((... ما جاء عن الرسول (ص) فعلى العين والرأس، وما جاء عن الصحابي تخيرنا منه، وأما ما جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال)). ذكر هذا الكلام في الحديث المقطوع، وعنده، (( أن الحديث الضعيف لا يحتج به )). والملحوظ، أن الحديث المقطوع فرع الضعيف، وعليه لا موجب لتخصيص كلام أبو حنيفة بالحديث المقطوع، بل هو يشمل عموم الاحايث.
نقل السيد كمال الحيدري، في كتابه ((بحث حول الإمامة))، عن أبي حنيفة قوله: لم يصح عندي من أحاديث النبي (ص) ،( إلا سبعة عشر حديثا) بحث حول الإمامة/ 305. ورد على رسول الله(ص) أربعمائة حديث أو أكثر.الاحتجاج/ ج2 - 358
إن (عالما مثل أبي حنيفة) على تفرده في مذهبه وكثرة اتباعه .. لايمكن إن يرد هذا القول على لسانه، ونحن وأن كنا لانتفق في صحة الأحاديث ((السبعة عشر)) فقط ، لكن نلتمس له العذر في رد ((الأربعمائة حديث))، لأن كتب الحديث تزخر بالغث والسمين، بل يمكن رد أثر من هذا العدد من الأحاديث على وجه التحقيق.
(الرجل الحاسوب)، المحدث الكبير (أحمد بن حنبل)!!. وفي قبال ذلك، نرى
قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده :(هذا الكتاب جمعته وانتقيه من أكثر من سبع مائة ألف وخمسين ألفا، فما أختلف المسلمون من حديث رسول الله (ص )فأرجعوا إليه، وألا فليس بحجة ) صبحي الصالح /علوم القرآن – ص-124
والسؤال الكبير هنا : لماذا لم يعمل (العلماء العاملون!)على تحقيق صحيح !! البخاري ومسلم، وكتاب الكافي والتهذيب، وأظن أن تهمة التكفير والارتداد والزندقة ، ستطالهم على أقل تقدير. وربما سيهربون إلى(الغرب الكافر) هربا من حماة أوطانهم ومن (محاكم التفتيش) ورجال الكنيسة، ليوفروا لهم الحماية من (الإسلام) المؤمن المتمثل ب(المؤسسة العسكرية)/ الدينية/الاقتصادية. التي تُريد أن تُحاكمهم محاكمة(الحلاج) لأنهم فكروا أو لأنهم يفكرون!.
إن هذه المؤسسة ((العتيقة))، ليست محصرة في رجال ((اللاهوت)) المبثوثين في كل زاوية ومكان، كأنهم رجال البوليس السري! بل تتعداهم إلى كُتّابٍ ومؤرخين ومفكرين! ورجال سياسة، ورجال أعمال، يتبنون أيديولوجية معينة، وسواء، اتفقنا معها من حيث المبدأ أو اختلفنا، فهذا لا يغير من حقيقة المسألة شيء. بل تبقى المشكلة على ما هي عليه، من اسفاف وانحطاط في مستوى (الفكر=التفكير)العربي. شئنا هذا أم أبينا، هذه هي الحقيقة. ويكمن السبب في هذه (المشكلة) إلى دور مؤسسات الرقابة والتعطيل في كبح جماح ما هو خارج عن المألوف والعادة والعرف، وكذا بعض النصوص واللصوص!!.
السؤال هنا؛ هل أن هذا المألوف: هو دينٌ، أم تراث أو اجتهادات شخصية؟! - سواءً كانت مع النص أو ضده- أوهي إسرائيليات، كما هو الحال عند (ابن كثير) وغيره من أرباب التفسير؟.
أم تراها حديثُ خرافة!. و لا ينبغي أن يعترض معترض، إلا إذا كان جاهلا بما تحويه كتب (التفسير والتراث) من هذا الكم الهائل من الغثاء !.
إن العالم (المزيف) يساهم في نشر الفوضى وإيجاد فكر مزيف، يتماشى مع قناعاته، و يعكس طريقة تعليمه وتربيته، ومقدار المنفعة المرجوة من هكذا لهاث وعربدة، تجتر وتجر الفكر العربي إلى مستويات من التخلف والانحطاط، النفسي والمعنوي، تجعلنا في ذيل الأمم، تُشعرنا بالدونية ! جعلنا نشعر بالذنب اتجاه كل ما جرى ويجري لنا كأمة. وسترث الأجيال القادمة هذا القهر الفكري والسياسي والسيكولوجي!.
وهنا تكمن المشكلة.
كيف نستطيع أن نوفر فسحة للأجيال كي تستطيع أن تتنفس الفكر الحر(الملتزم)، وان لا تنزلق إلى مهاوي العبودية والخضوع للفكر الرجعي/ الراديكالي؟ سواءً أكانت راديكالية سياسية/ دينية/ ... كلاهما واحد .
إن المساهمة في رفع النيرعن كاهل الأجيال. - هي بحد ذاتها مسؤولية أخلاقية اتجاه أنفسنا، ومجتمعنا- على اعتبار أن من يعد نفسه من جملة العقلاء ولا أقول (المفكرين).، ينبغي عليه أن يرتقي بمستوى تفكير وعقل الأمة التي ينتمي إليها، حتى يدخلها التاريخ في زمرة الإنسان.

إن ( القرآن الكريم) يحفل بالآيات الدالة على التفكر والتفكير. لكن الرجال، لا يفكرون! ولا يريدون لنا أن نفكر! ( قُتلَ كيف فَكَر!). والأنكى من هذا، هو أنهم يصرون على تطبيق القرارات الصادرة من (عقولٍ وأدمغة) - إذا كانت أصلاً موجودة-، آكل عليها الدهر وشرب. (( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ( الزخرف/ 22 )) !!.
إن هؤلاء (العلماء!)، هم أشبه ب(النخاسين) الذين باعوا ضمائرهم، وهم أكيد بلا أدنى عقل. لأن الذي يملك عقلاً، لا يبيع الضمير،- ولا عكس- وهما أثمن ما يملك المرء. ماذا سيحصل لو تخلى العالم عن أحدهما؟ و ماذا سيحصل لو تخلى عنهما معا؟!!. وهنا مكمن الخطر، وهنا تكمن الكارثة !!. لأن على المسلمين – المؤمنين- تطبيق أحكام ما أنزل الله بها من سلطان، من قبيل : حكم المرتد، ورجم الزانية !!. .
توجد في البلاد التي يحكمها الإسلام (العظيم) حكومتان حكومة الدساتير الوضعية /المدنية (الملعونة). وحكومة الدستور(الكنسي)= حكومة اللاهوت المقدسة، والتي تنطقُ بأسم الرّب.
حكومتان...
دستور مقدس/ الواضع مقدس/ المتبع مؤمن. في قبال :
دستور مدنس/ الواضع وضعي وضيعٌ، مدنس/ الاتباع= رجس انجاس.
وأنت حين تسأل( كبيرهم الذي علمهم السحر) أين حكم الردة في القرآن الكريم؟.
لا يجيب، يلقمه السؤالُ حجرا !. لأنه بصريح العبارة، لا توجد في القرآن الكريم آية صريحة تبيح قتل الزاني (المحصن) والمرتد! فيلتمس الأعذار بالسنة النبوية المطهرة،- السيرة على صاحبها ألاف التحايا والسلام- (رجم رسول الله ورجمنا)!!.
هذه أحاديث وأخبار لا تصمد للنقد العلمي الرصين، فضلاً عن مخالفتها للسيرة النبوية الطاهرة، القطعية والمورخة بوثيقة لايمكن الأغماط عنها. أقصد (صلح الحديبية).
...حينما وافق النبي (ص) على بنود الصلح، و كان من ضمن البنود: (( أن يُردَ الرسول (ص) من يأتيه من قريش بدون أذن وليه، ولا تلتزم قريش برد من يأتي إليها من عند الرسول (ص). وهذا الذي ذهب من عند الرسول ووافق الرسول على ذهابه، أو غض الطرف عنه، ألا يُعدُ مرتداً؟ أليس فيه أشعاراً بالرضا والقبول، أم أن أحكام الردة صيغت بعد (فتح مكة) ؟ حيث لم تعد الوثيقة صالحة للعمل بها، بدخول قريش في حظيرة الإسلام العظيم،
بدون نص قرآني أكيد! ومن غير (حديث قدسي) يبيح هدم بنيان أسرة كاملة، ( قتل، تطليق، توزيع ثروة) المرتد، أن لم يظفر به الحاكم، وكذا على الزوجة أن تعتد عدة الوفاة !!..
والغريب في الأمر، أن صلح الحديبية كان في السنة السادسة للهجرة الشريفة.
أي: بعد تسع عشرة سنة من إرساء قواعد الدين الجديد ، فهل لم يخرج ويرتد أحد عن الإسلام طيلة هذه الفترة؟!.
شاهد آخر:
إن أم حبيبة بنت أبو سفيان، زوج النبي (ص) كانت متزوجة من (عبيد الله بن جحش) وعند الهجرة إلى الحبشة، تنصر عبيد الله وفارقها، ولم تجري عليه أحكام الردة!.
لكن شاهدنا الأكبروالأهم – معيار الحق- هو القرآن الكريم، الأصل الحاكم على كل الأصول،
قال تعالى( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران-85 .
وقال تعالى( أن الذين كفروا بعد أيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الظالمون) آل عمران-90.
وينطق الحق بالقول الفصل في المسألة، حيث يقول: (( ياأيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)) المائدة-54.
إذاً هُناك سُلطة في قبال سُلطة الحق والسماء وتشريع الخاتم والرحمة المهداة (ص)، سُلطة محاكم التفتيش التي تحاول تشويه هذا الدين السمح من خلال طرح ما يؤمنون به –هم- لا السماء!!.
وهذا النمط من التفكير كان موجودا حتى في زمان الخاتم، الرحمة المهداة (ص)، فهو يخاطب الإعرابي قائلاً : (( إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة)). وحينما يجذبه الإعرابي من رداءه قائلاً له: (أعدل يا محمد). ويجيب الرحمة المهداة: ويحك أذا لم أعدل أنا فمن يعدل ؟. وهنا يأتي دور محاكم التفتيش: أأقتله يا رسول الله ؟ وفي قصة (ابن صياد/الأعورالدجال)، القصة المشهورة. حين يمرُّ الخاتم بصبية يلعبون، وحينما يرونه (ص) ينفرون إلا صبياً واحداً فيأتي دور محاكم التفتيش: أأقتله يارسول الله ؟ فيجيبه الصادق الأمين (( أن يكن هو فلن تقدر عليه وان لم يكن فما فائدة قتله))!!.



#محمد_السباهي (هاشتاغ)       Mohamed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين.
- الحرية ... وسيلة السعادة.
- الدين المعاملة ...
- الليبرالية بين التنابلة والحنابلة ..
- حتى أنت يا بروتس !!
- احتياجات خاصة
- أحمد القبنجي ... إلى أين ؟
- نصف ثورة / نصف انقلاب
- قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ
- القبنجي ... والليبرالية
- الليبرالية والشرط الانتخابي... هموم و نتائج
- طنبور طين
- إسماعيل... عربيُ أم أعجمي؟
- سيزيف قريش...
- في الحديقة
- الجن وعصر صدر الإسلام
- القزم الجديد


المزيد.....




- سلفيت: الاحتلال ينصب حاجزا عسكريا عند مدخل ديراستيا
- “دلوقتي فرحهم وابسطهم ببلاش”.. تردد قنوات الأطفال الجديدة 20 ...
- بن غفير يقتحم المسجد الأقصى لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة
- بن غفير من المسجد الأقصى: علينا السيطرة على هذا المكان الأكث ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس  ...
- بالفيديو.. بن غفير يدخل باحة المسجد الأقصى لأول مرة منذ 7 أك ...
- بن غفير يقتحم المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر
- وزير الدفاع الإسرائيلي يدعي أن السيطرة اليهودية على الضفة ال ...
- للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر.. بن غفير يقتحم ساحات المسجد الأقص ...
- مصر.. ساويرس و-نحن المسيحيين نؤمن بالله الواحد- بعد تدوينة آ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السباهي - البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين. (2)