أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عماد يوسف - هكـــذا يــذهــب الكبــار ....!














المزيد.....

هكـــذا يــذهــب الكبــار ....!


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 13:20
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هكذا يذهب الكبـــار، يغتالهم صغار القوم التافهين، يقتلون تاريخهم، وتلك الذكريات البعيـــدة..! هكذا يذهب أمثالهم، جورج حاوي، وسمير القصير، وغيرهم، هؤلاء الذين أثقلت الكلمة أذهانهم، فأطلقوها على كل المنابر، لتصبح أثيرأً، تتلقفها الورود الصغيرة، كغبار الطلع، لتبني بها مستقبلاً مليء بالورود البيضاء، ورحيق الياسمين العطر يظلّل بيوت الشرق، هذا الشرق العجيب ..! ما أعجبك أيها الشرق، وكأنك إمرأة حبلى بكل تفاصيل الكون!! هؤلاء الذين ضاقت بهم الفكرة، فزرعوها يتفيأ ظلّها الآخرون، ينتجون ثقافة الكلمة، والحرف الجميل، البرّاق، الذي يجعلك تسير خلفه أسيرًا، مستلبًا ، مطمئنًا إلى عالم تملؤه الجسورالتي تصلك بكل الناس، تتوحد فيه الإنتماءات، وتلتقي فيه الوصايا العشرة عند الجميع، يزرعونها على شفاه الأطفال، مع بداية بزوغ أسنانهم غير اللبنية، هؤلاء الذين صدّروا ثقافة العقل، والحب، و علّمـــونا كيف ’تعشَق’ الأوطـــان ..؟؟!
إلى أين ترحلون أيها الأعزاء..؟؟! ومن يدفعكم إلى هذا الرحيــل ؟؟! من يقتلكم و يقتل’ فينا الضمائر؟ الأحاسيس، والمشاعر، من يريد أن يعلّمنا كيف نقــتل؟ وكيف ’تسفك’ الدمـــاء ..؟؟! من ’يريدنا أن نتعلم كيف نجعل الآخرين، يخرجون من بيوتهم، دون عودة..!! من ’يريــد أن ’يكـّـفرَ فينا عشق الوطــن ؟!، من هؤلاء..؟ هل تعرفونهم؟ هل تعرفهم يا جورج، وأنت يا سمير، وأنت يارفيق، وفليحان, ورينيه معوض، ورشيد، وبطرس، وعليّ، ومحمد، وداوود ، وغيرهم وغيرهم وغيرهم، هل يذهب الجميع هكذا، ببساطة، مع دوران قطعة حديد تافهة، حقيرة في مقود سيارة، أو كبسة زر من البلاستيك، هل كرّسَ سمير وجورج وغيرهم، وراكموا كل تلك الأشياء العظيمة، لينتهوا هكذا بكبسة زر..؟؟!!! ما أبأس هذا العالم، ما أبأسكم أيها التافهون، أيها السفلة،أيهــا القتــلة، أينما كنتم، في الشوارع، أوالحدائق، تتخفـّون تحت ظلال جمالها، في بيروت، أو بغداد، أو دمشق، أو مدريد، ، أو حتى في برجي التجارة العالميين، أيها الخفافيش، هل تظنّون أن العظماء يذهبون هكذا، بكبسة زر تافهة، تشابه عقولكم، هل تظنون أن التاريخ سيطمس معالمهم، هكذا، كما طمستم معالم وجوههم، وقتلتم الفرح الجميل في عيون أصدقاءه الذي ينتظرونه في المقاهي، على شواطىء بيروت العذبة، هل تظـّنون بأنكم تستطيعون إغتيال بيروت..؟! أو تلك الضفاف الزرقاء التي أنجبت، سمير، وجورج ، ورفيق، وغيرهم.. بيروت أيها القتلة، مرتع للآلهة، وستنجب هذه الآلهة من ثــَرى هؤلاء، سمير آخر، وجورج آخر يشبه جورج الأصلي في كل شيْ، نعم أيها الخفافيش في كل شيء، حتى في عشق الوطــن، وحريري آخر، ربما يكون أفضل بنوعيته من الحرير السابق، ويعشق لبنان أكثر من عشق الأول، ويعطيه أكثر ما استطاع الأول، ويبقى بقربه، أكثر ما بقي الأول ...!
من يقتلكم؟؟؟؟؟؟!!!!!!! من أنتم أيها الكفـــرة بكل المعـــايير، والأعراف، يا من تصدّرون ثقافة العنف، والوحشية، والإلغاء، ورائحة الــــــد م ...؟ كان جورج جميلاً، وكان سمير ربما أجمل، أتيتم تقتلون الجمال، وتعابير الحياة، ورونقها، صوبتم في المكان الخاطىء، والزمن الخاطىء، والأرض الخاطئة، لن تثنوهم عن صنع الحياة، وإرتداء القميص الأبيض، وفتح الذراعين على طولهما، دون أن يصطدما بالحواجز، والنيران، ودون أن تغيب عن أنظارهم شجرة الأرز اللبناني الشهير، في جبالها الممتدة، والواضحة المعالم حتى للبحارين القادمين من البعيد، تظنّون أنكم ستحولون بياض لبنان إلى اللون الأحمـــر ، كيف هـــذا..؟! ولبنان يعني في اللغة اللون الأبيض ..؟! يا لمفارقات هذا العالم الفظيع، كأنما عرَف الأوّلون بأن هذا البلد الوادع سيغزوه عشــاق الدمــاء يومـــاً، فلقبـــوه بالأبيض، أو البياض، كان ذلك منذ خمسة آلاف عام ربما، وكانت تلك رسالة للجميــــع، ولم ’يصدّق هؤلاء الرسالة، وظنـّـوها كحكايا الجدّات قرب مواقـــد الشــتاء، أو كحكايـــة فيروز وقهوتها على المفرق، يا لغبائهم، ألا يعرفون بأن من أنجب فيروز، لن يموت، وأن من أنجب مرسيل، سيبقى ’يقاوم، ومن أنجب وديــع الصافي، ونصري شمس الدين، وجبران....، و سعيد عقـــل ...، والرحـــابنة ، سيبقى ’يصارع، سيبقى ’يقاوم، ولن تهزّه’ أزراركم البلاستيكية، ولا تلك العبوات التافهة، التي تقتل لحماً ودمـــاً، ولكنها لا تقتل تاريخــاً، ولا حضارةً، ولا أشجار الأرز التي تحيط لبنان، بإختصار، لا تقـتـــل الأوطـــان الجميــلة ...!
ولن تقتل تلك القمصان البيض، أو " التيشرتات " كما يحلو لحسناوات لبنان أن يسمّوها، لا في ساحة الشهداء ولا ساحة رياض الصلح، ولن تقتل هذا الشباب الذي ’يريد الحيـــاة معلنـــاً معركته عليهــا، متحــديــاً لها، مارقــاً ، متمـــرداً، على سجّــانيها، وقاتــليها، وقواديـّـها ، و خفافيشها الذين يدبّون في الليل والنهار، والسلم والحرب، لن يقتلوك يا لبنان، لن يقتلوك ما بقيت فيروز وآخرين يصدحوا؛ بحبــــك يا لبـــنان، يا وطنــــي بحــبك ، بترابك بجبالك بسهلك بحبـــك، وتسأل شو بنــــي ، وآه ....!! شو بنـــي يا فيـــروز...: ، إنهم ....، إنــهم يغتالـــون لبــنـــــــان ...؟؟؟؟؟؟؟؟
لن تمت يا رفيـــق، لــــن تمت سمـيــر، لـــن تمــت يا جــورج ، لـــن تمـــت لبنـــان، لــن تمت لبنـــــا ن ..؟؟


عماد يوسف/ كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجـل عــراق الغد - مهداً قديماً جديدأ للحضارات -،
- قراءة في الحياة السياسية السورية بعد مؤتمر حزب البعث العاشر ...
- شروخات المعـارضة السورية
- حزب الشعب الديمقراطي السوري و- الحلقة المفقودة-
- لقاء دير الزور في سوريا- بدون إذن التجمع الوطني الديمقراطي-
- الطبقة العاملة وإرهاصات العولمة- من البروليتارية إلى الأنتلج ...
- مؤتمر حزب البعث العربي الاشتراكي: -هل يخرجه من عنق الزجاجة- ...
- النظام الشمولي الأمريكي - الدكتاتورية المشرعنة-
- الإخوان المسلمين والشارع - المدني - السوري
- أمريكا في الشرق - العراق نموذجاً -
- في تجربة لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا -- الضرورة- التح ...
- في التفاصيـــل ؟
- في بعض قضايا المعارضة السورية
- المجتمع المدني ودلالاته الوطنية


المزيد.....




- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت
- تعليم: بيان اللجنة الإدارية الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم ...
- تأجيل محاكمة المناضلين الداعمين للشعب الفلسطيني والمناهضين ل ...
- إلى الأمام… من أجل جبهة عمالية وشعبية موحدة لصد العدوان الثل ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين في جامعة كالي ...
- هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية
- نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية نقاش مع الرف ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عماد يوسف - هكـــذا يــذهــب الكبــار ....!